لاما عزت 26 يوليو 2012
يبلغ عمر مازن العلي 7 سنوات، ومنذ مدة تراوده الكوابيس ليلاً فيستيقظ فزعاً ويصرخ. وتقول مربيته لوالدته إنه تبول على نفسه ليلاً أكثر من مرة في الفترة الأخيرة.
والدة مازن مديرة فرع في أحد البنوك، وهي غائبة معظم الوقت عن إدارة ومراقبة مايتعرض له. بالإضافة إلى شخصية مازن المدللة والذي لا يستطيع أحد ولا مربيته انتزاع جهاز التحكم من يده من دون حرب معه.
في الحقيقة، وسواء أكان الطفل مدللاً أم لا فليس من السهل تسوير حياة أطفالنا لحمايتهم، إنهم يسمعون ويرون مانراه وربما أكثر، فقد أصبحوا يتابعون اليوتيوب والتلفزيون وقنوات التواصل الأخرى أكثر منا. فكيف الحل بهم إذا تعرضوا لمشاهدة صور وأخبار المجازر التي تحدث في بلاد شقيقة وغير شقيقة؟ الأخبار تضخ هذه المواد لساعات وساعات طيلة النهار، وجهاز التحكم بيد طفلك.
"أنا زهرة" زارت عيادة الطبيب النفسي محمد أبو زيد لتناول الموضوع:
بلا شك إن الطفل يتأثر تأثرا شديداً لدى مشاهدة هذه الصور، خاصة وأن فيها أطفال من عمره وصور لمقابر جماعية ودماء وأشلاء يبين أبو زيد متسائلاً، إذن مالعمل إن شاهد طفلك كل هذا. هل نتغاضى عن الموضوع؟ هل نتحدث إليه؟ وماذا نقول بالضبط؟
في الحقيقة إن الطريقة الوحيدة السليمة هي التحدث عن الموضوع بحساسية تناسب المرحلة العمرية للطفل، وليس بتجاهل الموضوع. وهناك مجموعة من النصائح يجملها طبيبنا كالتالي:
1- لا تدخلي في تفاصيل تضيع وتشتت تفكير الطفل. أعط صورة عامة فقط أن هناك حرب وفي الحرب تسقط قنابل وتؤذي البشر مثلاً.
2- طمأنة الطفل، لا ضرورة أن تتركيه لوهم الاحتمالات وأن مثل هذا الأمر قد يحصل له، قولي له إن مايحدث بعيد عن هنا ولن يحدث لنا مثله ولا عليك ليس هذا كذباً بل أقرب طريقة لجعل الطفل يطرد الخوف من عقله.
3- اسألي طفلك ماذا رأى وماذا سمع وافهمي بالضبط ماهي الفكرة التي تدور في رأسه عما يحدث. ادرسي حالة الخوف داخله ومدى قوتها.
4-احذري من تقريع الطفل أو اعتبار الخوف عيبا كأن نقول له "ياعيب عليك أنت رجل كيف تخاف أو كيف تبكي" هذه العبارات سيئة الأثر.
5- إذا وصلت حالة طفلك لرؤية الكوابيس والمنامات فاصطحبيه في رحلة طويلة وأماكن جميلة وقنني حجم مايتعرض له من التلفزيون.