#ثقافة وفنون
علي رياض 25 يونيو 2013
الحكاية قديمة، ومع هذا فهي تعاد صياغتها باستمرار. بدأ الأمر من القصص المصورة. قبل أن تستعيده السينما لحسابها. ومن بين الأبطال الخارقين ظل سوبر مان أحد أكثرهم إثارة للمخيلة و أمكن له أن يكون مصدر إلهام لمصنعي الأبطال الخارقين فيما بعد. يملك السوبرمان الصفات الأساسية التي سترافق أبطالا سيحتلون أحلامنا وهم يطلون علينا من الشاشة الفضية. الوسامة الفائقة و النموذجية في آن. الجسد المرسوم و المحكم، ولكنه يملك أيضا أن يحقق أحلام الانسان العتيقة جدا: القدرة على الطيران. لكن سوبرمان إلى ذلك محكوم بحكاية أصله المعذب. من هو؟ من أين جاء؟ ومن أين له هذه القوة الخارقة؟ وما عليه أن يفعل بها؟ وهل هو "إنسان" حقا، هل يحق له أن يحب ؟ السوبرمان السابق منقسم على نفسه، هو شخصيتان في جسم واحد: الموظف العادي الخجول و الضعيف ـ إنه مثلنا كلنا ـ و الرجل ذي الزي الضيق القادر على كسر الرصاص ـ إنه حلمنا كلنا ـ و الصراع بين هاتين الشخصيتين كما الصراع بين البطل و نقيضه هو ما يصنع الدراما و التشويق. هنا تحتل حكاية الأصل و البحث عن الماضي موقعا مهما في الفيلم. اسئلة السوبرمان عن نفسه هي ما يقود حبكة الفيلم. السوبرمان بنسخته الجديدة يقول أن البطل الخارق ايضا لا يولد بطلا، بل يختار مصيره و يختار أن يكون. فضلا عن إتقان تقني مدهش و مؤثرات مبهرة لمحبي النوع، نجد أنفسنا أمام نخبة من النجوم بينهم راسل كرو. يجمع الفيلم إثارة فيلم الأكشن إلى مزاج الفيلم العاطفي. الخليط موفق و ناجح ومحبو كلا النوعين سيجدون ما يبحثون عنه.