#ثقافة وفنون
شيماء عبدالرحمن 20 مايو 2019
في الماضي كان الاهتمام بالطفل أكثر من الآن، فقد كانت شاشة شهر رمضان لا تخلو من برامج الأطفال ومسلسلاتهم التي كانت تُعرض على مدار اليوم، لتُعرّف الأطفال بأهمية شهر رمضان وتغرز في عقولهم العديد من المبادئ التربوية. أما الآن فقد غاب مسلسل الطفل، بل انعدم وجوده منذ سنوات عديدة ماضية من دون أسباب واضحة، على الرغم من أهمية هذه الأعمال في بناء جيل جديد سليم نفسياً وتربوياً.
إفلاس الأفكار
يقول الناقد محمود عبد الشكور: «لا أجد أسباباً واضحة أمامي، سوى افتقار في الأفكار وإفلاس في الإبداع، فكان في الماضي العديد من الأعمال الناجحة والتي ساعدت على تنشئة الطفل، مثل برامج «ماما سميحة»، و«بابا شارو» في الإذاعة، و«بُوجي وطمطم»، و«فوازير عمو فؤاد»، ولعل آخرها إبداعاً كان مسلسل «بكار»، الذي قدمته الراحلة منى أبو النصر، وبعد أن رحلت اختفى معها العمل من دون أسباب واضحة». ويتابع عبد الشكور: «مشكلة اختفاء مسلسل الطفل ليست موجودة في شهر رمضان فقط، بل موجودة أيضاً طوال العام، وأصبحت الأعمال الدرامية تقتبس من «الفورمات» الأجنبية، حتى البرامج أيضاً أصبحت الشيء نفسه تُقلد بعضها الآخر من دون وجود أفكار إبداعية، أيضاً القنوات الفضائية أصبحت تركز على كمية الإعلانات التي تُعرض داخل العمل، مما أدّى إلى عُزوف المشاهدين على مشاهدة المسلسل على التلفزيون والاتجاه إلى «اليوتيوب» لمشاهدته من دون إعلانات أو فواصل، كل هذه الأشياء عبارة عن كمية من السلبيات التي لا يمكن حصرها ولم ينظر إليها صنّاع الدراما والإعلام بعين الاعتبار».
اهتمام معدوم
ويقول الناقد محمود قاسم: «منذ سنوات، أصبح الاهتمام بالطفل منعدماً من جانب الإذاعة والتلفزيون، وكأن الأطفال ليسوا شريحة من شرائح المشاهدين مثلهم مثل الكبار لهم حقوق بل أهم من الكبار، لأن البرامج التي كانت تُقدم والمسلسلات، مثل «بوجي وطمطم» و«بكار» وغيرهما من الأعمال الهادفة، كانت تساعد بشكل أو بآخر على تنشئة الطفل وتربيته وتعليمه الصواب والخطأ، ولكننا انحدر بنا المستوى تماماً ولا يوجد اهتمام بالطفل، خاصة من جهة الإنتاج». وأضاف قاسم: «قدمتُ دراما للإذاعة خاصة بالأطفال كمؤلف منذ 20 عاماً، والآن يحظرون مسلسلات رمضان كافة في الإذاعة والتلفزيون ولا يعرضونها، على الرغم من أن الإنتاج الإذاعي قليل التكلفة مقارنة بالتلفزيون، ورغم ذلك لم يهتموا أيضاً بإنتاج مسلسلات أطفال إذاعية».
المؤلف بريء
من جهته، يقول السيناريست وليد يوسف: «نحن المؤلفين لا توجد أي عواقب لدينا من أجل كتابة أعمال تخص الطفل، ولكن للأسف المشكلة عند المنتج، فأي جهة إنتاج تتجاهل أعمال الأطفال وتعتبرها أعمالاً خاسرة، والمشكلة تفاقمت وأصبحت مشكلة عامة وكبيرة، وهي أن الطفل أصبح لا يشاهد أعمالاً خاصة به مما قد يؤثر فيه مستقبلاً، وفي تنشئته تنشئة تربوية سليمة، فأصبح يشاهد أعمال الكبار التي تكون غير موجّهة إليه، ويقتبس منها العديد من الأخطاء التربوية».
تصرفات خاطئة
الإعلامية صفاء أبو السعود، تؤكد اختفاء البرامج والمسلسلات الدرامية التي تهتم بالطفل، معتبرة الأمر مشكلة خطيرة للغاية، مضيفة: «أصبح الطفل يشاهد أعمال الكبار، مما يجعله يتصرف تصرفات خاطئة وتتم تنشئته تنشئة خاطئة للغاية، فجميع البرامج والمسلسلات و«الفوازير» التي كانت تُعرض في الماضي تحمل هدفاً، وهو تربية الطفل تربية سليمة، حتى «الأوبريتات» التي كنت أقدمها في عيد الطفولة عبر التلفزيون كانت جميعها هادفة وتعلم الطفل كيف ينظف أسنانه ويدّخر مصروفه وغيرهما، حتى أعياد الطفولة قل الاهتمام بها ولا أعرف السبب. فالعملية الإنتاجية مقتصرة فقط على الأعمال التي تخص الكبار ومشاكلهم، ويظل الطفل يشاهدها ويتقمص العديد من الشخصيات غير السويّة».