#ثقافة وفنون
علي رياض 28 مارس 2015
يعرض في دور السينما العربية حالياً الفيلم الأردني "ذيب" من إخراج الشاب ناجي أبو نوار والذي يعتبر الفيلم البصمة والذي حقق قفزة كبيرة في السينما الأردنية.
وبحصوله على تسع جوائز سينمائية مرموقة في مهرجانات عالمية مختلفة منها : مهرجان "البندقية السينمائي" و"بلغراد السينمائي الدولي" و"أبوظبي السينمائي" و"لندن السينمائي" و"القاهرة السينمائي" يكون ذيب حدثاً سينمائياُ عربياُ بحق في هذا العام، حيث اكتظت صالات العرض لمشاهدته في بيروت والقاهرة وعمّان. فما السر إذن في نجاح هذا الفيلم.
ربما يكون "ذيب" أحد أصدق الأفلام للبيئة التي خرج منها. وبخلاف المعتاد في الأفلام التي حاولت التغريب والتخلص من البيئة الأردنية، أصرّ "ذيب" على خوض الترحال فيها إلى أبعد نقطة، فاستخدم اللهجة البدوية الأصيلة بدون عبث فيها. ورغم صعوبتها استمتع الناس بها وتواصلوا معها.
وتطرق العمل كذلك إلى موضوع حساس ولأول مرة يطرح في السينما العربية وهو التحول الذي حصل في هذه المنطقة من البلاد العربية بعد الحرب العالمية الأولى وأحداث الثورة العربية الكبرى من دون بهرجة أو مبالغة. وكل هذا عن طريق سيرة الطفل "ذيب" الذي جسده ببراعة الطفل جاسر عيد الذي يتحول مع الوقت إلى قاتل حين تسيره الأقدار للعيش في كنف قاتل أخيه الكبير والذي كان بمثابة أب له.
تفاصيل الفيلم تدور في عام 1916، حول الفتى البدوي ذيب وشقيقه حسين اللذين يتركان أمن مضارب قبيلتهما في رحلة محفوفة بالمخاطر في مطلع الثورة العربية الكبرى. إذ تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.
وقد أثار الفيلم ردود أفعال نقدية متحمسة وإشادات فنية في الإعلام والصحافة العربية والدولية، فقد كتب عنه الناقد جاي فايسبيرغ في افتتاح مقاله بمجلة فارايتي "فيلم مغامرات كلاسيكية من أفضل طراز، يقدّم السكان المحليين بشكل لا يُصدق من خلال قصة محكية جيداً عن طفل بدوي يتفوق بدهاء على أعداء محتملين في الصحراء". وقد حصل مخرج الفيلم على جائزة أفضل صانع أفلام عربي لعام 2014 من مجلة فارايتي.