إشراقة النور 3 يناير 2019
بموهبة واثقة تجلّت في تجاربها الواعدة، تقف المخرجة السعودية الشابة رانيا جابر وراء الكاميرا، تتابع اللقطة بحدسها وحواسها، وتنقلها من عالم الحكاية إلى دهشة الصورة، وفي ظل حراك ناعم نشط لدخولها مجال صناعة السينما والأفلام، ترمي بسهمها لصنع الخطاب المعرفي والثقافي الجمالي لـ«الفن السابع» في السعودية.
• كيف طرقت باب الإخراج؟
كانت بدايتي في مجال صناعة المحتوى المرئي والمقاطع والأفلام منذ الطفولة، حيث كنت أؤلف قصص قصيرة وأصورها بشكل بسيط بمساعدة شقيقاتي. فالأفلام شغفي منذ طفولتي، حيث كنت أشاهدها بشكل يومي بمُعدّل فيلمين يومياً، ونمَا هذا الحب داخلي حتى أصبح مع الوقت واقعاً أعيشه ومجالاً أعمل فيه وأستمتع به يومياً.
• كيف حولت شغفك بالإخراج إلى حقيقة واقعة؟
عند انتهائي من دراسة المرحلة الثانوية، كنت من الأوائل في الفرع العلمي، وكانت عائلتي تحاول إقناعي بدراسة الطب مثل بقية إخوتي، ولكني لم أجد نفسي في هذا المجال، فبحثت عن جامعات كثيرة تقوم بتدريس فن التصوير والإخراج، وكانت السنة الأخيرة في الجامعة نقطة التحول واختيار المسار الذي أريد أن أتّبعه، وهو صناعة الأفلام وخصوصاً الإخراج.
خيال وواقع
• ما مشروعك الفني الذي تتبنينهُ من خلال أعمالك؟
أعمل حالياً في أكثر من مسار، كالأفلام السينمائية القصيرة والوثائقية، إضافة إلى التقارير والإعلانات و«الفيديو كليب»، وأطمح في المستقبل إلى أن يكون التركيز الأكبر على مسار الأفلام السينمائية، خصوصاً الاجتماعية والدرامية.
• كيف توظفين خيالك الفني في إنتاج أعمالك؟
عادةً، وقبل القيام بتنفيذ أي عمل فني، أضع تصوراً كاملاً للعمل وكيفيّة ظهوره على الشاشة، وأرسم المشاهد كاملة بالتسلسل عن طريق الـ«ستوري بورد»، لجعل الصورة أوضح أمامي، ثم أحدد نوع الإضاءات والألوان واللقطات والزوايا، وتفاصيل الصورة كافة، مع مدير التصوير، وشكل الموقع مع مسؤول التصميم، وعندما تتوضح الصور للجميع، يعمل خيالي على تجميلها وإخراجها بصورتها الأمثل.
لغة بصرية
• ما أدواتك التي تحاولين بها من خلال أعمالك استنطاق الواقع الجمالي للحياة؟
عند فهم القصة بشكل كامل، وفهم السيناريو والأحداث، أحاول التعمق في الشخصيات والتفاصيل كافة في القصة، وأثناء التصوير أحاول التركيز على التفاصيل الصغيرة، باستخدام لقطات قريبة لإظهار جمال ما وراء الأشياء، وتوصيل إحساس ومشاعر الشخصية إلى المشاهد، وأهتم كثيراً بتكوين الصورة بالشكل المناسب، إضافة إلى اختيار الموسيقى التصويرية المناسبة لدعم المشهد، فالصورة وسيلة مهمة ومؤثرة في أفكارنا.
إبداع ناعم
• دخولك مجال الإخراج كامرأة، هل يندرج تحت عنوان الوعي المجتمعي بأهمية الإبداع المؤنث؟
بالتأكيد، فالمرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وكما نرى النساء في المجتمعات الأخرى، حيث تميزت شخصيات نسائية عديدة على جميع الصّعُد والمجالات، إضافة إلى أن الأنثى لديها جانب وطابع مختلفان في تنفيذ أي عمل تقوم به من ناحية اهتمامها بالتفاصيل، وسعيها الكبير إلى إيصال رسائل وأحاسيس عميقة عبر أعمالها، سواء أكان في مجال صناعة الأفلام أم المجالات الأخرى.
• ما البصمة التي ترغبين في وضعها في هذه الفترة التي فتحت فيها السعودية دُور عرضها لـ«الفن السابع»؟
أطمح إلى أن أكون من أوائل المسهمين في النهضة الفنية التي يشهدها المجتمع السعودي حالياً، وأن أترك بصمتي في الأعمال التي أقدمها، وأسهم في توجيه وتوظيف الفن لخدمة القضايا الإنسانية والاجتماعية.
«زووم» على رانيا جابر
مخرجة وصانعة أفلام ولدت في السعودية.
نالت درجة البكالوريوس في تخصص «الإنيميشن والرسوم المتحركة» من (جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا) في الأردن.
حصلت على «كورسات» مكثفة في صناعة الأفلام.
أنتجت أول فيلم قصير لها، بعنوان «ميراج» في عام 2014، وهو فيلم درامي اجتماعي، يتحدث عن فتاة لاجئة خسرت عائلتها في الحرب.