أسامة ألفا 15 سبتمبر 2019
• بماذا تستفيدين من دعم المرأة؟
جميع النساء مستفيدات، وما نراه ورغم عزة أنفسنا كنساء، نظراً لكم التشوه الحاصل في الإعلام بحق المرأة وطرحهم نماذج مسيئة للمرأة، فهذا لا يعني أن النساء العربيات جميعهن كاملات بكل ما يفعلنه، ولكن لماذا دائماً التركيز على النموذج السيئ مثل البرامج التلفزيونية أو الدراما العربية، وعند طرحهم نموذجاً جيداً بحق المرأة لا يقفون عنده، ويحاولون أن يوجهوا رسالة أن هذه هي النماذج الضعيفة أو المهضوم حقها لتكون (امرأة مثالية).
خلط الأمور
• ألا تتحمل المرأة جزءاً من هذا الدور؟
بكل تأكيد، لأنها من قبلت أن تكون سلعة وتظهر ببرامج غير محترمة، وهو ما ذكرته في «ملتقى المبادرات الإنسانية» بأننا نعيش في عصر القباحة، فعندما أصبحنا في عصر الانفتاح استقطبنا كل ما هو قبيح وسيئ من الغرب ونحن شعوب عربية غير مهيئة ثقافياً لنميز بين الشيء الإيجابي والسلبي ونخلط الأمور ببعضها.
• في عصر التكنولوجيا والـ«سوشال ميديا»، كيف تقيّمن ظاهرة الفاشينيستات والمؤثرات؟
منذ فترة كنت أتصفح منصة «إنستجرام» مع ابنتي، وشاهدت فتاة بسن المراهقة تبرز مفاتنها ولديها عدداً كبيراً من المتابعين، سألت ابنتي ما رأيك بهذا الأمر؟ علماً بأن بناتي يدرسن في كندا ويمتلكن الجنسية الكندية، ولكن أخلاقهن أسست على المحظورات، ويستطعن التفريق بين الخطأ والصواب، ومازالت لديهن ثقافة العيب في زمن اللا عيب، فقالت لي حرفياً: «هذا الأمر مقرف»، والحقيقة أن مثل هؤلاء الفتيات يفعلن ذلك لتحقيق أكبر عدد من المتابعين، ولا تهم طريقة كسب الرزق أكانت صحيحة أم خاطئة. وصيحة الـ«سوشيال ميديا» أصبحت تساعد الناس على تحقيق مكاسب مالية، لذا هم مستعدون لعمل أي شي عبر هذه المواقع لكسب المال.
إعلام يفضح
• احتفت دولة الإمارات مؤخراً بيوم المرأة الإماراتية، كيف ترين تقدمها؟
قرأت قبل فترة عن ثلاث إماراتيات وصلن لمرحلة مهمة في موضوع تصنيع الطائرات. والمرأة الإماراتية من اللواتي نجحن في هذا الميدان ومن السباقات في كافة المجالات، وهذا كله من جهود ودعم القيادة. لذا دائماً ما أقول أن رقي الشعب من رقي حكامه، بما أن القيادة في دولة الإمارات حكيمة فمن الطبيعي تطور الشعب، وخاصة المرأة فهم يتعاملون بذكاء وبطريقة صحيحة ويعلمون بأنهم إذا طوروا المرأة، ودعموها ستساعد في تطور المجتمع.
•نالت المرأة السعودية حزمة من الإنجازات، ما الذي ينقصها اليوم؟
ليست مسألة ما ينقصها، لننظر إلى الإنجازات التي تحققت، فهي تستحق فعلاً التقدير لحكومة المملكة وللمرأة السعودية التي تأخذ هذه الإنجازات وتطبقها بشكل راقٍ ومحترم مما يشجع المشرعين على تقديم المزيد لهذه المرأة التي تستحق الثقة.
• ماذا عن المرأة اللبنانية التي تطالب بكثير من الحقوق، وما دورك ودور المنظمة وحملة المرأة العربية في دعمها؟
للأسف صورة المرأة اللبنانية بشكل عامة بالوسائل الإعلامية كافة، ينظر لها على أنها القوية بالشكل وليس بالمضمون، أكثر امرأة بالحقيقة مضطهدة هي اللبنانية، مع العلم بأنه اجتماعياً تظهر بأنها حاصلة على جميع حقوقها لأنها تقابل الرجل بعملها في المجتمع، ولكن في القوانين هي لا تحصل على أي حقوق أبداً، نركز على هذه القضية من خلال عملنا جاهدين، وذلك عندما عملت برنامج المرأة نموذجاً أبرزت فيه العديد من النساء اللبنانيات المهمات، اللاتي وصلن على مستوى عالمي بإنجازاتهن، ولا أعلم ربما الإعلام اللبناني يقع عليه اللوم، حيث أنه إعلام (يفضح) المرأة اللبنانية ويسيء لصورتها أينما وصلت وبرزت، ولا أحد يعلم عنها أي شيء فقط يكتفون برؤيتها بذات الصورة.
«ملكة المسؤولية الاجتماعية»
يعد برنامج «الملكة – ملكة المسؤولية الاجتماعية»، واحداً من أهم نشاطات حملة المرأة العربية، والبرنامج يبحث عن ملكة المسؤولية الاجتماعية من بين العديد من الفتيات العربيات اللواتي ابتكرن مبادرات إنسانية لخدمة مجتمعاتهن، الذي انطلق موسمه الثاني أواخر أغسطس 2019 من دبي ضمن ورشة عمل «ملتقى المبادرات الإنسانية» بمشاركة رئيسات 23 مبادرة إنسانية من 14 دولة عربية.
عن الحملة تقول زين الدين: «تسعى الحملة لتحسين صورة المرأة في الإعلام ودعمها وتمكينها وأيضاً نناقش جميع قضايا المرأة من خلال الإعلام ولدينا عدة مشاريع وبرامج تلفزيونية، منها برنامج «الملكة – ملكة المسؤولية الاجتماعية»، الذي يسلط الضوء على شخصيات نسائية قدمن مبادرات إنسانية لدعم المجتمع والمساعدة يداً بيد مع الحكومات، ونحن نسلط الضوء عليهن لأجل تحقيق هدفين الأول هو تحفيز المجتمع للقيام بذات الأمر وثانياً لإبراز دور المرأة في تطوير المجتمع».