نظم مكتب شؤون المجالس بديوان ولي العهد، مساء يوم الاثنين، محاضرة في مجلس محمد خلف في منطقة الكرامة بأبوظبي، تحت عنوان "كيف يمكننا بناء قطاع ثقافي قوي"، قدمتهامعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وأدارت الحوار فيها الإعلامية أميرة محمد.
وشهد الأمسية معالي اللواء الركن طيارفارسخلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وسعادة اللواء الدكتور أحمد ناصرالريسيمفتش عام وزارة الداخلية، والسيد عيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، عبد الله بطي القبيسي مدير إدارة الفعاليات والاتصال في اللجنة، سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في اللجنة، إلى جانب عدد من المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين والإعلاميين وأهالي المنطقة
وقالت معالي نورة الكعبي، خلال المحاضرة، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، قد وضع قواعد وأسس الدولة العصرية الحديثة، حيث كانت الثقافة دائماً حاضرة في ذهنه ولا تفارق تفكيره أبداً، وكانت وزارة الثقافة من أوائل الوزارات التي تأسست بعد قيام الاتحاد.
وأضافت أن الشيخ زايد كان دائماً يهدف إلى تعريف العالم واطلاعه على ثقافة الإمارات وحضارتها وفنونها، حتى القهوة والأكلات الشعبية، مشيرةً إلى أن الشيخ زايد حرص على الاستثمار في الثقافة باعتبارها الأنجح لتنمية وتنوير العقول، وعلى سبيل المثال أسس المسرح الوطني في ابوظبي، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب عام 1981 وغيرها.
وأفادت معاليها أن أول خطوة لبناء قطاع ثقافي قوي، تتمثل في بناء قدرات وطنية قادرة على صناعة منتج ثقافي متميز، ولأن الشباب هم الأساس وعماد الثقافة، فلقد أطلقت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة سياسة متكاملة وخارطة طريق لدعم الموهوبين وتنمية قدراتهم وصقل مهاراتهم، مؤكدةً أن الموهوبين ثروة الوطن المستدامة التي لا تنتهي ما دام هناك إبداع في العقول، وأن اكتشافهم مهمة وطنية، حيث أن دولة الإمارات لديها مخزون هائل من المواهب، ويقع على عاتق المسؤول إطلاق العنان لهذه الطاقات الشبابية من خلال توفير عوامل النجاح لهم.
وأوضحت أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة تسعى إلى تحفيز وتشجيع الشباب على الاستثمار في ريادة الأعمال الإبداعية مثل التصميم، والفن، والمسرح، والموسيقى، والسينما، والطباعة ثلاثية الأبعاد وغير ذلك، مضيفة أن جامعة زايد تضم كلية الفنون والصناعات الإبداعية، والتي تعمل على تخريج طلبة قادرين على الدخول لعالم الفنون والتصميم كرواد ومبدعين، وأن يساهموا بفعالية فى النسيج الثقافي لمجتمع دولة الإمارات.
وأكدت معاليها أن قطاع الصناعات الثقافية والابداعية لديه فرص واعدة ضخمة، وبفضل القيادة الرشيدة أصبحت دولة الإمارات من الدول السباقة في الدخول إلى هذا المجال من بين دول المنطقة، وذلك بهدف أن يكون للشباب حصة ونصيب من هذا السوق.
وتطرقت معالي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إلى جهود الوزارة والجهات الثقافية المختلفة في الدولة جنباً إلى جنب في تعزيز مكانة الإمارات على الخارطة الثقافية العالمية، مؤكدةً أن الوزارة حرصت على مشاركة المثقفين والمبدعين والموهوبين والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم في الإرتقاء بالثقافة الوطنية، وقد أطلقت الوزارة في سبيل ذلك المجالس الثقافية لمجموعة من القطاعات، حيث سيكون هناك مجلس الفنون، مجلس التراث، مجلس الصناعات الثقافية والإبداعية.
وبينت أن هذه المجالس ستكون تحت مظلة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وهدفها دراسة التحديات التي تواجه العمل الثقافي على المستويات التشريعية والتنظيمية والاستراتيجية وتضع الحلول والمبادرات لمعالجتها بالتعاون مع الشركاء.
كما أشارت معالي نورة الكعبي، في ختام حديثها، إلى استراتيجية الوزارة المخصصة للقطاع الثقافي والمتمثلة بالأجندة الثقافية التي تمتد حتى عام 2031، وهي المرحلة الأولى من استراتيجية مئوية الإمارات 2071، حيث سيتم تحديث الأجندة الثقافية بشكل دوري كل عامين وفقاً للمتغيرات الاستراتيجية والتوجهات الحكومية المستجدة.
وأضافت أن الأجندة الثقافية تهدف إلى بناء قطاع ثقافي متكامل وملهم للإمارات والعالم، وإن رسالة الأجندة تكمن في تطوير ثقافة تتسم بالريادة والتميز، واطلاق شرارة الإبداع في الأجيال الشابة، وتعمِّق الانتماء الوطني وتعزز التفاؤل بالمستقبل الذي يليق بالوطن.