#منوعات
ياسمين العطار الأحد 26 يناير 09:46
تجوب كوثر الرحالي، مؤسسة ورئيسة فريق «عباقرة التطوعي»، العالم؛ لنشر الأمل، والسعادة. وفي دولة الإمارات، حيث تقيم، تسطر أروع الأمثلة في مجال التطوع والعطاء من أجل المجتمع والإنسانية، مدفوعةً بإيمانها الراسخ بأهمية استثمار الطاقات البشرية في تعزيز المجتمعات بإنجازات مستدامة، تتسم بروح العطاء والتعاون.. التقت «زهرة الخليج» كوثر الرحالي؛ لتسليط الضوء على رحلتها في عالم التطوع، وتأسيس فريق «عباقرة التطوعي»، الذي حظي باعتراف رسمي من هيئة تنمية المجتمع في دولة الإمارات.. في ما يلي نص الحوار:
حدثينا عن بدايات شغفك بالعمل التطوعي!
نشأتُ في عائلة كرست جهدها للعمل التطوعي، ما زرع في نفسي حباً عميقاً للتطوع، وشجعني على الانخراط فيه منذ صغري. بدأت بالمشاركة في أنشطة تطوعية مختلفة، تابعة لجمعيات خيرية وإنسانية وبيئية، وتعلمت - خلالها - أهمية المسؤولية المجتمعية، وتعزيز روح المبادرة والتنافس الإيجابي. فانطلقت لتقديم عدد من المبادرات، الموجهة إلى الأطفال؛ بهدف غرس قيمة التطوع كجزء من حياتهم المستقبلية، وكانت هذه الخطوة الأولى نحو تأسيس فريق «عباقرة التطوعي».
نهج الإمارات
لماذا اخترت اسم «العباقرة» للفريق التطوعي؟
جاء ذلك تماشياً مع توجه دولة الإمارات نحو الحكومة الذكية؛ إذ يحتاج التطوع - بالفعل - إلى بناء وتعزيز المبادرات الذكية، والمواهب الاستثنائية ذات الصلة، مثل: الاختراعات، والابتكارات، والإبداعات، وهذا ما نعمل على تحقيقه. ومن هذا المنطلق، تم اختيار هذا الاسم؛ ليتماشى مع هذا التوجه.
ما الفئات العمرية، التي يستهدفها الفريق؟
نستهدف الأطفال والشباب، من عمر 7 إلى 18 عاماً، ونقسمهم إلى فئتين: من 7 إلى 12 عاماً، ومن 13 إلى 18 عاماً. ويتم اختيارهم من مختلف إمارات الدولة، وفقاً للمبادرات التي ينفذها الفريق في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي والاستدامة، والمبادرات الإنسانية والخيرية، بما يتماشى مع رؤية الإمارات المستقبلية. كما نسعى إلى صقل مواهبهم، وتحويلها إلى مهارات وإبداعات، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم عبر مشاركتهم في دعم الآخرين، وتشجيعهم على تبني التطوع كأسلوب حياة، وشغل أوقات فراغهم بما يفيدهم، ويفيد المجتمع.
ما أبرز المبادرات والأنشطة، التي نفذها الفريق؟
شاركنا في أنشطة عدة، منها: ملتقى الابتكار، وملتقى القراءة، ومبادرات إسعاد كبار المواطنين، ومبادرات إسعاد الأيتام، وحملة الإمارات نظيفة، ومسيرة الأمل الوردي، التي تُعنى بمرضى السرطان. كما شارك الفريق في البرمجة مع أطفال من دول مختلفة، خلال فعاليات «إكسبو 2020 دبي». وكذلك، نظمنا مسيرة التسامح الدولي؛ للتعبير عن دور الإمارات في نشر قيم التسامح بين شعوب العالم، خلال يوم التسامح العالمي من قلب «إكسبو 2020 دبي»، بمشاركة أكثر من 200 طفل.
هذه الجهود شكلت مواقف مميزة.. هل تتذكرين أحدها؟
من كثرتها يصعب حصرها في موقف واحد؛ فقد بنينا علاقات وصداقات عميقة مع المتطوعين، وصار جميع الأطفال (أعضاء الفريق) كأنهم أبناؤنا. ونسعى، دائماً، إلى العمل في بيئة إيجابية، كلها سعادة وإنجاز.
سعادة.. وامتنان
شاركت في أعمال تطوعية خارج الإمارات.. حدثينا عن هذا الجانب!
بالفعل، شاركت في أنشطة تطوعية عدة خارج الدولة، منها في زنجبار، حيث زرت دور المسنين، وشاركت في بناء مدرسة بإحدى القرى. كانت رحلة مليئة بالمشاعر الفياضة، فكلما قدم الإنسان شيئاً إلى الآخرين، كلما تضاعفت سعادته، وشعوره بالامتنان، فالتطوع قيمة إنسانية وحضارية تنثر الأمل والسعادة. وكذلك، شاركت في إغاثة المنكوبين بسبب الزلزال الذي وقع في إقليم الحوز، مع عدد من أفراد المجتمع المدني، ونظمنا رحلات متواصلة؛ لإيصال المياه والأغذية والاحتياجات الضرورية إلى سكان المنطقة المتأثرة. وعملنا، أيضاً، على تنظيم فعاليات ترفيهية، تستهدف الأطفال؛ لتخفيف محنتهم، وإدخال البهجة إلى قلوبهم النقية.
ما أهم المبادرات، التي قدمتها، مؤخراً؟
نواصل تقديم المبادرات إلى فئات المجتمع كافة، وقد أطلقنا، مؤخراً، الدورة الخامسة من مبادرة «سقيا الخير»، التي تستهدف العمال، وشملت: توزيع الماء والعصائر والوجبات، وفحوصاً طبية، وأجهزة تبريد. كما نظمنا مبادرة «المسيرة الوردية» الخامسة؛ للتوعية بسرطان الثدي، عبر توزيع كوبونات مجانية للفحص الدوري لسرطان الثدي؛ لتوعية النساء بأهمية هذا الفحص في حماية صحتهن. كما أطلقنا مبادرة «أسبوع الوقاية من التنمر»؛ لتوعية الطلاب بكيفية مواجهة التنمر، ونشر رسائل إيجابية عبر وسائل التواصل؛ لحمايتهم من الوقوع ضحايا لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا.
ما أحلامك مستقبلاً؟
أتطلع إلى مواصلة مسيرتي في خدمة المجتمع، ونشر ثقافة التطوع، واستقطاب المزيد من المتطوعين من مختلف الأعمار والتخصصات، وتأهيلهم وتدريبهم وربطهم بفرص تطوعية، تعزز عطاءهم.