#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 26 يونيو 2024
يختلف مفهوم السعادة لدى الناس، وقد تتباين إجاباتهم حول ما يجعلهم سعداء، فمنهم من يقول الصحة، ومنهم من يفضل المال، وآخرون قد يجدون في اجتماع العائلة معاً سعادة مضاعفة.
ويحدد كل شخص سبب سعادته، بناء على احتياجاته الشخصية، والأمور التي يحتاجها، لكي يشعر بالسعادة التي يجب أن تنبع من القلب. لكنَّ عالم الأعصاب الأميركي ريتشارد دافيدسون، المتخصص في علم النفس، فاجأ الباحثين عن سبب السعادة، بقوله: إن التكنولوجيا الحديثة هي سر السعادة، بحسب ما نشرته صحيفة «الميرور» البريطانية! ويعتمد دافيدسون في نظريته على عدة عناصر، يجد أنها تجلب السعادة لصاحبها، إن أجاد استعمالها، أبرزها «المرونة»، التي يمكن من خلالها أن يلجأ الشخص إلى أحد تطبيقات التمارين الرياضية التفاعلية، وتطبيق الألعاب الموجودة عليها، بصورة تفاعلية يحافظ بها على صحته.
كما يرى دافيدسون «التفاؤل» عاملاً رئيسياً لجلب السعادة، من خلال الاشتراك بمجموعة من التطبيقات الهاتفية التي توفرها التطبيقات الرقمية، وتقلل التوتر، وتعزز المشاعر الإيجابية، حيث تحفز تمارين التأمل إفراز هرمونات السعادة، ومنها: «السيروتونين»، و«الدوبامين»، ما يُعزّز الشعور بالبهجة والتفاؤل!
ومن أبرز العناصر، التي يجد فيها عالم النفس الأميركي سبباً في السعادة، هو إيجاد طريقة للحد من التشتت، من خلال إيقاف أي أمر مزعج قد يتعرض له الشخص، وهذا الأمر موجود في تطبيقات وفرتها التكنولوجيا الرقمية، من خلال إيقاف جميع التنبيهات أثناء العمل أو الدراسة، ما يُساعد في تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام أصغر، ووضع جدول زمني على تحسين التركيز، وإنجاز المهام بكفاءة.
ولم ينسَ دافيدسون أن السعادة تأتي، كذلك، من تعزيز الارتباط الاجتماعي، حيث توفر التكنولوجيا تطبيقات مرئية كثيرة، تساعد على التواصل مع العائلة والأصدقاء، وتعزيز التواصل معهم في كل وقت، ومن أي مكان.
ويبدو أن عالم النفس الأميركي قد بنى نظريته على تسهيل التكنولوجيا لكل مناحي الحياة، خاصة في ظل أن التكنولوجيا ساهمت، إلى حد كبير، في رفع مستوى الرعاية الصحية للناس، خاصة في ظل الاعتماد الكبير على تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، ما يجعل من الحياة أسهل، وأصبح متاحاً أمامنا التحكم في كل شيء متاح تكنولوجياً، كما أن كل أنواع الترفيه صارت متاحة لنا عند الطلب. أما الشراء، فقد أصبح عند أطراف أصابعنا، يصلنا أي شيء نريد إلى عتبة البيت.