#منوعات
لبنى النعيمي اليوم 11:00
تتميز «مجموعة برادا» بالتزامها بالمساهمة في التنمية المستدامة للمجتمعات، وتحفيز الحوار الثقافي، وهو منظور مختلف يلقى أصداء إيجابية، ويحقق لها حضوراً متقدماً عن غيرها. وفي هذا السياق، أطلقت الدار الإيطالية، عام 2019، مشروع «Sea Beyond»، الذي تم تنفيذه بالشراكة مع اللجنة الأوقيانوغرافية الحكومية الدولية، التابعة لـ«اليونسكو»؛ لزيادة الوعي بالاستدامة، والحفاظ على المحيطات، والمساهمة في تقدم علوم المحيطات على نطاق عالمي، من خلال سلسلة من مبادرات التدريب للأجيال الأصغر سناً.
وفي إطار هذا التعاون، نظمت «اليونسكو»، هذا العام، معرض «قرية المحيط والمناخ»، خلال النسخة السابعة والثلاثين من كأس أميركا في برشلونة، بدعم من «مجموعة برادا»، وبالشراكة مع «لونا روسا برادا بيريللي». وقد شهد المعرض نجاحاً لافتاً، حيث استضاف 500 ورشة عمل قدمها خبراء من لجنة «اليونسكو» الدولية لعلوم المحيطات. وفي هذا الصدد، أجرت مجلة «زهرة الخليج» حواراً مع لورينزو بيرتيللي، رئيس المسؤولية الاجتماعية للشركات في «مجموعة برادا» والمدير التنفيذي وراعي تحالف «Ocean Decade»، ووريث عائلة برادا؛ بصفته نجل ميوتشيا برادا بيانكي، المدير التنفيذي، وباتريزيو بيرتيللي، رئيس مجلس الإدارة؛ لمعرفة المزيد عن المعرض، والمبادرات البيئية:
أخبرنا بالمزيد عن علاقتك الشخصية بالطبيعة، ودورك الحالي في «Prada»!
دائماً كانت الطبيعة جزءاً من تراث عائلتنا، خاصة المحيط الذي لطالما أوليناه اهتماماً خاصاً. منذ طفولتي، كنت حساساً جداً تجاه قضايا البيئة والاحتباس الحراري.
مسؤولية مجتمعية
في «برادا».. كيف ترون دوركم تجاه المسؤولية المجتمعية؟
بشكل عام، يجب التركيز على تثقيف الأجيال الأصغر سناً بهذه القضايا. و«برادا»، كشركة تُعنى بالأزياء، لا يقتصر دورها على مراعاة البيئة، والتوسع على نطاق أكبر. فنحن نقول، دائماً، إن ممارسة أعمالنا وسيلة للقيام بشيء مختلف، وأعتقد أن من لديه المزيد؛ يجب أن يقدم المزيد. وفي «Prada»، نعتقد أنه من مسؤوليتنا أن نكون مثالاً وقدوة، وأن نتحمل مسؤولية التأثير في مجتمعنا. وفي هذا السياق، أرى أنه يجب أن تتضافر جهود القطاعين العام والخاص؛ لأن القطاع العام يحتاج إلى مساعدة القطاع الخاص.
ما مدى أهمية المبادرات الاجتماعية لدُور الأزياء الأخرى في إيطاليا؟
تحتضن إيطاليا العديد من دور الأزياء العالمية القادرة على لعب دور مهم في دعم المجتمع. وأعتقد أنه من الضروري أن تتعاون هذه المؤسسات مع القطاع العام لتعزيز دورها الاجتماعي، خاصة في المشاريع التي تتطلب جهوداً مشتركة، ودُور الأزياء يمكنها القيام بهذا الدور، كإصلاح نافورة «تريفي»، أو «الكولوسيوم»، أو غيرهما؛ لأن القطاع العام، اليوم، غير قادر على القيام بكل شيء؛ لذا نحتاج إلى مساعدتها، ومساعدة بعضنا بعضاً. بالنسبة لنا كقطاع رفاهية، يمكننا القيام بالمزيد، ولدينا الكثير لردّ الجميل إلى مجتمعاتنا، وأعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح، الذي يجب القيام به.
كيــف تقيّــم تأثيــــر مشــروع «Sea Beyond»؟
نقوم، حالياً، بقياس هذا الأثر من خلال عدد الطلاب المستفيدين، ومدى تأثير البرنامج في تعليمهم. ومنظمة «اليونسكو» تعمل على تقييم فاعلية هذا المشروع على المدى الطويل.
ما الهدف، والرابط بين «Sea Beyond»، و«كأس أميركا»؟
«Sea Beyond» برنامج يتعلق بالمحيط، و«كأس أميركا» عبارة عن قارب يطفو على المحيط، ونعتبر ذلك فرصة رائعة؛ لرفع مستوى الوعي بشأن حماية المحيطات، والحفاظ عليها، وهذا هو الهدف من وضع شعار برنامجنا التعليمي «Sea Beyond» على الشراع الرئيسي لقارب «Luna Rossa».
تأثير أكبر
ألا تخاف من «التمويه الأخضر»؟!
أعتقد أن «التمويه الأخضر» يكون عندما تقول شيئاً، ولا تفعل شيئاً. لكنني أقول، دائماً: «التمويه الأخضر» أفضل من عدم القيام بأي شيء؛ لأنه - على الأقل - يغير عقلية المستهلك، وأن تتحدث عن شيء ما، أفضل من عدم التحدث عنه أبداً.
هل تظن أن الاستدامة تهم الأجيال القادمة، بقدر ما تهم جيلك؟
إن عقليتي تكونت من أمور حدثت في طفولتي، فعندما يتم لمس قلبك وعقلك وقتما كنت طفلاً، يكون التأثير أكبر بكثير من التعليم. ونحن نتحدث إلى الأطفال في الوقت الذي يستوعبون خلاله كل شيء، ومن الجيد جداً أن نلتقي معهم، ونتحدث أيضاً مع عائلاتهم وأصدقائهم؛ لأنه من الأسهل بكثير إشراكهم، والتحدث عن هذه الموضوعات. هذا الأمر يستغرق وقتاً، ونحن على قناعة تامة بأنه الطريقة المباشرة، والناجحة.
تتميز «برادا» عن غيرها بأنها تستثمر في الثقافات، وتحقق أداءً جيداً.. ما السبب في رأيك؟
هناك الكثير من الأشياء الصغيرة، التي تصنع الفارق؛ فنحن مجموعة قادمة من سنوات ماضية، ومن فترات تباطؤ، ونتعلم من أخطائنا؛ لذلك كانت لدينا أفكار رائعة، لم تكن تحقق نتائج رائعة؛ ربما لأنها لم تكن تنفذ بشكل جيد. وفي النهاية، بدأت الأفكار الرائعة تتحقق، وتثمر؛ بفضل تراكم خبراتنا.
هل هذه هي النقاط الرئيسية، التي يمكن استخلاصها من الشراكة مع «اليونسكو»؟
نعم، لقد بحثنا عن شريك؛ لمساعدتنا في هذه الرحلة، القائمة على فكرة التحدث إلى الجيل القادم، وقد حددنا جهة معينة؛ لمساعدتنا في القيام بذلك. وهل هناك جهة أفضل من «اليونسكو»؟.. أحياناً نهدر الكثير من المال؛ لإنشاء منصة جديدة للقيام بشيء ما، بينما توجد بالفعل منصات رائعة يمكنها مساعدتك، لهذا السبب كان التمويل خياراً فعالًا، وطبيعياً للغاية.
كشركة عائلية.. هل ساعدكم ذلك في الحفاظ على الشعور بالأصالة في السوق؟
الأمر يتعلق أكثر بالرؤية؛ لأن الشركات العائلية تميل إلى اتباع نهج استراتيجي أطول أمداً، وهذا أمر أساسي اليوم في كل قطاع.
هل فريق وقارب «لونا روسا» أكثر خصوصية تجاه العائلة؛ لأن والدك من كبار محبي الإبحار؟
إن جميع الشركات بدأت من أجل الشغف، والدي ووالدتي فعلا كل شيء من أجله، وأيضاً من أجل التميز. إن الشغف مستدام، ويحتم ذلك عليك أن تظل فضولياً، وتبحث عن شيء يشعل حماسك، وأن تكون عملياً، وقادراً على التأقلم، وصنع أمور جيدة. والهدف النهائي يكمن في القيام بمبادرات ومشاريع، على غرار ما تقوم به «Prada»، ثم الاستمتاع بالسبب الذي يجعلك تقوم بهذا النوع من العمليات.
هل هناك مشاريع مستدامة أخرى، تخطط «برادا» لإطلاقها؟
أعتقد أن برنامج «سي بيوند» التعليمي مشروع كبير بالفعل، وتستفيد منه اليوم 200 مدرسة وأكثر، في 56 دولة، ومن المقرر أن يتم التوسع فيه. وأرى أن الطريق إلى صافي الانبعاثات الصفري مهم للغاية للمجموعة. وقد حققنا الكثير، ومن المهم القيام بالمزيد، وتنفيذه بشكل جيد؛ فالاستدامة رحلة طويلة تتطلب منا البقاء على المسار الصحيح، والاستمرار في القيام بذلك.