#مجوهرات وساعات
سارة سمير 29 سبتمبر 2024
تركت «بريتلينغ» (Breitling)، الاسم المرادف للهندسة الدقيقة، والفخامة التي لا مثيل لها، والتميز في مجال الطيران، بصمة لا تمحى في سجلات صناعة الساعات الراقية.
تأسست هذه العلامة التجارية المرموقة عام 1884، على يد صاحب الرؤية ليون بريتلينغ، في مدينة سانت إيمييه الخلابة الواقعة في قلب سويسرا، وقد دفعت هذه العلامة التجارية الموقرة، باستمرار، حدود الإبداع في صناعة الساعات. وعلى مدار تاريخها المجيد، حافظت «بريتلينغ» على التزام ثابت بالحرفية العالية الجودة، والأسلوب الخالد، ووضعت معايير جديدة في عالم الساعات الفاخرة.
السنوات الأولى.. الدقة الرائدة:
منذ بداية الشركة، كانت رؤية ليون بريتلينغ واضحة وطموحة للغاية، وهي إنشاء ساعات ذات دقة وموثوقية لا مثيل لهما، ومصممة خصيصاً للمحترفين في مختلف المجالات. ومع اقتراب فجر القرن العشرين، بدأت «بريتلينغ» تكتسب شهرة واسعة النطاق بفضل ساعات الكرونوغراف الاستثنائية التي تنتجها. وسرعان ما أصبحت هذه الأدوات المصنوعة ببراعة لا غنى عنها في الدوائر الصناعية والعسكرية والعلمية، حيث كانت الدقة في غاية الأهمية، وانتشر تفاني الشركة الثابت في الموثوقية بسرعة من خلال الكلام الشفهي، ما وضع أساسًا متيناً لانتصارات العلامة التجارية المستقبلية، وعزز سمعتها كرائدة في صناعة الساعات.
التحليق في السماء.. الاتصال بالطيران:
بدأ ارتباط «بريتلينغ» العميق بعالم الطيران في ثلاثينيات القرن العشرين، ما يمثل بداية إرث من شأنه أن يحدد العلامة التجارية لعقود قادمة. وخلال هذه الحقبة المحورية، شرعت الشركة في مشروع رائد، هو إنتاج كرونوغرافات عالية التخصص على متن الطائرة، مصممة خصيصاً لمقصورات قيادة الطائرات. ولم تُظهر هذه الخطوة الاستراتيجية براعة «بريتلينغ» التقنية فحسب، بل عززت، أيضاً، مكانتها باعتبارها «المورد الرسمي للطيران العالمي»، وهو اللقب الذي تواصل العلامة التجارية حمله بفخر. وبلغت ذروة هذا الابتكار المستوحى من الطيران عام 1952، مع تقديم «Navitimer» الأيقوني. وسرعان ما أصبحت هذه الساعة الثورية الخيار المفضل للطيارين في جميع أنحاء العالم، حيث تجمع بين الأناقة والوظائف التي لا مثيل لها. وحتى يومنا هذا، تظل ساعة «نافيتايمر» من أكثر موديلات «بريتلينغ» شهرة وطلباً، وهي شهادة على تصميمها الدائم وفائدتها العملية في عالم الطيران.
الابتكار والتطور مع «بريتلينغ»:
طوال تاريخها العريق، وضعت «بريتلينغ» نفسها باستمرار في طليعة ابتكارات صناعة الساعات، ودفعت باستمرار حدود ما هو ممكن في صناعة الساعات، ويتجلى التزام الشركة بالتقدم في إنجازاتها الرائدة العديدة.
ففي عام 1915، قدمت «بريتلينغ» أول ساعة كرونوغراف مستقلة في العالم، وهو التطور الذي أحدث ثورة في وظائف وتجربة المستخدم لساعات الكرونوغراف، وتبع هذا الابتكار إنجاز أكثر أهمية عام 1969؛ عندما كشفت «بريتلينغ»، بالتعاون مع شركات صناعة الساعات الرائدة الأخرى، عن أول حركة كرونوغراف ذاتية التعبئة. وتعتبر هذه الابتكارات البارزة من بين الابتكارات الأخرى، شهادة على سعي «بريتلينغ» الدؤوب إلى التميز التقني، وتفانيها في تطوير فن وعلم صناعة الساعات.
العصر الحديث.. الفخامة والأداء:
في المشهد المعاصر لصناعة الساعات الفاخرة، تواصل «بريتلينغ» المزج ببراعة بين تراثها الغني والحساسيات الحديثة. فمنذ عام 2017، وتحت القيادة الديناميكية لجورج كيرن، خضعت العلامة التجارية لتجديد مدروس لصورتها مع الحفاظ على قيمها الأساسية وهويتها. وينعكس هذا التطور الاستراتيجي بشكل جميل في مجموعات «بريتلينغ» الحالية، التي تشمل: «Navitimer» الخالدة، و«Superocean» القوية، و«Chronomat» المتعددة الاستخدامات، وتعرض كل من هذه المجموعات تناغماً مثالياً بين الحرفية السويسرية التقليدية، والتصميم المعاصر المتطور.
ومن خلال تحقيق هذا التوازن الدقيق، تضمن «بريتلينغ» أن ساعاتها تكرِّم الماضي العريق للعلامة التجارية، وتلبي الأذواق المتطورة والاحتياجات العملية لعشاق الساعات الحديثة.
الالتزام بالتميز على مدار تاريخ «بريتلينغ»:
تمثل كل ساعة من «بريتلينغ» شهادة ساطعة على قمة التميز في صناعة الساعات السويسرية، حيث تجسد قروناً من الخبرة والإبداع في صناعة الساعات، ولعل التزام العلامة التجارية الثابت بالدقة يتجلى بوضوح في ساعات الكرونومتر المعتمدة من (COSC)، وتخضع هذه الساعات الاستثنائية لاختبارات صارمة من قبل معهد اختبار الكرونومتر السويسري الرسمي (COSC)، ما يضمن أن كل ساعة تلبي أكثر معايير الدقة والموثوقية صرامةً.
ويمتد هذا الالتزام بالجودة إلى ما هو أبعد من مجرد قياس الوقت؛ فهو يشمل كل جوانب الساعة، من اختيار المواد الممتازة إلى عملية التجميع الدقيقة. ومن خلال تقديم منتجات عالية الجودة، باستمرار، عززت «بريتلينغ» مكانتها بين أكثر الأسماء احتراماً وطلباً في عالم صناعة الساعات الفاخرة، حيث تجذب الخبراء والجامعين، الذين يقدرون أرقى ما في الصناعة الساعاتية.
أشهر ساعات دار بريتلينغ على مدار التاريخ:
على مدار 140 عاماً، تمكنت دار بريتلينغ من إنتاج مجموعة واسعة من الساعات المميزة والأنيقة، المُفضلة حالياً لدى مشاهير العالم.. في ما يلي أبرز النماذج الأكثر شهرة لدار بريتلينغ:
1. «بريتلينغ نافيتايمر» (1952):
تعتبر «نافيتايمر» تجسيداً مثالياً لبراعة «بريتلينغ» في صناعة الساعات، وتم الكشف عن هذه الساعة الأيقونية عام 1952، وسرعان ما اكتسبت شهرة كبيرة بين محترفي الطيران، بفضل إطارها الدائري الثوري. ومكنت هذه الميزة المبتكرة الطيارين من إجراء مجموعة واسعة من حسابات الطيران المهمة مباشرة على معاصمهم، بدءاً من استهلاك الوقود إلى سرعة الطيران والمسافة المقطوعة. وأصبحت جمالية «نافيتايمر»، التي تتميز بمينائها المعقد، وعلامات الإطار المعقدة، معروفة على الفور لعشاق الساعات في جميع أنحاء العالم، حتى وصلت اليوم إلى أنها الساعة المُفضلة لنجم كرة القدم العالمي إيرلينغ هالاند، سفير العلامة التجارية منذ عام 2022.
2. «بريتلينغ كرونومات» (1984):
كانت «كرونومات»، التي صممت في البداية لفريق «فريتشي تريكولوري» الإيطالي الشهير للاستعراضات الجوية، بمثابة علامة فارقة في تاريخ «بريتلينغ». أطلق هذا الطراز عام 1984، ليبشر بعودة «بريتلينغ» المنتصرة إلى عالم الكرونوغرافات الميكانيكية، خلال عصر هيمنت عليه حركات الكوارتز. وقد صُممت «كرونومات» القوية التي تتميز بإطار مميز مع علامات تبويب جانبية وعلبة متينة، خصيصاً لتحمل قسوة الطيران الاستعراضي، ولاقى تصميمها المتنوع، الذي يجمع بين الجماليات الرياضية والوظائف الاحترافية، استحساناً واسع النطاق من الجمهور المتنوع، وامتدت جاذبية الساعة إلى ما هو أبعد من قمرة القيادة، حيث جذبت جميع عشاق الساعات، الباحثين عن الأداء والأناقة بسلاسة.
3. «بريتلينغ إيمرجنسي» (1995):
تمثل «بريتلينغ إيمرجنسي»، التي تم تقديمها عام 1995، اندماجاً رائداً بين صناعة الساعات وتكنولوجيا السلامة الشخصية. وكانت هذه الساعة الثورية أول ساعة يد في العالم، تتضمن جهاز إرسال طوارئ مدمجاً.
صممت ساعة «إيمرجنسي»، في الأصل، لتلبية المتطلبات الدقيقة لمحترفي الطيران، حيث تم تصميمها لبث إشارة استغاثة على تردد الاستغاثة الجوية الدولي 121.5 ميغا هرتز. كانت هذه الميزة المبتكرة قادرة على توجيه عمليات البحث والإنقاذ إلى موقع مرتديها في المواقف الحرجة، وامتدت إمكانات الساعة لإنقاذ الأرواح إلى ما هو أبعد من جمهور الطيران المستهدف، ما أثبت قيمتها في سيناريوهات الطوارئ المختلفة، عبر التضاريس والمواقف المختلفة.
4. «بريتلينغ سوبر أوشن» (1957):
ظهرت «بريتلينغ سوبر أوشن» لأول مرة عام 1957، في وقت كان فيه سوق ساعات الغوص يشهد نمواً ومنافسة كبيرين. تميز دخول «بريتلينغ» إلى هذا المجال بساعة تجمع بين الوظائف القوية والأناقة المميزة، وتم تصميم «سوبر أوشن» لتلبية المتطلبات الصارمة للغواصين المحترفين، حيث تتميز بمقاومة استثنائية للماء، ووضوح كبير تحت الماء، وإطار دوار لتتبع أوقات الغوص. وحقق تصميمها توازناً مثالياً بين الغرض العملي والجاذبية الجمالية، ما أكسبها نجاحاً فورياً بين محترفي الغوص، وعشاق الرياضات المائية على حد سواء. وعلى مدار عقود، خضعت مجموعة «سوبر أوشن» للتحسين والتطور المستمرين، حيث تضمنت مواد وتقنيات متطورة مع الحفاظ على هويتها الأساسية.
5. «بريتلينغ توب تايم» (1964):
أطلقت «بريتلينغ توب تايم» عام 1964، ومثلت تحولاً استراتيجياً في نهج الشركة لجذب سوق الشباب المزدهر في ستينيات القرن العشرين، وقد صُمم هذا الطراز خصيصاً لجذب فئة شباب أصغر سناً، وأكثر ديناميكية، كانت ناشئة خلال هذه الحقبة من التغيير الثقافي.
كان تصميم «توب تايم» الرياضي وغير التقليدي، الذي يتميز بتصميمات الميناء الجريئة، ومخططات الألوان النابضة بالحياة، يتناقض بشكل صارخ مع الساعات الأكثر تقليدية في تلك الفترة، وجعل سعرها المعقول خياراً جذاباً للمحترفين الشباب، وعشاق الساعات الذين يبحثون عن ساعة كرونوغراف عالية الجودة، دون القسط المرتبط ببعض موديلات «بريتلينغ» الأكثر تعقيداً.
اكتسبت ساعة «Top Time» مكانة ثقافية كبيرة؛ عندما ظهرت نسخة معدلة منها بشكل بارز في فيلم جيمس بوند «Thunderball» عام 1965، والتي ارتداها شون كونري في دور العميل (007).
6. «بريتلينغ إيروسبيس» (1985):
تجسد ساعة «Breitling Aerospace»، التي تم تقديمها عام 1985، قدرة العلامة التجارية على دمج صناعة الساعات التقليدية مع التكنولوجيا المتطورة بسلاسة، وكانت هذه الساعة المبتكرة في طليعة ثورة الساعات الرقمية التناظرية، وتتميز بشاشة هجينة تجمع بين العقارب التناظرية الكلاسيكية، وقراءات (LCD) الرقمية. وصُممت ساعة «إيروسبيس»؛ لتلبية الاحتياجات الدقيقة للطيارين المعاصرين، ومحترفي الطيران، حيث تقدم مجموعة من الوظائف المتقدمة، بما في ذلك: مناطق زمنية متعددة، وكرونوغراف، ومنبه، ومؤقت العد التنازلي، وكلها يمكن الوصول إليها بسهولة من خلال واجهة متطورة، وسهلة الاستخدام. كما أن بناءها من التيتانيوم الخفيف الوزن يجعلها مريحة بشكل استثنائي للارتداء لفترات طويلة، وهو عامل حاسم للطيارين في الرحلات الطويلة، حيث نال تصميم ساعة «إيروسبيس» الأنيق وتعدد وظائفها إعجاباً خارج مجتمع الطيران، حيث اجتذبت محترفين متمرسين في مجال التكنولوجيا في مختلف المجالات، من الذين قدروا مزيجها من الأناقة والفائدة العملية.
وتمثل هذه النماذج الأيقونية معالم محورية في تاريخ «بريتلينغ» الغني في صناعة الساعات، وتجسد كل ساعة حقبة معينة في تطور العلامة التجارية، ما يُظهر تفاني «بريتلينغ» الثابت في دفع حدود صناعة الساعات.