#مجوهرات وساعات
زهرة الخليج - الأردن 23 يونيو 2024
عندما يبدأ المصمم تصميم قطعة مجوهراتٍ أو زيٍّ ما، فإن هناك شيئاً ما ألهمه البدء فيها، وقد يكون هذا الشيء منظراً طبيعياً، أو مشهداً إنسانياً، أو شعوراً داخلياً، وربما حتى ديكور منزل.
وقد تستغربين أن يكون ديكور منزلٍ أو قصرٍ أو فندقٍ هو الإلهام وراء بعض قطع المجوهرات، إلا أن هذا ما حدث في القطع التي نرصدها لكِ هنا.
قلادة «La Chambre d'Ambre».. من ليديا كورتاي:
لطالما كانت عالمة الأحجار الكريمة، ليديا كورتاي Lydia Courteille، مفتونة بالنساء القويات، والدور الذي لعبنه في التاريخ، ولعل كاثرين العظيمة، إمبراطورة روسيا التي أطاحت زوجها من الحكم، إحداهن، حيث حملت لقب أطول حكمٍ لأكبر وأغنى إمبراطورية في العالم لامرأة آنذاك.
إلى جانب ذلك، كانت كاثرين عاشقة للمجوهرات الرائعة، ولديها ولع بالأحجار الكريمة المنحوتة والمحفورة، حتى إنها كانت تمتلك غرفة للألماس في شقتها الخاصة بالقصر.
وفي القرن الثامن عشر، عزز أفراد العائلة الملكية ديكورات قصورهم؛ لتواكب قصر فرساي، وهكذا ولدت غرفة العنبر، التي تم تزيينها على الطراز الباروكي، حيث كانت الجدران مغطاة بالعنبر، واحتوت على 565 شمعة.
وقد استوحت كورتاي من هذه الغرفة تصميم قلادة من الفسيفساء الدقيقة، مرصعة بالياقوت الأصفر والبرتقالي، والسترين، والعقيق، والكالسيدوني، والأوبال الأحمر، واليشب الأحمر.
خاتم «بيبندوم».. من سوزان بيلبيرون:
كانت حركة الديكور على طراز «آرت ديكو» بمثابة شهادة على الرفاهية الحديثة، حيث اعتمد المصممون على براعة الخبراء، والمواد الجميلة؛ لإنشاء تصميمات داخلية أنيقة للمستقبل.
وقد تم تزيين الصالون الزجاجي أو «Le Salon de Verre» عام 1932، بأرضية مفروشة بحصائر فضية، ولوحة مميزة مزينة بالورنيش الفضي والأسود، وكرسيين بذراعين، صممتها إيلين غراي، مصممة الأثاث والمعمارية الأيرلندية الشهيرة.
وقد استوحت سوزان بيلبيرون Suzanne Belperron من هذين الكرسيين خاتم «Bibendum» الخاص بها، والذي تميز بشكلٍ بيضاوي من الذهب الرمادي، عيار 18 قيراطاً، ويعلوه حجر القمر الزئبقي.
قلادة «ديكور النخيل».. من «فان كليف أند آربلز»:
تم بناء فندق «لامبرت» الشهير في باريس، والواقع في جزيرة «إيل سانت لويس»، في الدائرة الرابعة بالمدينة، بين عامَيْ: 1640، و 1644، على يد جان بابتيست لامبرت.
ويعد ديكوره الداخلي مثالاً رفيع المستوى للهندسة المعمارية، واللوحات الزخرفية، التي تعود إلى القرن السابع عشر، والتي تصورها تشارلز لو برون، وفرانسوا بيرييه، وإوستاش لو سوير.
وعلى مر السنين، خدم الفندق جوانب مختلفة من المجتمع بطرق مختلفة، بما في ذلك استضافة التجمعات السياسية، خلال الهجرة الكبرى من بولندا.
وفي القرن العشرين، تم تقسيمه إلى شقق عدة، واستأجر البارون دي ريدي الطابق الأرضي، من عام 1947 حتى وفاته.
وكان دي ريدي معروفاً بحفلات العشاء الفخمة، ولعل أبرزها حفل «Bal Oriental»، الذي أقامه عام 1969، وتضمنت قائمة الضيوف: غي دي روتشيلد، وبريجيت باردو، وسلفادور دالي.
وأعادت دار «فان كليف أند آربلز» الحياة إلى هذه السهرة، من خلال عقد «Palmes Décor» (ديكور النخيل)، من مجموعة «Bals de Légende»، وهو عبارة عن ألماسات متعددة الألوان، مرصعة بزخارف نباتية جميلة تذهل الحواس.
بروش «القلب مع الشيروبيم».. من فيردورا:
ولد فولكو دي فيردورا، دوق فيردورا، في صقلية عام 1899، لعائلة أرستقراطية كانت تقيم في فيلا «نيسيمي»، خارج باليرمو في صقلية.
تم بناء الفيلا، التي تم تشييدها في القرن السادس عشر، على ثلاثة مستويات مع فناء وتراسات مغطاة، كما أن زخارفها، المكتملة باللوحات الجدارية، ألهمت فيردورا كصائغ مجوهرات.
وفي عام 1927، انتقل فيردورا إلى باريس، حيث بدأ العمل كمصمم أزياء لصديقته كوكو شانيل. بعدها بدأ تصميم المجوهرات لـ«شانيل»، قبل أن يهاجر إلى كاليفورنيا، ويبدأ تصميم قطع لنجمات هوليوود، بمن في ذلك ليندا بورتر.
ويمكن أن تُنسب «القلوب المجنحة»، و«الكروبيم»، التي تظهر في أعماله، كما هي الحال في بروش «القلب مع الشيروبيم» (Heart with Cherub)، إلى البذخ الذي كان يتمتع به منزل طفولته.