#منوعات
زهرة الخليج 24 مايو 2024
في الوقت، الذي وضع فيه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة غابات المانغروف، المعروفة بغابات أشجار القرم في دولة الإمارات، على قائمة خطر الانهيار والانقراض، في تقريره الذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، الذي يوافق يوم الثاني والعشرين من شهر مايو سنوياً، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، جهودها الاستثنائية في الحفاظ على شجر المانغروف (القرم)؛ لما تشكله من أهمية مناخية، وطبيعية.
وقالت المديرة العامة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، غريثيل أغيلار، في الدراسة التي أصدرها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة: إن التقييم العالمي الأول للنظم الإيكولوجية لغابات المانغروف يوفر إرشادات أساسية، تسلط الضوء على الحاجة الملحة للحفاظ على أشجار المانغروف بشكل منسق، مبينة أن غابات المانغروف تشكل موائل أساسية لملايين الأشخاص في المجتمعات الفقيرة بمختلف أنحاء العالم. وتغطي غابات المانغروف حوالي 15% من سواحل العالم، أي حوالي 150 ألف كيلومتر مربع، وتقع بشكل رئيسي على طول سواحل الدول الاستوائية، وشبه الاستوائية، وبعض السواحل المعتدلة الدافئة، بحسب الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة.
وتنبع الخشية من تآكل وانقراض غابات المانغروف، في ظل ما تتعرض له من تهديدات كثيرة، مرتبطة تحديداً بالتغير المناخي وإزالة الغابات والتلوث، حيث أظهرت الدراسة المشار إليها، أن 50% من نظم غابات المانغروف الإيكولوجية، التي تم تقييمها «مهددة بالانهيار»، ما يمثل نحو نصف الحجم العالمي لهذه الغابات، بينما صنفت نحو 20% منها ضمن الأنواع «المهددة بالانقراض»، أو «المعرضة بشكل حرج للانقراض».
على صعيد محلي، تولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً لأشجار القرم، حيث تقوم هيئة البيئة في أبوظبي بالعمل على حماية هذا النوع من الأشجار من الانقراض، ويوضح موقع هيئة البيئة الإلكتروني فوائد جمة لأشجار القرم، فهي تدخل في إنتاج العديد من الصناعات الطبية والكيميائية، كما تحدُّ من عملية نحت التربة، وذلك بفضل تماسك جذورها وتشعبها، ما يؤدي إلى تماسكها وعدم انجرافها بواسطة الأمواج، وتساهم في القضاء على الملوثات السائلة في المياه، وحماية البيئة البحرية التي تنمو فيها الطحالب، وتعمل على تحسين جودة المياه المحيطة، والمساعدة على نمو أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية، كما أن ورق الشجر يستخدم كغذاء لكثير من الكائنات الحية، وهي تمثل بيئة مناسبة لتكاثر الطيور الموسمية، والمهاجرة.
وتشتهر دولة الإمارات العربية المتحدة بضمها نوعاً واحداً من القرم (القرم الرمادي)، الذي ينمو على سواحل الدولة المختلفة، ويراوح ارتفاعها بين متر وثلاثة أمتار، حيث تأخذ أوراق هذه الأشجار الشكل الرمحي والبيضاوي، وتكون غالباً حادة القمة، وطول أوراق نبات القرم من 3 - 7 سم، وعرضها من 1 - 3 سم. وترتبط أشجار القرم بحياة الناس في دولة الإمارات، فهذا النوع من الأشجار يعود أصله إلى نباتات الأيكة الشاطئية، التي تعيش على الماء المالح، وتكثر على شواطئ العاصمة أبوظبي.