فتحية البلوشي 6 أكتوبر 2011
اليوم، بعدما دخلت الانترنت كل بيت، صار مهماً أن نعرف كيف تفكّر الفتيات في أداة التواصل هذه، والأهم: هل يمكن أن ترتبط فتاة بزوج عبر الانترنت؟ نعم، ممكن. مثلاً، نجلاء الفتاة السودانية التي تقيم في أبوظبي، تزوجت قبل عامين بشاب سوداني يقيم في بلجيكا وكانت الانترنت المكان الذي التقيا فيه.
حبّ "افتراضي"، فزواج!
تقول نجلاء (30 عاماً): "أنا مقيمة مع أسرتي في الإمارات. كنت أبحث في الانترنت عن بعض نماذج الديكور التي أحتاجها في عملي حين دخلت إلى موقع زوجي بالمصادفة. راسلته لطلب بعض الصور الأصلية من موقعه، وشيئاً فشيئاً، ازدادت الرسائل بيننا وصرنا نتحادث مطولاً عبر الماسنجر، ثم الهاتف وتبادلنا الصور. بعدها، زار هو أبوظبي ودعوته إلى زيارة أسرتي، ففاجأني بطلبه يدي للزواج. وبعد تفكير، وافقت".
لا تنكر نجلاء أنّها صدمت ببعض الصفات في زوجها لكنها تؤكد أنّها "صفات بسيطة فاجأتني. لكن هذا الشيء طبيعي في أي زواج. وساعدني هو على تقبّل هذه الصفات كوني ما زلت أعيش معظم أوقات العام في أبوظبي بسبب عملي التجاري".
غربة صعبة
مريم السعودية التي ارتبطت أيضاً عبر الانترنت بشاب من سلطنة عمان، تحكي قصتها: "لم أكن أؤمن أبداً بهذا النوع من الزواج. تعرّفت إلى زوجي عبر أحد المنتديات الالكترونية. وكنّا نتناقش في قضية معينة، واحتدم الحوار حتى انزعجت منه. ثم عاد لاحقاً واعتذر لي. وبعد أشهر من النقاشات الدائمة على المنتدى، تحوّلنا إلى الماسنجر ثم وجدنا أنفسنا فجأة واقعين في الحبّ الذي تكلّل بالزواج". لكنّ مريم وجدت صعوبة في فراق أهلها والسفر مع زوجها إلى مسقط لتعيش هناك. وتتابع: "حبي الحقيقي لزوجي ساعدني كثيراً في تخطي الغربة خصوصاً أنّه رجل طيب ولم يكن يخدعني".
في اللحظة الأخيرة!
في المقابل، تروي ندى قصة حزينة: "كدت أذهب ضحية رجل مخادع، التقيته في أحد المنتديات، وتواصل معي. ومع الوقت، أقنعني بأنه يريد خطبتي لكنّه طلب أن يراني. استجبت بسذاجة لطلبه ولو أنّي حرصت على لقائه في مكان عام. مع ذلك، حاول إقناعي بأن ينفرد بي. وهنا أدركت أنّ في الأمر خطراً، فهربت! لا أنصح أي فتاة بتصديق من يقول إنّه يريد الزواج عبر الانترنت. فمن يفكر في الزواج حقاً، عليه الدخول من الباب وطلب يد العروس من والدها".
من العنوسة إلى العذاب
هناك فتيات يغامرن ويدخلن مواقع الزواج على أمل الحصول على عريس مثلما فعلت إحدى جارات هند سليمان التي تقول: "ابنة جيراننا وصلت إلى عمر الــ 38 وكانت تجد صعوبة في تقبّل وضعها من دون زواج على رغم نجاحها في عملها وإبداعها المتواصل في الحياة الاجتماعية. وذات يوم، دخلت موقعاً مخصصاً للزواج ووضعت بياناتها، فاستلمت على البريد الالكتروني بعض الرسائل من الشبان الذين رغبوا في التعرّف إليها. واختارت هي أكثرهم تديناً كما كان مكتوباً في وصفه الشخصي في الموقع، وتواصلا. حاول عريس الموقع الإلتقاء بالفتاة في البداية لكنها رفضت مدفوعةً بخوفها. وبعدما علم بمكانتها الاجتماعية وأنّها تتمتّع بدخل جيد وثروة صغيرة، تقدّم لخطبتها وتزوجا. ثم كُشفت نواياه وكان قاسياً معها. أذاقها المر ولم تتخلص منه إلا بدفع الكثير من المال. استمرّ زواجها عاماً ونصف العام، لكنّها تحولت بعد الزواج إلى شخص مختلف كلياً بعدما فقدت الثقة في الناس".
مجرد فضول
هبة فتاة دفعها فضولها إلى دخول مواقع الزواج، تقول: "كل يوم، كنت أقع على إعلان لموقع خاصّ بالزواج. أخذني الفضول مرةً، ودخلت أحد المواقع. كانت أول صفحة تطلب بياناتي فوضعت بيانات وهمية وأكملت، صدمت بالصور المزرية لعرض الذات على الجمهور. بعض الفتيات يضعن صورهن لضمان قبول الشباب، والشبان يستعرضون أجسادهم وعضلاتهم في الموقع للفت إنتباه الفتيات. كان اسم الموقع يدل على أنّه مخصص للزواج والخطبة الشرعية الالكترونية، لكن كان ما يعرض فيه أشبه بموقع تعارف للصداقات بين الجنسين. بصراحة كرهت نفسي وخرجت من الموقع".
الزواج ليس سلعة
علياء المنصوري فتاة إماراتية ترفض لجوء الفتاة إلى موقع زواج الكتروني، تقول: "ما أدراني من يقف وراء هذا الموقع؟ وهل نيته بالفعل هي جمع رأسين بالحلال أو تسهيل الرذيلة للراغبين! علينا أن نثق بأن الزواج أرقى من أن يُعرض كسلعة على شبكة الانترنت. الكل يجمّل نفسه في العالم الافتراضي، ثم إنّ الكذب على الانترنت هو سيد الكلام. كيف يمكن أن نثق بشخص لم نره؟ أرى أنّ هذه المواقع مجرد لعب لا أكثر ولم أسمع أبداً عن زيجة تمت عبر موقع زواج نهائياً، ولو حصل زواج عبر الانترنت، فسيكون عبر موقع تفاعل إجتماعي في الدرجة الأولى وليس عبر موقع زواج".
بين التقليدي والالكتروني
لمياء سعيد لا تحبذ الزواج على الانترنت. تقول: "أعتقد أنّ أي زيجة عبر موقع الكتروني لن تستمر طويلاً إلا بمعجزة وشرط أن يكون الطرفان منسجمين. الزواج عبر الانترنت يرتبط فقط بما يقوله الشخص عن نفسه، لكن الزواج التقليدي لا يتم من دون السؤال عن أخلاق الشاب والفتاة ومتابعة تصرفاتها من قبل الأهل لفترة قبل الزواج، وهذا ما يجعل التقليدي أكثر نجاحاً في نظري". وتتابع: "الشاب الخليجي يشك جداً في امرأة تزوجها عن حب، فما بالكم بفتاة التقاها عبر موقع إلكتروني؟ مهما كانت طيبة ونظيفة، لن يستطيع الثقة بها أبداً للأسف".