#مشاهير العالم
رحاب ضاهر - بيروت 17 أغسطس 2011
لا يزال "الشحرورة" يتأرجح نزولاً وصعوداً على قائمة المسلسلات الرمضانية التي تتميّز هذا العام بتقشف شديد في ميزانية إنتاجها. وهذا ما يؤخذ على المسلسل الذي يروي سيرة صباح. إذ يبدو أنّه أُنجز "بما تيسّر" وبقيمة إنتاجية أقل ما يمكن وصفها بأنّها ضئيلة. مما أثّر سلباً على عمل كان يمكن أن يحقق نجاحاً كبيراً لو لم يكن إنجازه بهذه السرعة.
وأوّل "عوارض" التقشف تكمن في عدم استعانة الشركة المنتجة بموزّع محترف يضع موسيقى تصويرية للعمل مستوحاة من أغنيات صباح الكثيرة والرائعة. علماً أنّه كتب في مقدمة المسلسل أنّ الموسيقى التصويرية مستوحاة من أغنيات صباح.
لكن يبدو أنّ أغنيات الأسطورة اللبنانية اختصرت في ثلاث. منذ بداية عرض المسلسل، تم الاكتفاء بمقاطع موسيقية لثلاث أغنيات فقط هي: "عالبنان لاقونا" و"عالندى الندى" و"ساعات". فيما غابت أغنيات صباح بأكملها وتم التركيز فقط على الشق التمثيلي عندها كأنها ليست مطربة أصلاً، ولم يتم اختيار كارول سماحة لتقديم دورها لأنّها تغني.
وقد غفل العمل عن أغنيات صباح وتعاملها مع كبار الشعراء والملحنين، وتم تجاهل الصعوبة التي وجدها السنباطي في تطويع صوتها وتلقينها أصول الغناء لأنّها اعتادت تقديم الأغنيات الجبلية. وكان المشاهد يأمل أن يمرّ العمل على بعض أشهر أغنيات صباح وقصتها وكيفية إنجازها وتلحينها كما حصل مع مسلسل "أم كلثوم" الذي حقّق وقت عرضه متعة السمع والمشاهدة، وخصوصاً حين تمت الاستعانة بعمّار الشريعي. إذ وضع هذا الأخير موسيقى تصويرية ترتكز إلى أغنيات "كوكب الشرق" لكن ضمن توزيع جديد، فحقّق نجاحاً كبيراً.
أما في "الشحرورة"، فقد طالعنا توزيع جديد لـ "ساعات ساعات" التي لحّنها جمال سلامة وغنتها صباح في فيلم "ليلة بكى فيها القمر" بطريقة أفقدت الأغنية كل جمالياتها. ولا نعلم لماذا لم تتم الاستعانة بالأغنية الأصلية من دون أن يطالها هذا التشويه. فيما تسير أحداث المسلسل على وتيرة واحدة. تُعرض على صباح سيناريوهات أفلام لتلعب بطولتها من دون ذكر الأحداث المهمة التي رافقت الفيلم ودخولها علاقات حبّ عديدة وخروجها منها.
من جهة أخرى، يظهر المسلسل "الصبوحة" عديمة الذوق والأناقة من خلال الملابس التي تظهر بها كارول. في حين أنّ صباح اشتهرت بأنّها ملكة الأناقة. وقد يعود هذا أيضاً إلى رغبة الشركة المنتجة بتوفير تكاليف الإنتاج. إذ لم تتم الاستعانة بخبير يدرس أناقة "الشحرورة" التي سحرت الملايين منذ بدايتها.
وكذلك، غاب اختصاصي في الماكياج والشعر كي يهتم بشعر كارول أو "الباروكات" التي تستعين بها لتبدو قريبة من صباح رغم أنّه تمت الاستعانة بالمصمّم وليم خوري الذي رافق صباح منذ بدايتها وقدم لها أجمل الأزياء. إلا أنّ الملابس التي تظهر بها كارول في العمل تفتقر إلى الذوق والأناقة التي اشتهرت بها "الشحرورة".
بل تبدو كارول في بعض الفساتين أقرب الى خادمة منه إلى نجمة اشتهرت بأناقتها... حتى أنّ المصممة اللبنانية إيلا زحلان قدّمت منذ أكثر عام مجموعة أزياء أطلقت عليها اسم Sabah the Icon تكريماً للأسطورة اللبنانية، وعرضتها في روما. كما أقيم معرض لفساتينها في "مهرجان بيت الدين" الذي كرّمها في افتتاحه هذا العام.
المزيد:
إنّ أي تشابه بين شخصية "الشحرورة" وكارول سماحة مجرد صدفة!
في مسلسل "الشحرورة" حضر الجميع... وغابت صباح!