فن تنسيق الطبقات العطرية الزهرية

#مكياج

تغريد محمود اليوم

فن تنسيق الطبقات العطرية الزهرية عملية إبداعية، تمنح العطر بصمة فريدة تحرره من الطابع التقليدي، والتوقعات النمطية؛ ليصبح تجربة حسية آسرة. يقوم هذا الفن على دمج النوتات العطرية بتناغم دقيق، حيث تتكامل المكونات لتكشف عن أجمل جوانبها، دون أن يطغى أحدها على الآخر. وعند ابتكار «البوكيه» العطري المثالي، يتجلّى التوازن بين نفحات النعومة والانتعاش والدفء، والتناغم بين الأزهار والفواكه، والجرأة في التنسيق، بإضفاء لمسات غير متوقعة، ما يضفي على العطر بُعداً غنياً، وشخصية عصرية متألقة تنبض بالأناقة والتميز.

لتحقيق توازن مثالي بين الرقة والثبات في العطور الزهرية، يجب اتباع بعض الأسس الحيوية في التنسيق العطري، مثل البدء بنفحات عليا منعشة كالبرغموت، في افتتاحية عطر «Guerlain Aqua Allegoria Rosa Verde»، إلى جانب الخيار والنعناع، ثم الورد والكمثرى والبنفسج في القلب، على قاعدة من أزهار السوسن والمسك. 

العطور الزهرية، الممزوجة بخشب الصندل، تعكس الأناقة والدفء في آنٍ، كعطر «Giorgio Armani Stronger With You Sandalwood»، الذي تتصدره أزهار الزعفران، ويتوسطه اللافندر والكستناء على قاعدة من خشب الصندل والفانيليا وخشب الأرز. 

لإضفاء إحساس فاخر على العطر، يضيف المصممون نوتات العنبر إلى العطور الزهرية التقليدية، مثل «Creed Fleurissimo 2025»، الذي يؤلف بين الورد البلغاري ومسك الروم وأوراق البنفسج والإيلانغ-إيلانغ، مع السوسن الفلورنسي، والعنبر الرمادي. 

زهور البرتقال تضفي إشراقة مميزة، عند استخدامها في القلب، كما في عطر «Xerjoff Casamorati Harrods Edition»، المتألق بالروزماري والريحان وأزهار البرتقال، وأوراق الأرز، والبخور والمر والبنزوين.

يساعد تداخل نوتات الحمضيات مع الأزهار البيضاء في الإتيان بعطر منعش وخفيف، ومثالي للصيف، مثل «Balmain Blanc Galaxie»، الذي يتصدره البرغموت والليمون والباتشولي، وحب الهيل والمندرين الأخضر، وأزهار الماغنوليا البيضاء. 

لتعزيز ثبات العطر الزهري، يدمج الخبراء الأزهار، مثل أزهار المريمية مع المسك، كما في عطر «Serge Lutens Le Perce-Vent»، الذي يمتاز بعبيره التابلي الناعم (سوفت سبايسي).

يميل عشاق العطور المميزة إلى مزج الأزهار مع التوابل كالفلفل الأسود؛ لإضفاء بُعْد عصري وجريء، كما في «Byredo Blanche Absolu de Parfum»، المحتوي على الألدهايدات والنيرولي، والفلفل الأسود، وأزهار الفاوانيا، والبنفسج. 

يمكن تحويل العطر الزهري الناعم إلى عطر أكثر جرأة، بإضافة نوتات غير مألوفة مثل رائحة الحبر، في افتتاحية عطر «Kenzo Flower Ikebana Indigo»، الذي يحتوي على أزهار السوسن، والفانيليا. 

تسهم الزهور البيضاء، مثل: الياسمين وأزهار البرتقال ومسك الروم، في منح العطور الزهرية طابعاً أنثوياً ناعماً، كما في «Gucci Bloom Parfum»، الغني، كذلك، بالفانيليا والعنبر وبلسم بيرو.

تجمع العطور الزهرية الشرقية بين دفء العود ورقة الأزهار؛ لتكوين مزيج فاخر وساحر، كما في «Scentz by Mauzan Dukhoon Al Malaky»، المتألق بعبق المسك والعود والغاردينيا، والأزهار البيضاء، والفتيفر وخشب الأرز والخوخ. 

تمنح أزهار البرتقال العطر إشراقاً لا مثيل له، خاصة حينما تمتزج بلمسات فريدة غير متوقعة من التوابل القوية، كالهيل واللابدانوم الراتينجي العميق، كما في عطر «Givenchy L’Enfant Terrible»، الذي يدهشنا، كذلك، بعبق الشاي الأسود السريلانكي، المستخلص بتقنية ثاني أكسيد الكربون، كاشفاً عن انتعاش راقٍ تتداخل فيه نغمات خشبية ودخانية أنيقة.

تعتمد هندسة الطبقات العطرية الزهرية على البناء المتوازن لكل من: النوتات العلوية، والوسطى، والقاعدية، وفي عطر «Jean Paul Gaultier Scandal Intense» نجد نوتة عطرية واحدة في كل طبقة: «أزهار الإيلانغ-إيلانغ، والفانيليا، وحب الهيل». 

تنسيق الزهور، مثل: الياسمين والهليوتروب أو رقيب الشمس، مع الفواكه مثل: الكرز المٌسكّر والأسود والبرتقال، كما في عطر «Dolce & Gabbana Q By D&G Parfum 2025»، يضفي لمسة حيوية نضرة على العطر.

لتحقيق توازن عطري متناغم، يجب اختيار نوتات متقاربة في الحدة والدفء. وفي عطر «Le Labo Eucalyptus 20»، تأتي نفحات الأوكالبتوس، وخشب الأرز، متوازنة مع اللمسات الدافئة والجلدية من اللابدانوم والأوليبانوم وأزهار الزعتر الأحمر، وقد استقرت على قاعدة من المسك والبخور. 

يضفي مزج اللافندر بالورود لمسة هادئة ومريحة على العطر، كما في «Dries Van Noten Camomille Satin»، الذي تتألف نوتاته العليا من الكاموميل المهدئ والبتيتغرين، بينما يزدان قلبه بنفحات اللافندر، وزهر البرتقال، والورد التركي. أما قاعدته العطرية، فتتكوّن من الفانيليا، والمسك، والغالبانوم.

العطر المثالي هو الذي يجمع بين انتعاش المقدمة، وجاذبية القلب، وثبات القاعدة بأسلوب متوازن، كما في «The House of Oud L’Explicite»، حيث تتصدره أزهار الإيلانغ-إيلانغ، وقشر الليمون، ويتوسطه الموز وزبدة الفول السوداني والخبز والتوابل، على قاعدة من المسك، والفواكه، والبنفسج، والعنبر.