#ثقافة وفنون
لاما عزت 28 مايو 2018
Bad Samaritan صديقان طائشان يحصلان على قوت يومهما من بعض السرقات الصغيرة، ومن العمل بدوام جزئي في خدمة صف السيارات، يقعان في شر أعمالهما حين يحاولان سرقة أحد الأثرياء، ليكتشفا أنه مجرم يُخفي في منزله سراً خطيراً. الفيلم جماهيري من الدرجة الأولى، ومشوّق من بدايته لنهايته، وستستمتع به إلى أقصى حد، إن كنت تحب أفلام المجرمين المختلين عقلياً، والمهووسين بالنظام، ومن يعانون وسواساً قهرياً، فتجدهم مثلاً ينحرون ضحاياهم بدمٍ بارد، لكنهم يصابون بالجنون لو لاحظوا أن إحدى أسنان المنشار تعرّضت للصدأ. هذا أحد الأفلام التي تعتمد على حدث واحد، تنقلب بعده حياة البطل إلى جحيم، ليصبح مطارَداً من مجرمٍ عبقري يسعى إلى تأديبه على اقتحامه خصوصيته، حتى ولو كانت هذه الخصوصية تنطوي على تهديدٍ لحياة الآخرين You Were Never Really Here حين انقضى نصف المدة الزمنية لهذا الفيلم، كان نصف من في القاعة قد غادروا متأفّفين وهم يهمهمون بعبارات مثل: (الله يغربله من فيلم) (يخرب بيت الملل) (رشّود رد لي فلوسي)، ويبدو أن (رشود) هو الذي اختار هذا الفيلم لرفاقه، وعليه فإنه ستُسحب منه الثقة ولن يقترح أي فيلم مستقبلاً وسيشهَّر به في المجالس وقروبات الواتس. في الحقيقة؛ لا ألوم الذين غادروا قاعة السينما مبكراً، وكنت سأرافقهم لولا أنني أتطلّع دائماً إلى النهاية حتى وإن لم يعجبني الفيلم، إضافة إلى أنني بالطبع (أحلّل) نقودي. يتناول الفيلم قصة (جو) المتخصص في البحث عن بعض الفتيات المفقودات أو المخطوفات وإعادتهن لذويهن لقاء مبلغٍ مادي، ويبدو أنه يعاني طوال الفيلم من ذكريات طفولته الأليمة، ومهماته السابقة التي تركت ندوباً على جسده. تخرج الأمور عن السيطرة حين يتولى (جو) مهمة إعادة ابنة أحد رجال السياسة، وإنقاذها من براثن شبكة تستغل القاصرات للاتجار بالجنس. في رأيي، أفضل ما في الفيلم هو أداء البطل (خواكين فينيكس)، الذي حصل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان (كان) عن أدائه لهذا الدور، ولم أقاوم أن أقارن بين شخصيته العنيفة المضطربة هنا، حيث يهشّم الجماجم والأضلاع، وشخصيته الرقيقة في فيلمه الأحب إلى قلبي Her، حيث يقع - حرفياً - في حب نظام تشغيل ذكي، وإن كان هناك من قاسم مشترك بين الدورين فهو صفة الميل إلى العزلة. أكثر ما أزعجني في الفيلم هو أن معظمه كان عبارة عن لقطات (فلاش باك) ولقطات أخرى محذوفة، ولذا فإنني لا أستطيع أن أحكم عليه بشكل قاطع، لكنني لا أوصي بمشاهدته في السينما، حيث يبدو أن مقص الرقيب فعل به ما لم يفعله مقصّ الخياط بالمخاوير ليلة العيد. My Pure Land وهو فيلم مبني على أحداث حقيقية، ويروي قصة ثلاث نساء دافعن ببسالة عن أرضهن في إحدى القرى الباكستانية، في مواجهة أحد الأقرباء الذي يدّعي أحقيته بالأرض والمنزل، ويحاول سلبهما بمساعدة جمعٍ من رجال العصابات. يخبر الأب بناته في الفيلم بأن الأرض هي الشرف؛ لذا فإن عليهن ألا يتخلّين عنها مهما كانت الظروف، كما أن الأم تفضّل أن تقتل نفسها في منزلها على أن تسلّم مفاتيحه للمغتصب. إنه فيلم يدور في فلك العادات والقبيلة والصورة النمطية للمرأة في بعض المجتمعات، ويثور على كل ذلك بطلقاتٍ نارية غاضبة من فتياتٍ يحملن السلاح. الفيلم في مجمله جيد، وإن كان يفتقر لذلك التأثير الذي يسبب هزةً لدى المشاهد، حيث كان بالإمكان استغلال القصة بشكل أفضل مع إحاطتها بزخمٍ من المؤثرات الصوتية والبصرية لترسيخها عاطفياً في ذاكرة الجمهور.