#ثقافة وفنون
إشراقة النور 23 ابريل 2019
إدراك حقيقة الأشياء لا يكون باللغة فحسب، فهناك أشكال أخرى للتعبير نابضة بالحياة، ومنها «رموز السلام» التي تستخدم كدلالة قوية لتعزيزه في جميع أنحاء العالم، أينما كانت الحرية والأمان مهددين، وتتجلى عبقريتها في أن معظمها عابر للحدود تتحدث جميع لغات شعوب الأرض وتتحد بها الثقافات، ولكن، ما مصدر هذه الرموز وماذا تعني؟
زهرة «البوبي»
استخدمتها نقابة النساء التعاونية في بريطانيا لأول مرة، رمزاً للسلام سنة 1933، لكن فكرتها تعود في الأصل لحركة «لا حروب بعد اليوم»، التي تأسست في عام 1926.
الحمامة البيضاء
يعتبر الحمام من أشهر رموز السلام والحب والحرية منذ العصور القديمة، وارتبطت هذه الرمزية التاريخية به في مختلف الثقافات والحضارات، في العصر الحديث جسدها الفنان العالمي «بيكاسو» في لوحة تحمل اسم (حمامة السلام البيضاء)، وتم اختيار هذا الشعار من قبل الشاعر والروائي الشهير لويس أراغون، ليكون رمزاً للسلام في مؤتمر مناصري السلام العالمي في باريس وبراغ عام 1949.
حرف (V)
أول من أشار بهذه العلامة رمزاً للسلام ولمناهضة الحروب، مذيع هيئة الإذاعة البريطانية دوجلاس ريتشي (تصنع باستخدام الإبهام والوسطى) خلال البرامج الإذاعية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه الإشارة ترمز للقوة وللصداقة الحميمة التي تربط بين الشعب البريطاني والشعب الفرنسي، وقد تبنّى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل، الإشارة رمزاً للنصر.
إشارة السلام
ظهرت هذه العلامة خلال خمسينات القرن الـ20، وصممها الفنان البريطاني جيرالد هولتوم، لتذكير الناس برسالتهم على الأرض، وهي «الحب والسلام والتواصل»، ولتمثل رمزاً لحملة نزع السلاح النووي في المملكة المتحدة، ولكنها وجدت قبولاً شعبياً، بعد أن استعملها ناشطو الثقافة المناوئون للحروب، في أميركا ودول أخرى حول العالم، فأصبحت علامة الاحتجاج الأكثر استخداماً في العالم.
البندقية المكسورة
ارتبط الشعار بشكل أساسي بـ«منظمة مقاومي الحروب الدولية»، وهي منظمة تأسست في لندن في سنة 1921. والشعار عبارة عن ساعدين مرفوعين يحمل كل منهما جزءاً من بندقية مكسورة في منتصفها تقريباً. وكان أول ظهور له على الصحيفة الشهرية «فليسقط السلاح» التي تصدرها المنظمة نفسها.
طائر «الكركي الورقي»
استوحى اليابانيون قصته، رمزاً للسلام، من طفلة اسمها «ساداكو» أصيبت بسرطان الدم، بسبب إشعاعات القنبلة النووية التي سقطت فوق مدينتها هيروشيما، وقد ظنت أن تحقيق أمنياتها سيتم إذا صنعت 1000 مجسم من طائر «الكركي الورقي»، لكنها لم تستطع سوى صنع 644 مجسماً، لتموت سنة 1955 ومنذ ذلك الحين يُستخدم رمزاً للسلام.
غصن الزيتون
لا يقل غصن الزيتون عراقة عن الحمام، في تمثيله لرمز المحبة والصداقة، بل ارتبط بها في شعار السلام، وكانت التقاليد اليونانية القديمة تعتمده كإشارة لحسن النية، ويُقال إن زراعة الزيتون أمر مستحيل في وقت الحرب لأنه يستغرق وقتاً طويلاً ليؤتي ثماره، وتبعاً للروايات الدينية نسبت دلالته إلى قصة النبي نوح (عليه السلام) وإرساله للحمامة بعد الطوفان، لتبحث له عن يابسة، وعودتها وهي تحمل غصن زيتون بمنقارها، فاعتبر رمزاً للسلام وللخلاص منذ ذلك الوقت.