#أخبار الموضة
ياسمين العطار الثلاثاء 15 أكتوبر 16:19
منذ أن حصلت الشابة الإماراتية، عائشة حاضر، مديرة الإنتاج والتصميم في عام الاستدامة، على أول ماكينة خياطة، بدأت رحلتها في عالم الفن والإبداع، في مسيرة مفعمة بالدعم والتشجيع من عائلتها، خاصة والدتها، رحمها الله، التي كانت تسهر معها وهي تجهز أعمالها الفنية، وتحرص على حضور معارضها، مخلدة كل لحظة بحضورها. اليوم، تحاول عائشة حاضر أن تعيش تلك اللحظات من جديد مع أطفالها الصغار، فتصحبهم إلى معارضها؛ لغرس حب الفن والثقافة الإماراتيين في نفوسهم، وتوسيع آفاقهم لتحقيق أحلامهم، تماماً كما فعلت والدتها معها. رحلة الشابة الإماراتية لم تتوقف عند تطوير مهاراتها الفنية، بل تحولت إلى منصة؛ لتمكين الشباب، وتشجيعهم على استخدام مبادئ الاستدامة حجر أساس لأعمالهم الفنية والإبداعية.. كان لمجلة «زهرة الخليج» الحوار التالي مع عائشة حاضر؛ لمعرفة قصتها الملهمة:
بدايةً.. حدثينا عن مسيرتك الأكاديمية والفنية!
حصلتُ على شهادة البكالوريوس في الفنون البصرية من كلية الفنون والصناعات الإبداعية بجامعة زايد، وتم اختياري ضمن الحاصلين على منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين (SEAF)، بالتعاون مع كلية رود آيلاند للتصميم، لمعرض «المجتمع والنقد: SEAF Cohort 4». كما حصلت، أيضاً، على منحة إقامة الفنون في المؤسسة الثقافية، وهي تجربة ثرية منحتني أفقاً واسعاً لتطوير مسيرتي.
جماليات التراث
كيف تُسخرين مهاراتك الفنية في أعمالك، وما أبرز مشاركاتك الفنية.. محلياً وعالمياً؟
أوظف مهاراتي الفنية في إبراز جمال التراث الإماراتي، والحفاظ عليه، بالفن والإبداع. وينعكس ذلك على تفاصيل جماليات السدو، والخوص، وغيرهما من الموارد الطبيعية في دولة الإمارات. إجمالاً، أستوحي أعمالي الفنية من الأشياء التي ترتبط بتاريخ العائلات، وأنشطتها، مثل: الغوص، والصيد. شاركت في العديد من المعارض الفنية، فرديةً وجماعيةً، ونفذت العديد من المجسمات، والأعمال الفنية، آخرها مشاركتي المحلية في منصة «منار أبوظبي»، التي تعتبر محوراً رئيسياً ضمن مبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي دشنتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عام 2023. عالمياً، قدمت عملاً فنياً ضخماً إلى ضيوف مناسبة خاصة، دمجت فيه تقنيات حديثة، وفنوناً متعددة، في إيطاليا.
ما دورك في دعم الفنانين الشباب؟
لطالما كان تركيزي على صقل مهارات الفنانين الشباب، بتشجيعهم على دخول سوق العمل، ما يمكنهم من التعاون مع منتجين محليين وعالميين، وتقديم منتجات صديقة للبيئة. كما أشرفت على مجموعة من الفنانين الشباب في عرض عيد الاتحاد، واستمرت رحلتهم الفنية ستة أشهر. أما دوري كمديرة إنتاج وتصميم في فريق عام الاستدامة، فأعمل على إدارة «برنامج زمالة مختبر المواد»، الذي يهدف إلى احتضان مجموعة من الموهوبين والمبدعين، على مدار العام؛ لإنتاج منتجات باستخدام مواد جديدة مبتكرة، بهدف تحويل خط الإنتاج في دولة الإمارات، إلى آخر مستدام وأخضر.
ما أبرز المشاريع، التي تفتخرين بها؟
المنتجات الرسمية لعام الاستدامة، بالتعاون مع مجموعة من الشركات الإماراتية، والمصممين المحليين، حيث تم تقديم منتجات متعددة الاستخدامات، مثل: القمصان، والحقائب القماشية، والجواكت، عبر إعادة تدوير المنتجات المتبقية من عرض عيد الاتحاد، لـ«عام الخمسين» لدولة الإمارات، بالإضافة إلى إعادة استخدام الأعلام المتبقية، والمطبوعات الإعلانية في صناعة منتجات صديقة للبيئة، وهي خطوة بدأتها لتغيير ثقافة هدر المواد بعد الاستخدام، وأطمح من هذه التجربة إلى استلهام الجهات والمحال التجارية، على حد سواء، ابتكار طريقتها الخاصة في إتلاف المواد بطريقة صديقة للبيئة، أو إعادة استخدامها بطريقة جديدة وعصرية، تماماً كما فعلنا مع منتجاتنا، ما يساهم في الحفاظ على بيئتنا، ودعم المبدعين في آنٍ.
إرث.. وأثر
كمديرة الإنتاج والتصميم في مبادرة عام الاستدامة، والمديرة الإبداعية لـ«عيد الاتحاد».. كيف أثر هذان الدوران في مسيرتك المهنية؟
لقد كان لدوري كمديرة إبداعية، لعرض «يوم الاتحاد» الـ52، الأثر الكبير في تشكيل مسيرتي المهنية، فقد أتاح لي الاطلاع على مجموعة واسعة من المجالات، ما ساعدني على اكتساب معرفة واسعة، ترجمتها إلى خبرة عملية أحتاج إليها اليوم. لقد ساهم تنوع المشاريع، والمسؤوليات، في إثراء فهمي ومهاراتي، وتنمية ثقتي بعملي، إنها خبرة توازي خبرة العمل لـ10 سنوات دفعة واحدة. لقد تمكنت من صقل ممارساتي في بناء السرد الاستراتيجي لدولة الإمارات، بما في ذلك البحث عن الشخصيات البارزة التي أسهمت في بناء هذه الدولة العظيمة، وبناء علاقات أخوية حقيقية ودائمة. من جهة أخرى، ومن خلال عملي كمديرة إبداعية في مبادرة عام الاستدامة، ركزت اهتمامي على مفاهيم الاستدامة في مجالات تطوير الهويات البصرية، فقمت بتطوير معادلات وطرق متنوعة للتصميم باستدامة؛ حتى أصبحت هذه الاستنتاجات نموذجاً يحتذيه الآخرون في تطوير منتجات مستدامة. لقد ارتقت هذه التجربة بمسيرتي المهنية بشكل كبير، ومنحتني فرصة ترك إرث وأثر دائمين.
ما التحديات التي واجهتك، خلال مسيرتك العملية والعائلية؟
أحد أكبر التحديات التي واجهتها، كان الموازنة بين الأمومة، وساعات العمل التي تمتد من التاسعة صباحاً إلى الخامسة بعد الظهر. ومع ذلك، كانت تجربة مجزية للغاية، خاصة عندما استطعت إيجاد بعض الحلول؛ للموازنة بين تحديات الحياة المهنية، والحياة العائلية. لقد كانت لوجود أطفالي بجانبي، خلال الاستعراضات الإبداعية، وحتى في المعارض الفنية، أهمية كبيرة، فكان هناك شعور بالسعادة يغمرني كلما شهدنا معاً إحدى رحلاتي الفنية والعملية؛ فالأمومة لم تمنعني أبداً من متابعة أحلامي، بل جعلت تلك الأحلام أكبر حجماً، وأكثر عمقاً؛ فالنساء لديهن القوة والقدرة على قيادة وتشكيل المجتمع، والأمومة تزيد هذه القوة.
ما نصيحتك للفنانين، الذين يسعون إلى دمج الاستدامة بممارساتهم الفنية؟
أنصحهم بأن يسعوا - بجدٍّ - وراء الفرص؛ لدمج الاستدامة في جوانب ممارساتهم الفنية كافة. وأن يخصصوا وقتاً كافياً؛ للبحث والتخطيط المحكم في مرحلة ما قبل التنفيذ، فهذا الأمر بالغ الأهمية؛ لضمان تحقيق الاستدامة في أعمالهم؛ باستخدام مواد صديقة للبيئة، لتقليل النفايات أثناء العملية الإبداعية، واستكشاف طرق لإعادة استخدام، أو تدوير المواد.