#صحة
لاما عزت 21 نوفمبر 2014
من المعروف أنّ نمط حياتنا الحالي، السريع الوتيرة والمرهق يتسبّب في إصابتنا بعدد من الأمراض منها ارتفاع ضغط الدم والأرق ومرض السكري الشائع في أنحاء العالم. يعتبر السكّري في الأساس مرضاً أيضياً يؤدي فيه عجز الجسم عن إفراز الإنسولين، أو إفرازه لكميات غير كافية منها، إلى ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم. وثمّة نوعان من مرض السكّري قد يصيبان الشخص: النوع الأول عبارة عن داء مناعة ذاتية لا يفرز فيه البنكرياس سوى القليل من الإنسولين أو لا أنسولين على الإطلاق. والنوع الثاني الذي يصيب عادة الأشخاص الذين يعانون من فرط الوزن مع تقدّمهم في السنّ. للأسف، يزيد هذا المرض الذي يُدعى أيضاً القاتل الصامت من خطر إصابة الذين يعانون منه بأمراض أخرى. كما لا يتوافر له أيّ علاج حالياً، لكن لحسن الحظ ثمّة أساليب فعّالة للسيطرة عليه. لذا، فإنّ تحقيق التوازن بين الطعام الذي تتناوله والدواء (إذا وُصف) سيساعدك على التحكّم بوزنك والحفاظ على تركيز الغلوكوز في دمك ضمن المستويات الصحية. وفي سياق تعليقها على هذا المرض، تحدّثت الدكتورة سليمة شرّاب، المديرة العامة لمجموعة صيدليات "ابن سينا" المشهورة قائلةً: "إنّ اتّخاذ الاحتياطات اللازمة قد يساعد على تفادي أو تأخير المضاعفات التي قد يسبّبها مرض السكري، ممّا يسمح للعديد من المصابين به بعيش حياة طويلة وصحية." هل كنت تعلم؟ يمكن لمرض السكري أن يصيب كلّ جزء من جسمك، وهذا يشمل البشرة أيضاً. بالتالي، قد تشكّل المشاكل الجلديّة الناتجة عن هذا المرض، الأعراض الأولى للإصابة به! فبحسب الجمعية الأميركية للسكري ADA، تشمل المشاكل الجلدية التي تشير إلى إصابة الشخص بالسكري، اعتلال الجلد السكري والذماء الشحماني السكري إضافة إلى التفقع السكري المنشأ واللويحات الصفراء الاندفاعية، وغير ذلك. وقد تبدو هذه المشاكل متفاقمة، إلا أنّه يمكن الحؤول دون الإصابة بمعظمها أو معالجتها بسهولة إذاً تمّ اكتشافها في مرحلة مبكرة. في هذا الإطار، أضافت الدكتورة سليمة شراب (المديرة العامة لمجموعة صيدليات ابن سينا): "كانت الالتهابات البكتيرية في ما مضى قاتلةً لمرضى السكري، لكن اليوم وبفضل الأساليب المتطوّرة للتحكّم بمستوى السكر في الدم والتطور العلاجي، أصبحت الوفاة جرّاء ذلك نادرة جدّاً." أمّا العناية بالبشرة على النحو الملائم فأساسية بالنسبة إلى مرضى السكري، كما يجب أن يحافظوا دوماً على بشرة نظيفة وجافّة من الماء والعرق خاصةً في منطقة القدمين. والأهمّ من ذلك، يُنصح مرضى السكري بزيارة أطبّاء الجلد فوراً في حال ظهرت أيّ من هذه المشاكل الجلدية. تشمل الإجراءات الوقائيّة الإضافيّة للاعتناء بالبشرة على النحو المثالي، ما يلي: تجنّب الاستحمام بمياه ساخنة جدّاً تجنّب دائماً حكّ البشرة الجافّة أو المتهيّجة إذ يمكن أن تُخدش، ممّا يجعلها عرضة للالتهاب. يجب ترطيب البشرة بصورة دائمة لئلاّ تتشقّق بخاصّة في الطقس البارد أو العاصف. يجب معالجة الجروح فور حدوثها. يجب الحفاظ على رطوبة المنازل والمساحات التي تمضون الوقت فيها، خلال الأشهر الجافّة. يمكن أن يؤدّي مرض السكري أيضاً إلى إصابة المرضى بمشاكل بصريّة قد تتطور الى حالات خطرة. وعلى الرغم من أنّ خطر الإصابة بمشاكل بصرية يُصبح أعلى إن كنت مصاباً السكري، لا يعاني معظم مرضى السكري إلاّ من اعتلالات بصريّة طفيفة اذا كان المريض يتخذ اجراءات الوقاية اللازمة. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ مرض السكري يصيب خصوصاً شبكيّة العين، ما يُعرف بشذوذات الأوعية الدقيقة داخل الشبكية IRMA وتشمل الجلوكوما (الزرق) والسادّ العيني إلى جانب اعتلال الشبكية السكري. أمّا المرضى الذين يسيطرون على مرضهم فهم أفضل حالاً من الذين لا يقومون بذلك. لكنّ المتحكّمين بمرضهم حتى يكونون عرضة للإصابة باعتلال الشبكية السكري بعد فترة طويلة من المرض، لذا يجب إجراء فحوصات الشبكية سنويّاً. وتقول الدكتورة سليمة شراب (المديرة العامة لمجموعة صيدليات ابن سينا) في هذا السياق: "إليكم نصيحة لمرضى السكري الذين يتعرّضون جرّاء مرضهم إلى مشكلة صحية خطيرة: ثمّة علاجات فعالة في معظم الأحيان إن باشرتم فيها فور اكتشاف الإصابة بالمشكلة". هل كنت تعلم أنّ عدم السيطرة على مرض السكري يمكن أن تؤدّي إلى تلف الأعصاب؟ وفي حال إصابة مريض السكري بتلف في أعصاب ساقيه وقدميه، فإنّه على الأغلب لن يشعر لا بالحرارة ولا بالبرد ولا بالألم. أي أنّه يكون فاقداً للإحساس فيها بشكل تدريجي، وهي حالة تعرف باسم "اعتلال الأعصاب السكري". وفي هذا السياق، تشير الجمعية الأميركية للسكري إلى أنّ حوالى نصف مرضى السكّري يعانون من أحد أنواع تلف الأعصاب، علماً بأنّ هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الأشخاص المصابين بالمرض منذ سنوات، ومن شأنها أن تؤدّي إلى أنواع كثيرة من المشاكل. ومن أبرز أسباب القلق، عدم إحساس المريض بجرح أو تقرّح في قدمه بسبب اعتلال الأعصاب الذي يعاني منه، بحيث يمكن للجرح أن يسوء وأن يصاب بالتلوّث، كما تحذّر الدكتورة سليمة شراب (المديرة العامة لمجموعة صيدليات ابن سينا) من التالي: "في الحالات الشديدة، قد يؤدّي تناقص الإحساس المقترن بانخفاض تدفق الدم إلى القدمين إلى ظهور التقرحات. وإذا ما استمرّ وصول كميّات غير كافية من الأكسيجين إلى الأنسجة، يحدث موت الأنسجة (الغرغرينا) الذي يعتبر حالة خطيرة وقد تشكّل خطراً على حياة المريض". لذا، ينصح مرضى السكّري جديًا بالحفاظ على تركيز الغلوكوز في دمهم عند المستوى المحدّد، لأنّ هذا من الطرق التي قد تساعد على منع أو تأخير تلف الأعصاب، إلى جانب العلاجات المفيدة الأخرى. ومع أنّ لا سبيل للشفاء من مرض السكّري، إلّا أنّ إمكانية السيطرة عليه متاحة، والالتزام هو كلّ ما يلزم للتحكّم به. ومن الأساسي أن يدرك مريض السكّري أعراض مرضه والنتائج المترتّبة عليه حتّى يتمكّن من تطبيق طرق الوقاية والعلاج الملائمة! لا بدّ لمرضى السكّري وللمحيطين بهم أن يطّلعوا على معلومات حول المرض ومخاطره، بما أنّ كلّ ذلك يساعد في منع حدوث المضاعفات، أو على الأقل تأجيلها. وتختم الدكتورة سليمة بالقول: "أدركوا مرضكم وتثقّفوا حوله وحول طرق الوقاية الصحيحة، لتعيشوا حياة طويلة وصحية".