#ثقافة وفنون
لاما عزت 9 مارس 2015
"حواء" حين تُبدع، تملأ الأرض فرحاً ونماء، تفتح أبواباً لإطلاق الأرواح الحرة، وتجعل من التحدي لعبتها لخلق الجمال والفرح، وهذا ما حرصت على تجسيده 39 فنانة عربية أحتفلت بطريقتها الخاص بلوحة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة من خلال معرض مشترك افتتح أمس الأول في قاعة "آرت بلس" الفنية بدبي. جمع المعرض شَمل فناناته من كل من الإمارات والسعودية والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان وغيرها من البلدان العربية، بتنظيم قيّمته الفنانة التشكيلية ندى الهاشمي ورعاية السيد ياسر الفرا الذي أستضاف المعرض في قاعته، كمساهمة منه لدعم المرأة والحركة التشكيلية النسوية بمناسبة عيد المرأة، لتأتي المشاركات بأغلبية تحمل الكثير من هموم المرأة وجماليتها وعالمها الملون وثقافتها وتراثها. فكانت مشاركة الفنانة الإماراتية ذكرى باعبيد بلوحة زيتية بعنوان "شموخ"، وهي تمثل الإمارات بقيادتها وشعبها وعاداتها وتقاليدها، من خلال حركة مجموعة من القادة الشيوخ الفرسان قادة البلاد. وكذلك عملت الفنانة الإماراتية سميرة النعيمي على تقديم وجهاً آخر للتراث الإماراتي، من خلال لوحة لإمرأة إماراتية تمارس بعض المهن الشعبية. وتشارك الفنانة الكبيرة خلود الجابري بلوحة نسوية فيها مفردات تراثية رغم تجريدية اللوحة. أما الفنانة الإماراتية ومهندسة الديكور عفراء البلوشي فلها مشاركة مميزة، تقول عنها: "إنها لوحة لبيت جدي، حيث الذكريات والأيام الجميلة الملونة بذاكرتي، وقد أستخدمت فيها أسلوب الفنان الإنطباعي فان كوخ بألوانه وخطوطه الجريئة، علماً أن بيت جدي الذي لم يعد موجوداً الآن لم يكون ملوناً بل كان بالوان ترابية كعادة البيوت الإماراتية، لكنني هكذا أراه وهكذا رسمته." أما الفنانة الإماراتية فرشته البستكي، فكانت مساهمتها بلوحة جمعت بين الخط العربي والرسم للطبيعة، أتت من بعد 20 عاماً من التوقف عن المساهمة في المعارض الفنية، وقد عبرت عن سعادتها بالعودة لأجواء الفن والجمال ولقاء هذا الحشد الكبير من الفنانات. الفنانة داليا نديم من العراق قدمت لوحة مزيج من تراث البلدان العربية العريقة، فتقول أنها أختارت للوحتها: ""أم الخير" من نساء العرب إمرأة واحدة ترتدي العبائة العراقية على رأسها، ومجوهراتها من الصياغة الإماراتية والدلة والفنجان من حياة البداوة، أما الباب الخلفي فهو مستوحاً من أبواب المغرب العربي، مع مزيج من الزخارف الإسلامية التي تغطي خلفية اللوحة." وتعبر الفنانة رفاه عبد الرزاق من سوريا عن لوحتها الزيتية بالقول: "إنها تمثل الأمومة وخوف الأم على إبنها ورغبتها بحمايته من أي أذاً." وأختارت الفنانة العراقية إيمان الكريمي المشاركة بلوحة لنساء بغداد، تلوح فيها مفردات التراث والموروث الشعبي العراقي، من تصميم العمارة القديمة والنسوة التي تبيع القشطة واللبن. وقد نفذتها بأسلوب مدرسة بغداد للفن الحديث الذي أشتهر به الفنان حسن عبد علوان،مستخدمة الألوان الزيتية بطريقة شفافة. أما الفنانة ندى الهاشمي القيمة والمنظمة لمعرض "حواء"، من العراق، فقد شاركت بلوحة تغلب عليها الألوان الباستيلية الوردية والزرقاء الفاتحة، وهي لفتاة لها إلتفاتة قلق وترقب، ولا تخلو اللوحة من الغموض والنظرة العميقة للفتاة. وللفنانات السعوديات حضور من خلال الفنانتين وئام متبولي وهيفاء الشمري والمها الكلابي. وللزميلة الرسامة الشهيرة في مجلة زهرة الخليج فاليا أبو الفضل، من سوريا مشاركة أيضاً، فقد أختارت العمل بالألوان الأكريليك على غير العادة في رسومها التي تقدمها في المجلة، مجسدة لوحة لآلهة الجمال والحب (فينوس)، حيث جسدت بها المرأة كرمز للحب والعطاء والخصوبة، لتبعث برسالة فحواها أنها باقية على الأرض رغم العنف والأسى، وأن الحب هو الذي يحمل البشرية إلى السلام. ونفذت الفنانة العراقية يمام سامي، لوحتها بالألوان المائية الشفافة، لفتاة ترى من خلف حجاب بنظرة ريبة وقلق، عبرت بها عن واقع المرأة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها في المناطق الساخنى، حيث تأن تحت سيطرة القوى الإرهابية المتشددة. وللفنانة السورية سيرين خلف مشاركة بعمل بعنوان "عربية"، لمرأة بدوية من التراث السوري والعربي، ذات عيون ساحرة وغطاء للوجه والرأس مطرز بالحلي والألوان البهيجة. أما الفنانة رحاب صيدم من فلسطين، فأختارت النورس البيضاء تدور حول فتاة بلباس تراثي مستأنسة بحركة الطيور على شاطئ البحر، أستخدمت فيها الألوان الأكريليك والزجاج. كما شهد المعرض مشاركة من الفنانة لينا العكيلي بأسلوبها البارز، والذي أستخدمت به الطريقة التكعيبية لرسم بورتريت لإمرأة باللونين الأبيض والأسود، مع ضربات خفيفة من الأحمر.