لاما عزت 26 مايو 2018
يعتبر المطبخ الإماراتي واحداً من أبرز المكونات التراثية التي تعكس الهوية الإماراتية، وهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة التي نشأ فيها، ما انعكس تأثير تغير البيئة وتطورها على مكوناته. الباحثة في تطور المطبخ الإماراتي عبر الزمن عائشة خانصاحب، تحدثنا عن البحث الذي أعدته وعن الدراسة التي تناولت فيها دور المرأة في تعزيز دور المطبخ الإماراتي والأكلات الشعبية في صناعة التراث. تخبر عائشة أنها من أجل إتمام بحثها جمعت معلومات من سيدات إماراتيات تتعدى أعمارهن الستين، عاصرن الحياة وواكبن نشأة الاتحاد، مشيرة إلى أنها كانت تسألهن بالتحديد عن الطبخ والمطبخ الشعبي، وعن كيفية إسهام المرأة في تطور الطبخ خلال تلك الفترة. الهريس.. طبق مجتمعي وعن السبب الذي جعلها تتناول طبق الهريس في بحثها تقول عائشة: «ما جعلني أختاره هو أن عملية إعداده كانت معقدة، فلم يكن طبق الهريس يقتصر على إعداده في المطبخ فحسب، بل كان عبارة عن وصفة تعتمد على مجتمع بأكمله". تتابع عائشة "كان طبق الهريس يُعد في الأغلب في البيوت الكبيرة، أي بيوت الأثرياء، فيطحن الخدم حَبّ الهريس ويقوم الجيران بإرسال حب الهريس الخاص بهم إلى هذا البيت، ليطحن ويطهى ومن ثم يرسل مجدداً إليهم. وعادةً ما يتولى أهل هذا المنزل الكبير إعداد الهريس في المناسبات". وتضيف عائشة قائلة: «هذه التجربة جعلتني أدرك أن الحياة في الماضي لم تكن بسيطة، فكان لكل عمل مراسيم وطريقة معينة في الإعداد حتى في أبسط الأشياء كطبق الهريس، وهذا ما أثبتّه في بحثي، الطبخ الشعبي أكبر من أنه إعداد فقط». الدين والطبخ وتناولت عائشة أيضاً في بحثها جوانب مهمة أيضاً من المطبخ الإماراتي، كعلاقة الدين بالطبخ، وكيف أثرت قيَم الدين الإسلامي في طريقة إعداد الأكلات، وأهمية التمر والرطب في المجتمع والقرآن أيضاً، إضافة إلى دور المرأة الإماراتية في التراث والفعاليات التراثية التي تلعب المرأة الإماراتية دوراً فيها، خصوصاً كبار السن، وقالت: «استفدت من كبار السن من السيدات لأنهن يحكين تجاربهن الشخصية، ولكن لم تكن كافية لأرسم صورة كاملة عن التراث، فتحدثت إلى سيدات نظمن وشاركن في فعاليات تراثية، فاكتملت الصورة في مخيّلتي». لا أتقن الطبخ وعن تجربتها الشخصية مع الطبخ، تقول عائشة التي تدرس الماجستير في لندن «لا أتقن الطبخ، لكن أحب تناول الكثير من الأكلات، كفوقة اللحم والسمك المشوي مع الأرز. حاولت أن أعد طبق البلاليط وفشلت في المرة الأولى، لكنني حاولت حتى أتقنته، بالعادة في السفر أكثر ما نفتقده هو الأكل الذي تعودنا أن نأكله في بيوتنا مهما كانت الأكلة بسيطة».