#مشاهير العرب
ياسر العيلة 24 مايو 2019
تعد هيفاء عادل إحدى دُرر تاج الفن الكويتي ومن أهم وألمع أيقوناته، اقتحمت دنيا الفن عبر موهبتها مطلع ستينات القرن الماضي لتتفوق وتتألق، ثم ابتعدت مضطرة لتعود وتروي ظمأنا إليها مرة ثانية. وفي رمضان الجاري تطل هيفاء على جمهورها في مسلسلها الرمضاني «الديرفة»، وهي كلمة معناها الأرجوحة، وتقدم في العمل شخصية «طقاقة» شعبية.
• في «الديرفة» تقدمين شخصية «طقاقة» شعبية تنتمي للعصر الماضي، فهل كان المجتمع يتقبلهن آنذاك؟
طبعاً، فلقد حملن على عواتقهن نشر الفولكلور الكويتي، ومشاركتنا أفراحنا وأعراسنا من الفقير وحتى الثري، وكان الفن في تلك الحقبة يمثله هؤلاء، لأن الفن الشعبي كان هو المسيطر وقتذاك.
• «الديرفة» عمل يجمعك بمحمد المنصور وعبد الرحمن العقل وعبير الجندي ومحمد جابر وأسمهان توفيق. كيف تصفين شعور اجتماعكم فنياً بعد سنوات؟
شعور لا يوصف.. مزيج ما بين السعادة مع «جيل أول»، وعدنا إلى ذكرياتنا القديمة، ومشاهد جمعتنا سابقاً تخيلناها.
• ألا تلتقون دائماً؟
ظروف الحياة تبعدنا، خاصة أنني ابتعدت عن الفن لسنوات طويلة بسبب ظروف خاصة، لكن بيننا اتصالات هاتفية ومعايدات وأشياء من هذا القبيل.
«جيل أول ما يتغير»
• هل شعرتم، كجيل، بأنكم تغيرتم؟
«جيل أول ما يتغير»، نحن الحب والأخلاق والاحترام نفسها، الزمن الذي طلعنا منه يعيش فينا، ما نقدر نغير جيلنا، لآخر يوم في حياتنا.
• وكيف تتعاملون مع العصر الحالي بكل ما يحمله من عيوب؟
بصراحة شديدة.. أنا أعاني.
• ما نوع المعاناة؟
لم يعد هناك التزام، لا أقول الجميع، فهناك من جيل الشباب ماضون على نهجنا كاحترام المواعيد، واحترام العمل، وتبجيل الفريق المشارك، لكن الأكثرية من الجيل الحالي لا يحملون احتراماً للمواعيد، يأتون متأخرين، وليس لديهم الاهتمام الكافي بحفظ الدور، كل هذه أمور تجعلني أعاني.
• ما الأسباب التي تجعل الجيل الحالي هكذا؟ هل قدمتم لهم التوجيه الكافي؟
القضية ليست قضية توجيه، بل الاستعداد الكامل من ناحيتهم لتقبل التوجيه والنصيحة والإرشاد، وأنا هنا لا أتحدث عن الجميع، بل هناك نُخبة من الشباب نفتخر بهم حقاً، ولكن البعض عندما دخل المجال لم يعِ بعد رسالة الفن الحقيقية.
• لكن أغلبهم خريجو معهد الفنون المسرحية!
ليس كل خريجي المعهد ممثلين جيدين، فأهم شيء أن تكون الهواية بداخله حقاً، يحب الأمر، لا أسعى فقط لنيل الشهادة، خاصة في المجال الفني، والبعض منهم يسعى فقط وراء الشهرة، في حين أنهم يفتقرون إلى الثقافة الفنية والوعي المطلوب.
نحن ذاهبون
• هناك شباب كُثر في الوسط الفني يتهمون جيل الرواد بعدم مد يد المساعدة لهم، ما ردك؟
على العكس، نحن نساعد وأيدينا ممدودة على الدوام، وأكبر دليل على هذا أننا نعمل معاً، ومنهم من يسمع ويتقبل النصح، وهذا أعتبره ممثلاً جيداً وله مستقبل، ونحن ذاهبون مع الكبار الذين رحلوا، مثل عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وعلي المفيدي وغانم الصالح، وعائشة إبراهيم، ومريم الغضبان، وطيبة الفرج، ومحمد السريع، جيل كامل رحل، والمستقبل لهؤلاء الشباب، يكملون ما بدأناه، فنحن عانينا نظرة المجتمع حتى تقبلنا، لذلك لا بد أن يحافظوا على ما تعبنا من أجله.
• هل تشعرين بالقلق على الفن؟
نعم، هذه حقيقة، أنا قلقة للغاية على الفن الكويتي، فنحن كنا السباقين وأصحاب الدرجة الأولى، لذا أقول لـ«عيالي» من الفنانين الشباب إنهم لا بد أن يحافظوا على الفن الكويتي.
• ما تقييمك للفن الكويتي حالياً؟
جيد، وإن شهدت السنوات الماضية بعض التراجع في المستوى، وأنا لم أقدم عملاً مسرحياً طوال 20 سنة، وفي التلفزيون 11 سنة، وفي الإذاعة 18 سنة وأنا مبتعدة، لكن حالياً روح الريادة هي المسيطرة على مستوى الأعمال المقدمة، والورد بدأ يتفتح.
• ما النصيحة التي توجهينها للفنانين الشباب كي يظل الورد متفتحاً؟
الفنان بالدرجة الأولى واجب عليه احترام نفسه، وإذا احترم نفسه سيحترم عمله، ووقته ومواعيده والتزامه، فالفنان كيان راقٍ، ففي الماضي كنا ننتظر حتى يستقل آخر فرد من الجمهور سيارته، حتى نستطيع نحن الانصراف احتراماً وتأدباً لمن أتى خصيصاً من أجلنا، وأيضاً حتى لا يرانا فتظل جذوة الشوق إلينا مستعرة.
• إلى أين يأخذك الحنين؟
لن أتطرق إلى أمور شخصية، لكنني سأتحدث في محيط العمل، وأقول إنني كلي شوق للجلوس إلى أستاذي صقر الرشود ، فالرجل لا يغيب عن مخيلتي للحظة، حتى عقب رجوعي إلى الفن بعد 20 سنة وعقلي الباطن ينازعني بين الرجوع وعدمه، وإذا بصوت الرشود يطن في أذني ويقول: «عودي للمسرح»، فعدت من خلال مسرح محمد الحملي ومسرحية «موجب».
«لو خليت خربت»
تؤكد الفنانة هيفاء عادل أن الساحة الفنية الكويتية مليئة بالفنانات الموهوبات، مضيفة: «المثل يقول: «لو خليت خربت»، وأنا ألتقيهن، والجميل أنهن يسمعن وينصتن بشكل جيد، ومنهن من تأتيني وتسألني: يا أمي كيف كان أدائي في هذا المشهد؟ وكم يسعدني السؤال لأنها تذكرني بنفسي في بداياتي، وأنا حتى اليوم أنصت وأتعلم».