#ثقافة وفنون
لاما عزت 21 يونيو 2018
بعد أن ودّعنا شهر رمضان الكريم وأسدل الستار على أعماله الدرامية، وعلى أثر متابعة الجمهور والنقاد لتلك الأعمال، تم الإجماع على أن هناك من المسلسلات ما كسب ثقة وذائقة الجمهور والنقاد معاً، وهناك مسلسلات خرجت من السباق الرمضاني وكأنها لم تكن موجودة.
«زهرة الخليج» ترصد هنا، على لسان النقاد، الكاسبين والخاسرين في الدراما المصرية الرمضانية. أحمد عز مميز.. والفخراني غير موفق بداية، يؤكد الناقد الفني محمد صالح أن أفضل الأعمال تميزاً لهذا الموسم هو مسلسل «أبو عمر المصري» من بطولة الفنان أحمد عز، فمنذ بدايته كان عكس معظم المسلسلات، وصحيح أنه لم يكن بأفضل حال في أولى حلقاته، لكن منذ مشهد المحكمة الذي جمع بينه وبين الفنان فتحي عبد الوهاب بدأ يأخذ العمل منحنى مميزاً. كذلك مسلسل «اختفاء» للفنانة نيللي كريم الذي يعد أيضاً من الأعمال الجيدة. ويضيف صالح: «على العكس نجد أن مسلسل «بالحجم العائلي» للنجم يحيى الفخراني لم يكن موفقاً، ويرجع ذلك لكونه عبارة عن دراما اجتماعية لا تحمل أحداثاً، وجاء المسلسل مشابهاً ولا تختلف فكرته كثيراً عن مسلسل «أبنائي الأعزاء شكراً» من إنتاج عام 1979، حيث الأب الذي ترك أولاده ويواجه مشاكلهم، كما أن أداء فريق العمل جاء مكرراً، فمثلاً الفنان الشاب عمرو حسن يوسف أداؤه متواضع، وهكذا يسرا اللوزي، بينما أداء الفخراني جيد لكنه ليس مبهراً كأعماله السابقة». يصعب تصديق ياسر جلال تختلف الناقدة ماجدة موريس مع الناقد محمد صالح في الرأي، حيث ترى أن «بالحجم العائلي» للفنان يحيى الفخراني من أكثر المسلسلات التي نالت إعجابها، وتعتبر أن حلقاته مدهشة، لأنها تسلط الضوء على الشأن الاجتماعي والخلافات العائلية المسكوت عنها في الطبقات الثرية. كما تثني ماجدة على حلقات مسلسل «طايع» للفنان عمرو يوسف وتصفها بالإثارة على الرغم من أن العمل قائم على فكرة قديمة وهي عالم تجارة الآثار. وتقيّم ماجدة مسلسل «رحيم» بالقول: «على الرغم من أن هذا العمل للفنان ياسر جلال محكم وبذل فيه مجهود كبير، لكن فيه كم كبير من العنف لا داعي له، فمنذ خروج بطل العمل من السجن وهو في كل خطوة يخطوها يدخل في معارك طاحنة مع أشخاص مسلحين بالذخائر والأسلحة البيضاء يصعب على الجمهور تصديقها». وتشير إلى أن مسلسل «اختفاء» للفنانة نيللي كريم فيه جهد رائع على المستوى الإخراجي والفني، كما توجد فيه محاولة لتقديم قضية ولغز وتحليلهما بطريقة تحترم عقل المشاهد، كما نحترم أداء نيللي كريم. تغيّر عادل إمام.. وخذلان الخاطر على صعيد النجوم الأفضل في رمضان، يرى الناقد طارق الشناوي أن الفنان ياسر جلال حقق نجاحاً بدوره في مسلسل «رحيم». وأن هناك جهداً واضحاً بدا من المخرج عمرو سلامة في مسلسل «طايع». وأن التغيير الذي قدمه الفنان عادل إمام في «عوالم خفية» كان في مصلحته. أما الفنان يحيى الفخراني فلا يزال في حالة ألق بمسلسله «بالحجم العائلي». ويرى الشناوي أن المنافسة في الأكشن كانت محصورة بين الفنانين أمير كرارة ومحمد رمضان بمسلسليهما «كلبش 2» و«نسر الصعيد». ومن الأعمال الجميلة، مسلسل «ليالي أوجيني»، حيث حظي برؤية إخراجية جيدة. أما عن الأسوأ، فيقول الشناوي: «خذلني هذا العام الفنان مصطفى خاطر في عمله «ربع رومي»، وكنت أنتظر منه أن يقدم كوميديا تعيد الحالة الإبداعية المفقودة في السنوات الأخيرة لمعنى المسلسل الكوميدي». مسلسل هيفاء وهبي الأسوأ تقول الناقدة الفنية أميرة أنور عبد ربه: «من أسوأ المسلسلات التي شاهدتها في رمضان عمل «لعنة كارما»، الذي لم يتعدَّ كونه عروسة بلاستيكية جميلة وعرض أزياء مذهلاً، ولكن أداء الفنانة هيفاء وهبي فيه جاء واحداً في كل المواقف ويتمثل في تمايل الرأس و«بربشة العيون» من دون انفعال.. ولم أمسك بحوار واحد يرضيني كمتلقية. كما جاء أداء عمر هداية، أداء واحد في جميع المواقف.. رجل أعمال بالدرجة الأولى ولكن غير مقنع كممثل.. وسامته قد تشفع له جزئياً عند بعض المتلقين، أما باقي الممثلين فاجتهدوا جداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأجمل ما في هذا المسلسل كلمات «التتر» التي تقول: «يا خسارة على العشرة وعلى الناس اللي باعوا أوام.. على امبارح وعلى بكرة وعلى الأحلام.. ويا ريتنا ما قولنا سلام». من جهة أخرى، ترى أميرة أن عمل «أبو عمر المصري» يكاد يكون الأفضل في رمضان، فهو مسلسل على قدر عالٍ من الجودة في الصورة والإخراج للرائع أحمد خالد موسى. نجاح «أيوب» و«الرحلة» و«ليالي أوجيني» يرى الناقد سيد محمود أن «رحيم» هو أفضل مسلسلات رمضان لهذا العام، والذي يؤكد أحقية وجدارة نجمه ياسر جلال للبطولة المطلقة، حيث يقدّم عملاً جيداً للغاية، وأداءً تمثيلياً رزيناً يستحق الثناء والإشادة. كذلك أشاد سيد محمود بمسلسل «أيوب» الذي أعاد الفنان مصطفى شعبان إلى دائرة التمثيل الحقيقي والجاد بعيداً عن دور الرومانسي الحبيب. وهو ما حدث للفنان الكبير عادل إمام الذي عاد هو الآخر إلى جمهوره وإبداعه السهل الممتنع، وفي الوقت نفسه ترك مساحة كبيرة للوجوه الشابة والجديدة، فقد خرج «عوالم خفية» عن نطاق التكرار الذي عاش فيه «الزعيم» فترة طويلة.
كذلك يشيد سيد محمود بمسلسل «الرحلة» للنجم السوري باسل خياط وريهام عبد الغفور، ومسلسل «رسايل» لمي عز الدين، ومسلسل «ليالي أوجيني» للفنان التونسي ظافر العابدين الذي جاء عبارة عن خلطة من جمال وسحر الماضي، ويضيف: «من الأعمال الكوميدية التي استحقت المشاهدة «أرض النفاق» للفنان محمد هنيدي». أما المسلسلات التي لم تكن محظوظة ولم تحظَ بإعجاب الجمهور فتأتي في نظري أعمال «لعنة كارما» و«مليكة» و«ممنوع الاقتراب أو التصوير». الثلاثة الأفضل في رمضان.. «أبو عمر المصري» الأكثر تميزاً و«أيوب» و«عوالم خفية» أعادا «الزعيم» ومصطفى شعبان تنحاز الناقدة حنان شومان في حكمها الدرامي الرمضاني لثلاثة فنانين تعتبرهم الأفضل في نظرها، وهم: أحمد عز في مسلسله «أبو عمر المصري»، و«الزعيم» عادل إمام بمسلسله «عوالم خفية»، ويحيى الفخراني بمسلسله «بالحجم العائلي»، وتصفهم قائلة: «كلهم كانوا موفقين في أعمالهم». كما تؤكد أيضاً أنه من الأعمال الرمضانية مكتملة الأركان مسلسلي «ليالي أوجيني» و«اختفاء». على النقيض، تعتبر أن الفنان محمد رمضان لم يكن موفقاً بمسلسله «نسر الصعيد»، حيث إن النص والشخصية الأساسية التي قدمها تشبه كثيراً ما قدمه في أعمال سابقة.