رزان الحسيني 7 أغسطس 2012
الزواج رباط مقدّس وضرورة مُلحة لا يسَع الإنسان الإستغناء عنه إذ أنّه نصف الدين وتدعو إليه الشرائع الحكيمة.
وتتعدّد الزيجات في التاريخ والشرائع السماوية. وقد إحتلت المرأة بشكل عام والزواج بشكل خاص مكانة هامة ومحورية في الأديان وبشكل أكثر خصوصية في الدين الإسلامي. فالشريعة الإسلامية إهتمت بعاطفة من أهم عواطف الإنسان وهي الحب، فشرّعتها وحثت عليها لتكون أساس الحياة الزوجية وطريقاً سليماً لإشباع غريزة البقاء الجنسية لدى الأفراد.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم "إذا تزوّجَ العبد، فقد إستكمل نصف دينه، فليتقِ الله في النصف الباقي". فضائل متعددّة وبركات متنوعة تكمن في الزواج، كما أنه نعمة وراحة وسُنّة وستر وصيانة وملتقى للرحمة والمودة والسكن.
هذا وقيل حول هذا الموضوع في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من الأحاديث والأقاويل التي إحتلت مكان الصدارة في العديد من الأبحاث عن الزواج.
وفي ما يلي بعضها:
الزواج شرعة كونية بحيث كل شيء فيه قائم على الإزدواج، لقوله تعالى "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون، سبحان الذي خلق الأزواج كلها ممّا تنبت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون".
"تناكحوا تناسلوا" فالله ركّب في الكيان البشري ما نطلق عليه الغريزة الجنسية، لذا جاءت الأديان لتنظم إشباع الغريزة الفطرية.
تكمن حاجة الرجل إلى المرأة وحاجة المرأة إلى الرجل كحاجتهما إلى اللباس والثوب الذي يحقّق الستر والزينة للطرفين وذلك لقوله تعالى "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ".
يبرز السكون النفسي والمودة في القواعد الأساسية للزواج حيث لا بدّ أن يقوم على التواد لا على الشجار لقوله "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة".
ويُعدّ الزواج من أهم أسس السعادة التي ينشدها كثير من الناس. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك "أربع من سعادة المرء: المرأة الصالحة، والمسكن الوسيع، والجار الصالح، والمركب الهنيء" (رواه إبن حبان).
وكما أن للزواج فوائد في الحياة كذلك للزواج فوائد بعد الموت. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مات إبن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (رواه البخاري ومسلم).
ومن فضل الزواج الوصول بنا وذرياتنا إلى الجنة لقوله في القرآن الكريم في سورة الطور آية 21 "وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ".