لاما عزت 23 سبتمبر 2013
لم يعد السياح الذين يسافرون بمفردهم بين العاصمة الفيتنامية هانوي ومدينة سايغون، يشعرون بالفردية والخصوصية إلى حد كبير؛ إذ أنهم يقابلون خلال هذه الرحلة من الشمال إلى الجنوب والتي تبلغ مسافتها نحو 1145 كيلومتر نفس المسافرين ذهاباً وإياباً، في معابد الباغودا والفنادق والمطاعم التي يوصي المرشدون السياحيون بالذهاب إليها. لذا فلعل عبارة «أهلاً مجدداً» تكون أنسب شعار لهذه الرحلة. ينزل غالبية السياح الوافدين إلى هانوي في الفنادق الواقعة بالمدينة القديمة. وللتنقل في أزقة المدينة الضيقة يستقل السياح عربات «الريكشا» التي تشتهر بها دول آسيا والتي يجرها الرجال، وتسير إلى جوارهم دراجات نارية صغيرة تحدث ضجيجاً كبيراً. وعلى الرصيف الضيق للغاية تتبختر دجاجة جيئة وذهاباً. خليج هالونغ ويلاحظ السياح أيضاً أثناء جولتهم بالمدينة أن علم فيتنام يرفرف على كل بيت بها تقريباً، علماً بأن هذا الأمر لا يقتصر على هانوي دون غيرها. وبالمثل ترفرف روح رئيس الدولة الأسبق «هو تشي منه» في كل أرجاء هانوي. وفي ضريح «هو تشي منه» يرقد جثمان الزعيم الفيتنامي الشهير في تابوت زجاجي. ويُعد هذا الضريح أحد المزارات السياحية الكلاسيكية التي يتضمنها أي برنامج سياحي لفيتنام، شأنه في ذلك شأن خليج «هالونغ». ويُعد خليج «هالونغ» أكثر المناطق الطبيعية الخلابة في فيتنام والتي يحرص السياح على التقاط صور فوتوغرافية لها، وهذه الصور لا تكذب؛ حيث تُشكل الصخور الجيرية الناتئة من المياه المتلألئة باللون الأزرق لوحة طبيعية بديعة. ومنذ وقت طويل لم يعد هذا الخليج سراً يعلمه فقط السياح الذين جابوا فيتنام طولاً وعرضاً. وليس أدل على ذلك من القوارب السياحية التي تصطف جنباً إلى جنب في الميناء. وعلى متن القوارب يستطيع السياح شراء جميع أنواع الهدايا التذكارية. وفي الغالب يتضمن برنامج الجولة السياحية في خليج «هالونغ» أيضاً زيارة أحد الكهوف العملاقة المكونة من الحجر الجيري. وفي هذه التجاويف المقوسة البديعة يسرد المرشدون السياحيون للوفود السياحية التي يرافقونها قصص حافلة بالإثارة والتشويق أبطالها تنانين وكائنات خرافية أخرى. ومع غروب الشمس يستقل السياح القوارب عائدين إلى الميناء من أجل السفر إلى هانوي مرة أخرى واستكمال رحلتهم. مدينة هوي ومن ليس لديه متسع من الوقت، فيمكنه في تلك الأثناء السفر بالطائرة ليقطع عدة مئات من الكيلومترات دفعة واحدة. وتنقل شركات الطيران السياح على سبيل المثال إلى مدينة «هوي» التي كانت مقراً لحكم الإمبراطور فيما مضى. وتقع مدينة «هوي» بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح سابقاً والتي كانت تفصل بين الشمال والجنوب إبان الحرب التي دارت رحاها بين جمهورية فيتنام الشمالية وجمهورية فيتنام الجنوبية. وخلال نزهة بالقارب في مياه «نهر العطور» يمتع السياح نظرهم برؤية الأضرحة ومعابد الباغودا ذات التصميمات المعمارية البديعة. وتُعد القلعة التي تضم القصر الإمبراطوري المعروف باسم «المدينة المحرمة» من أهم المعالم السياحية بمدينة «هوي» العتيقة. وعلى الرغم من أن هذه القلعة تعرضت لدمار هائل إبان حرب فيتنام الأهلية التي نشبت عام 1968، غير أنها مازالت تحظى بمكانة عالمية كبيرة لكونها مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. مدينة الخياطين ومن مدينة «هوي» تنطلق الحافلة صوب مدينة «هويان». ونظراً لأن الحافلات تقطع مسافات طويلة وتباشر السفر غالباً في المساء، فإنها لا تحتوي على مقاعد، وإنما أماكن للرقاد. وقبل الصعود إلى الحافلات يتعين على السياح خلع نعالهم، وبعد ذلك يستلقي كل سائح في مكانه بالحافلة. وتعتبر مدينة «هويان» مدينة الخياطين؛ حيث تنتشر محال الخياطين في جميع أرجاء المدينة، ويستطيع السياح تفصيل الملابس التي تضمها تشكيلات أشهر مصممي الأزياء العالميين لدى هؤلاء الخياطين. ويجلب كثير من السياح معهم صورة لقطعة الملابس المراد تفصيلها إلى الخياطين في مدينة «هويان»، لأنهم لا يقدرون على دفع ثمنها في بلادهم. وفي غضون ساعات قليلة - أو أيام للراغبين في جودة أفضل - يمسك السياح بملابسهم المفصلة الجديدة في أيديهم. كما يتم تفصيل الأحذية والأبوات بمنتهي الدقة والمهارة. وقلما يستطيع السياح مقاومة قدرة الخياطين على الإقناع. الشاطئ الرملي ومن لا يرغب في أن يقع تحت سحر هؤلاء الخياطين، فيمكنه الهروب إلى الشاطىء الرملي الشاسع. ويمكن قطع الطريق إلى هناك بالدراجة بشكل جيد. وتمتاز الحركة المرورية بمدينة «هويان» بأن قائدي المركبات يستطيعون تكوين نظرة عامة عنها أثناء القيادة. وعلى الرغم من ملايين دراجات السكوتر التي تجوب طرقات المدينة تظل الدراجة الهوائية من أكثر وسائل التنقل المحببة. وبمجرد أن ينتهي الخياطون من تفصيل الملابس، يتوجه السياح إلى مدينة سايغون في جنوب فيتنام. وتبدو هذه المدينة الكبيرة كمدينة غربية؛ حيث تصطف اللوحات الإعلانية ذات الأضواء الوماضة والحانات ذات الأضواء الخافتة ومحال الملابس العصرية باهظة الثمن جنباً إلى جنب. وبعد عناء التسوق يستطيع السياح أن يستجموا في جولة بالقوارب في دلتا نهر «ميكونغ». وتبدأ بعض الشركات السياحية جولات القوارب من الميناء مباشرة صوب الدلتا، في حين تنقل شركات أخرى السياح في حافلات لمسافة قصيرة أولاً، غير أن النزهة تشبه إلى حد ما جولة التسوق؛ ففي الغالب يتم نقل السياح بالقوارب إلى أحد مصانع إنتاج البونبون المحشو بجوز الهند، وهنا يقابل السياح في أحيان كثيرة «معارف قدامى» تعرفوا عليهم في هانوي، فيلقي السياح عليهم التحية قائلين: "أهلاً مجدداً".ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق
لعشاق السفر..جمال فيتنام في الخريف ليس سرا!
#مجتمعك