#أخبار الموضة
غانيا عزام الأربعاء 16 أكتوبر 16:30
تشكيلة ربيعية بامتياز، قدمتها المصممة الإماراتية الشابة هبة الجسمي، وعرضتها أمام جمهور واسع، ملأ قاعة العرض خلال أسبوع الموضة بدبي. قدمت هبة أول عروض أزيائها؛ لتلفت الأنظار إلى ولادة مصممة «هوت كوتور» موهوبة، تجتهد مع فريق عملها؛ لتبتكر تقنيات جديدة في صناعة أزياء تدمج الأصالة بالحداثة؛ لتبدأ بخطى واثقة رحلة العالمية.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تعرفنا الشابة الواعدة بعلامتَيْها التجاريتين الناجحتين: «Zay»، و«Clay»، اللتين سبقتا علامة الأزياء الراقية، التي تحمل اسمها «Heba Jasmi»، ومسيرة نجاحاتها المتصاعدة منذ عام 2018:
متى وكيف بدأ اهتمامكِ بالأزياء؟
بدأ اهتمامي بالأزياء منذ طفولتي؛ عندما كنت أرى النساء وهن يتحضرن بعناية، وينسقن أزياءهن، ويبدعن في إظهار جمالهن المختلف الخاص؛ فقد كانت كل واحدة منهن تعبّر - من خلال ملابسها - عن ذوقها الخاص، وشخصيتها المتميزة. وكأي طفلة، كنت أرسم الفساتين، والنساء اللاتي أتصورهن في حياتهن اليومية، سواء في مناسباتهن الخاصة، أو في حفلات الزفاف، أو أثناء العمل. وكل رسمة كانت قصة تروي تفاصيل حياتهن وأناقتهن، مستمدة من شغفي بالجمال والأزياء. وفي ثقافتنا الإماراتية، تلعب الأزياء دوراً أساسياً في إبراز الهوية والجمال، وقد ألهمني هذا ابتكار تصاميم تحتفي بجمال المرأة وأناقتها.
رؤية ثاقبة
عام 2019، أطلقت «Heba Jasmi» لأزياء الكوتور، بعد نجاح علامتَيْ: «Zay»، و«Clay».. حدثينا عن ذلك!
خلال عام 2019، بعد نجاح علامتَيْ: «Zay»، و«Clay»؛ شعرت بالرغبة في تقديم شيء جديد، يعكس شغفي بالتفاصيل الراقية. «Heba Jasmi» كانت خطوة نحو عالم الكوتور، الذي يمكّن المرأة الإماراتية من الانطلاق نحو العالمية. وأردت تقديم تصاميم مختلفة، تحتفي بالعمل اليدوي، والتفاصيل الفريدة التي تميز الأزياء الراقية؛ فلطالما أحببت الابتكار، وتنفيذ أشياء جديدة، ولم أرغب أبداً في البقاء على المستوى نفسه، بل أسعى، دائماً، إلى التقدم، وتجاوز الحدود في كل مجموعة أصممها.
كيف تطورت رؤيتك، منذ إطلاق علامتك الأولى؟
عندما أطلقت «Zay»، كانت العباية السوداء رمزاً مهماً في تصاميمي، أردت أن أظهر من خلالها الأناقة الكلاسيكية، التي تعبر عن هويتنا كإماراتيات. لكن مع مرور الوقت، ومن خلال تعاملي مع عميلاتي، واهتمامي بالموضة العالمية، شعرت بالحاجة إلى توسيع نطاق تصاميمي. أما علامتي «Clay»، فقد أتت لتلبية الحاجة إلى ألوان وقصّات جريئة؛ لأنني كنت أرغب في أن تكتشف المرأة الإماراتية جوانب جديدة من شخصيتها، من خلال الأزياء. بالنسبة لي، الموضة وسيلة للتعبير عن الهوية، والتطور يعني مزج التقاليد بالابتكار. لقد نمت رؤيتي؛ لتصبح أكثر شمولية، وتجمع بين الأناقة اليومية والجرأة في التصميم، مع تركيز أكبر على التفاصيل، التي تحاكي الأذواق العالمية.
كيف تصفين كل علامة من علاماتك التجارية الثلاث، وما تقدمينه من خلالها؟
تعد علامة «Zay» تجسيداً للعباية السوداء، التي تعكس أناقة المرأة الإماراتية؛ فالعباية جزء من هويتنا الثقافية. وصممت «Zay»؛ لتعبر عن هذا التراث مع لمسات عصرية، تعزز أناقة المرأة، وتفردها. أما «Clay»، فتعكس روح الجرأة والحداثة. وتأتي تصاميم العبايات والقفاطين الملونة في هذه العلامة؛ لتضفي لمسة من الحيوية والتميز. ففي مجتمعنا، نجد للألوان دلالات عميقة، فأردت أن أقدم إلى المرأة فرصة تجربة تصاميم ملونة، تعبر عن شخصيتها المختلفة في كل مناسبة. و«Heba Jasmi» تجسيد للفخامة والتفرد، وتعتبر العلامة المخصصة للأزياء الراقية (الهوت كوتور). في هذه العلامة، ركزت على التفاصيل الدقيقة، والعمل اليدوي الفاخر، الذي يعكس الحرفية العالية، والاهتمام بالتفاصيل. كل قطعة من «Heba Jasmi» تحفة فنية مصنوعة بحب وشغف، وتعبر عن الجمال الذي يتجاوز حدود الموضة اليومية؛ ليصل إلى مستوى الكوتور العالمي. فتصاميم هذه العلامة تمثل قمة الأناقة، حيث يتم اختيار الأقمشة بعناية فائقة، وتطبيق التطريزات اليدوية بأعلى معايير الجودة، ما يجعل كل قطعة منها فريدة ومتميزة، ومرتبطة بتجربة شخصية لكل عميلة، وهذه العلامة تعبر عن الفخامة والحصرية، اللتين تميز الكوتور الحقيقي.
ما الذي شكل هوية علامتك «Heba Jasmi»، وجعلها تبرز في عالم الكوتور؟
تجمع هوية «Heba Jasmi» بين الأصالة والحداثة، وتتميز بالتصاميم الفريدة والتركيز على الجودة العالية؛ ففي كل قطعة أصممها أحاول دمج تفاصيل تعكس هويتنا بطريقة تواكب العصر، وأختار الأقمشة والألوان بعناية فائقة؛ لتعبر عن الفخامة. ففي عالم الكوتور، لا تعد الأناقة مجرد مظهر، فهي إحساس بالتفرد والتميز، وهو ما أحرص على تحقيقه في كل قطعة.
حدثينا عن الرحلة، التي أدت إلى مجموعة الكوتور الأولى!
كانت رحلة مليئة بالتحديات والإبداع؛ فقد بدأنا بفكرة بسيطة هي تقديم مجموعة تعكس رؤيتنا للعالم. ومع مرور الوقت، تطورت الفكرة، وأصبحت أكثر تفصيلاً وتعقيداً. كان اختيار الأقمشة المناسبة جزءاً مهماً من العملية، واستلهمت تصاميمي من الذوق الإماراتي، مع لمسات من الفن المعاصر؛ فكل خطوة في هذه الرحلة كانت مليئة بالتعلم والتجربة، وكنت أعمل مع فريقي - بشكل مكثف - على التفاصيل الدقيقة؛ لضمان تقديم مجموعة مميزة في أول عرض لنا.
جذور إماراتية
ما القصة وراء تركيزك على التصاميم المصنوعة يدوياً بنسبة 100%، في ورشتك بدبي؟
العمل اليدوي يمكن أن يقدم قطعاً فريدة من نوعها، لا يمكن صنعها بسهولة، والتفاصيل اليدوية لا تعزز فقط التفرد، بل تعكس أيضاً التفاني والشغف، اللذين نضعهما في كل قطعة. كذلك، تعد الحرف اليدوية جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا، وهذا ما يميز كل تصميم عن الآخر. كما أسعى، دائماً في كل تصميم، إلى تقديم تكنيك جديد ومميز، مع ضمان أن يكون جاذباً للعين، ويثير فضول الناس لمعرفته، وكيف تم ابتكاره، وصنعه.
حدثينا عن شعورك حينما عرضت مجموعتك لربيع وصيف 2025، لأول مرة، خلال أسبوع الموضة في دبي!
كان شعوراً مدهشاً، مليئاً بالفخر والإنجاز؛ فقد أتى العرض ثمرة شهور من العمل الجاد والإبداع، وأسبوع الموضة في دبي كان فرصة رائعة؛ لعرض تصاميمي أمام جمهور متنوع. كما أن رؤية ردود الفعل الإيجابية من النقاد والجمهور، جعلتني أشعر بأنني قد نجحت في تحقيق جزء من حلمي، وكان هذا العرض خطوة مهمة نحو العالمية، ويمثل نجاحاً كبيراً لي، وللفريق الذي عمل بلا كلل؛ لتحقيق هذا الهدف.
ما مصدر الإلهام الرئيسي لمجموعتك لربيع وصيف 2025؟
استلهمت هذه المجموعة من جمال الطبيعة، خاصة الألوان التي نراها خلال الربيع والصيف؛ فقد أردت أن تكون المجموعة مفعمة بالحيوية والطاقة، واخترت ألواناً تعكس انتقال الفصول، مستلهمة من البحر والصحراء والسماء الواسعة. وقد كانت الأقمشة الخفيفة والشفافة جزءاً من رؤيتي؛ لتقديم تصاميم تعكس الراحة والأناقة في الوقت نفسه.
كيف اخترت لوحة الألوان، والأقمشة، في هذه المجموعة؟
اخترت لوحة الألوان بعناية؛ لتعكس الانتقال من الربيع إلى الصيف، فهي مستوحاة من الألوان التي نراها في الطبيعة، ومنها: الوردي الفاتح، والأزرق السماوي، والبرتقالي الناري، والأخضر الزاهي. أما الأقمشة، فقد اخترت التي تعكس نعومة الربيع، وخفة الصيف، مع التركيز على الخامات الفاخرة، مثل: الدانتيل الفرنسي، والحرير، والميكادو، والتول الأوروبي. لقد أردت، بذلك، أن تعكس الأقمشة الحركة والحياة، مع إضافة تفاصيل فاخرة كالتطريزات اليدوية بالكريستال، التي تضيف لمسة من الفخامة والأناقة.
كيف توازنين بين جذورك الإماراتية وطموحك للوصول إلى العالمية، وهل من تحديات تواجهك؟
جذوري الإماراتية، دائماً، تكون حاضرة في تصاميمي؛ فالإمارات تمتلك تراثاً غنياً بالتقاليد والجمال؛ لذلك أعمل، دائماً، على إظهار ذلك في تصاميمي من خلال الأقمشة، والتطريزات، وحتى التفاصيل الدقيقة التي تروي قصة. وفي الوقت نفسه، أسعى إلى تقديم تصاميم، تتماشى مع المعايير العالمية. أما التحدي الأكبر، فهو الحفاظ على هذا التوازن بين الأصالة والانفتاح على الأسواق العالمية، حيث يتطلب الأمر فهماً عميقاً لكلٍّ من: التراث المحلي، والذوق العالمي؛ فأنا أدرك أن هذا التوازن يجعل علامتي مميزة.