لاما عزت 4 سبتمبر 2013
لا بد أن العين الزرقاء هي التي شدت نظركِ صوب هذه الزاوية!
حسناً، فإن لهذا التأثير تاريخ طويل عرفته الكثير من ثقافات العالم وليست حكراً على شعوب الشرق الأوسط، وقد توارث أجدادنا بالفطرة التحصُن بالعين الزرقاء والسبع عيون للحماية من "العين الشريرة" حتى صار عُرفاً وتراثاً مازلنا نجده في التصاميم المختلفة في بيوتنا وزينة نسائنا.
يُعتقد أن هذه العين الشريرة بإمكانها أن تجلب الشر والحظ العاثر للشخص الموجهة نحوه، وذلك بدافع الإعجاب أو الحسد أو حتى عدم الرضا والغيرة، وبالتالي لها قوة الإيذاء والتسبب بالمرض أو فقدان السعادة من المال والصحة والحب وغيره للشخص أو من يُحب.
وقد تتسبب تلك "العين الشريرة أو الحاسدة" بمرض طفلكِ أو إفلاسكِ أو حتى نضوب شجرة بيتكِ من ثمرها، وهذا بسبب الشر الذي يُخلف ضحية، مع العلم أنه ليس بالضروية أن يقصد الشخص الناظر الإيذاء، وإنما قد يكون من فرط التركيز على شيء أو "البحلقة" طويلاً،حيث سميت في اللغة الإنجليزية والأسكتلندية قديماً "Overlooking"، ولذا فإن هذه الخرزة الزرقاء أو العين الواحدة أو السبع عيون، تعمل على جذب الإنتباه وتشتيت تركيز العين الشريرة "الحاسدة" للتخلص من تأثيرها السيء.
فالعيون الزجاجية التي تشتهر بصناعتها تركيا وبأشكال لا تُحصى يمكن أن تجديها على باب البيت، ومعلقة بمرآة السيارة، أو على قرط إحدى جميلات المسلسلات التركية وقد أنتقلت مع المصوغات التركية البارعة إلى النساء العربيات، أو حتى تجدينها على إستكان الشاي. هذه العيون لها تأثير جمالي مثل المغناطيس وقد صيغت بأشكال العين أو مكملة للكف، كما دخلت في تصاميم ديكورات البيت ضمن المزهريات والميداليات والقلائد والمسباح وغيرها من عناصر الديكور، هذا غير إتخاذ اللون الأزرق لنفس الفكرة اسلوباً لديكور البيت.
ويقول الكاتب العراقي خالد الصالحي: "لا يعلم الكثير أن (سبع عيون) الحالية قد ورثها العراقيون من البابليين، حيث يعتقد البابليون أن النفس الشريرة أو الاشعاع المنبعث من العين الحاسدة، حين يتشتت أو ينقسم الى سبعة أقسام ليفقد قابليته على الايذاء في الشخص المحسود. ومن هنا وجدوا من الأفضل تعليق تعويذة سميت بـ(السبع عيون)، ووجدت في قصور الملوك وفي الساحات العامة وعلى جدران وواجهات البيوت، كما اعتقدوا أيضاً بان اللون الأزرق هو لون الماء الذي له القابلية على امتصاص الأشعة المنبعثة من العين ولذلك ميزوا التعويذة باللون الأزرق." ومع ذلك فإن الكاتب يصفها بالخرافات التي حافظ عليها التراث لآلاف السنين.
مع العلم أن الكثير يخشون تأويلها الإسلامي الذي حُرم كونها تميمية في حديث للرسول (صلى الله عليه وسلم) وآخرون ينفوف التحريم في أحاديث أخرى، يبقى اليقين عند الله.
بقي أن نشارككِ هذه المجموعة من التصاميم الفريدة للعيون الزرقاء، ونترك لكِ الرأي والتعليق.