#مقالات رأي
نسرين فاخر 1 يناير 2025
تحمل البدايات - في طياتها - أجمل ما في الحكاية؛ فهي الضوء الذي يشير إلى استقبال عام جديد، يضاف إلى رصيد أعمارنا، وتجاربنا، وإنجازاتنا.. وحتى خيباتنا. مع إشعال الشموع لاستقباله، نغذي بداخلنا شغف الطفولة؛ عند رؤية الألعاب النارية تضيء سماء المدن، كأن الزمن نفسه يصبح أكثر حقيقةً عبر نجاحاتنا، واستقرار أوطاننا. ونحن نخطو نحو عام 2025، نردّد: «أجمل الحب البداية!»، وندرك أن كل بداية هي - في ذاتها - خطوة نحو التغيير.
مع كل عام جديد، تنبعث طاقة البدايات، تلك التي تمنحنا القوة للاستمرار، ونحن نحمل أحلامنا كنور يضيء الروح، مشبعين بغنى الحب والصداقة والعلاقات. تلك الطاقة تغذي منازلنا، وأماكن عملنا ورحلاتنا، وحتى وحدتنا التي نلجأ إليها؛ لنغسل تعب الأيام!
عند الالتفات إلى عام مضى، ندرك أن تلك اللحظات كانت تعبيراً عن الحب والجمال، ونؤكد على هذا الجمال؛ لنستمد منه القوة للمضي قدماً. فلا نتوقف عند الأخطاء، بل نحول كل صخرة تعترض طريقنا إلى جسر يقودنا إلى المستقبل، فالمغزى الحقيقي يكمن في الطريقة التي ننظر بها إلى الأشياء، وليس إلى الوجهة النهائية.
إلى أي مدى يمكن أن تكون البداية خطوة نحو نهار مشرق بالأمل؟.. هل تعني البداية طيّ صفحة الماضي بالكامل؟.. سؤالان نطرحهما مع كل جديد: فنجان قهوة مع الأصدقاء، ومناقشة كتاب أو فيلم عائلي، أو حتى حضور حفل موسيقي يغسل الروح. نضيف عاماً جديداً إلى أعمارنا، نعيش فيه متصالحين مع الحياة بحلوها ومرّها، ونبذل جهدنا لتوزيع باقات الأمل، والكلمات الطيبة!
في خطواتنا الأولى نحو النجاح، نحمل الأمل، ونبتعد عن اليأس. وتمنحنا البداية دافعاً للانطلاق، فكل نهاية هي - في الحقيقة - بداية جديدة، سواء كانت تأسيس أسرة، أو بدء عمل جديد، أو حتى بناء علاقة، فتلك هي اللحظات التي تضيء حياةً مليئة بالتحديات والألوان، تماماً كالمطر الذي يغسل الأرض، والروح!
نقدّر البدايات؛ لأنها تمثل خلاصة تجاربنا وثقافاتنا؛ ولأن الزمن يأخذ بعداً وجودياً، يعكس أحوال الإنسان. فوجه أمي المليء بالحب، ويد أبي القوية، يجسدان معنى الزمن والحكمة. ونعيش الحياة بفصولها، ونتعلم من تجاربها، ونرى فيها فيلماً سينمائياً قد تكون بداياته الأجمل.
مع تبدل الأحوال والمشاعر، ندرك أن النهاية ليست سوى جسر يعبر بنا نحو صفحة جديدة مليئة بما تعلمناه. ونكتب روايتنا الخاصة في مدينة تعجّ بالضوء، والأحلام. لتمنحنا النهاية فرصة للتقييم والتحرر؛ لتجاوز ما أرهقنا، أو أسعدنا، والتقدم نحو مستقبل ليس دائماً مفروشاً بالورود!
في بداية هذا العام الجديد، ندخل عالماً مليئاً بالتطور والعلم والفن، ونحمل أحلامنا على أرض صلبة، ونرسم خطواتنا نحو الأمان. في هذه الرحلة، نتطلع إلى نهاية العام، حيث النجاح والتحديات والمحطات المختلفة؛ فالعبرة دائماً تكون في محطة الوصول، فهي التي تكشف لنا المغزى الحقيقي من الرحلة، وتمنحنا السلام الداخلي.
في هذه البداية، أحييكم بلغة السعادة والقبول والتسامح، وأزرع ورود الأمل على أرض الإمارات، التي خطّت اسمها بـ«حروف من ذهب» في ذاكرة كل من يعيش فيها.. فكلَّ عام وأنتم بخير!.. وكلَّ بداية وأنتم مليئون بالأمل!