#ثقافة وفنون
إشراقة النور 16 ابريل 2019
في العالم الكثير من المتاحف التي تعرض أعظم القطع الفنية وأجملها، ولكن في متحف (الفن السيئ)، في أميركا، يحصل الزوار على فرصة للاستمتاع بالفن بطريقة مختلفة، إذ يعرض لوحات وأعمالاً سيئة للغاية، ولدرجة لا يمكن تجاهلها تبعث على التسلية والطرافة.
لوحة (لوسي في الحقل مع الزهور) التي التقطها، بمحض الصدفة، تاجر القطع الأثرية «سكوت ويلسون» من سلة قمامة على الرصيف، عام 1994، كانت مصدر الإلهام الذي تأسس عليه متحف «الفن السيئ»، لفتت اللوحة انتباه ويلسون رغم بشاعتها، إذ كانت صادقة، وليست مملة على الإطلاق، فواصل جمع أعمال فنية أخرى بنفس المواصفات، من أسواق السلع المستعملة والأرصفة، وعرضها على صديقه «جيري رايلي»، الذي قام بدوره بعرضها على الجمهور في جدران قبو قديم في مسرح «ديدام الاجتماعي» بولاية ماساتشوستس الأمريكية. وسرعان ما لاقى المتحف رواجاً كبيراً بين الجمهور. وذاع صيته. وفي فترة قصيرة باتت اللوحات التي كانت متجهة إلى سلة المهملات، تجد لها مكاناً لمشاهدتها من قبل محبي هذا النوع من الوحات الغريبة.
احتفال بالرديء
المتحف الذي يديره اليوم مجموعة من المتطوعين، يعرف أيضاً باسم «موبا»، وله ثلاثة فروع، جميعها في ولاية ماساتشوستس الأول في مدينة ديدام، والثاني في سمرفيل، والثالث في بروكلاين. وهي أول مؤسسة مكرسة لتقديم «أسوأ ما في الفن إلى أكبر عدد ممكن من الجماهير» في العالم. وتفخر بإنقاذ الفن من شبكة النفايات العامة (صناديق القمامة، وأسواق السلع المستعملة، وغير ذلك)، محتفية بالفن الرديء بجميع أشكاله. وتقول المؤسسة: إن الفنانين سعداء بعرض أعمالهم في المتحف، إذ ما زالت لديهم فرصة للتواصل والتفاعل مع الجمهور، وتتضمن مهام العاملين في المتحف جمع أسوأ القطع الفنية. وتعكس الأعمال المعروضة خطأ ما في التنفيذ أو في المفهوم، كلوحة نفذت بتقنية رديئة مثلاً، أو بخبرة ماهرة أعطت نتائج مجحفة، أو صور تثير الدهشة.
معايير
ليس كل الفن سيئاً بالمعيار الذي يجعله مؤهلا للمنافسة، فعلى الفنانين أن يقوموا بمحاولات جادة ليكونوا سيئين بما فيه الكفاية حتى تحظى أعمالهم الفنية بشرف القبول والعرض في متحف الفن السيئ، فلا تنخدع إذا كنت تعتقد أنه من السهل الوفاء بالمعايير المنخفضة للمتحف، إنها عملية انتقائية للغاية، لأنهم لا يهتمون بالأعمال الفنية القبيحة المزيفة أو المملّة. إذ لا تعرض فيه إلا إذا كانت غاية في السوء، دون تعمد وتدفعك للضحك أو الخوف أو ربما التأمل فيها، وتطرح لديك الأسئلة حول ما هو جيد أو سيئ بالنسبة للفنون.
شروط قاسية
يستقبل المتحف مئات الأعمال شهرياً تمر بلجان تقييم صارمة، تختار من بينها خمس لوحات، فالأسوأ هو ما يتم تعليقه فقط على جدران المعرض، مع معلومات توضيحية عنه، مثل: عنوانه واسم الفنان، وطريقة الاقتناء، وتفسير روح الدعابة، لاستكمال تجربة الزوار.
يجذب متحف الفن السيئ آلاف الزوار كل عام ويحتوي على 600 قطعة، من أبشع الأعمال المرسومة عالمياً ويعرض منها 70 عملاً بشكل دائم.