#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 26 فبراير 2024
إن فقدان ثقتك بنفسكِ يأتي في الكثير من الأشكال، بدءاً من الشك المزمن في الذات، والتردد في اتخاذ القرارات، وتدني احترام الذات. وبينما تكون جميعها مؤلمة في هذه اللحظة، فإن المأساة الحقيقية لانعدام الثقة بالنفس هي أنها تقودكِ إلى تفويت الحياة. على سبيل المثال، كم عدد المهن الرائعة، التي تم التخلي عنها؛ لأن الناس لم يثقوا بأنفسهم؟.. وكم عدد الأعمال الفنية الرائعة، التي لم تظهر أبداً؛ لأن الناس لم يثقوا بأنفسهم؟.. وكم من علاقات جميلة لا تتكون أبداً؛ لأن الناس لم يثقوا بأنفسهم؟
ومن المؤسف أن انخفاض الثقة بالنفس لدى العديد من الأشخاص لا يتم التحقق منه، بل يزداد سوءاً بمرور الوقت، بسبب سوء فهم أساسي حول أسباب ذلك. لذا، إذا كنتِ تريدين أن تبدئي الثقة بنفسكِ أكثر، فابحثي عن هذه العادات النفسية الخفية، التي تقضي على ثقتكِ بنفسكِ، واعملي على التخلص منها.
اجترار الماضي:
إذا كنتِ تجدين صعوبةً في الثقة بنفسكِ، فقد يكون السبب هو أنكِ أصبحتِ معتادةً اجترار الماضي، خاصة الأخطاء أو المصائب، أي أنكِ تقومين بالتحليل المستمر لأخطاء الماضي؛ لتجنب ارتكابها في المستقبل.
وفي حين أن هناك مكانًا للتفكير الصحي، إلا أنه يمكنكِ دائماً معرفة متى ينزلق إلى اجترار غير صحي، من خلال هاتين العلامتين:
ليست منتجة:
يؤدي التفكير الصحي إلى رؤى جديدة، وتغير في السلوك. أما الاجترار غير الصحي، فيستمر ويذهب دون أن يؤدي في الواقع إلى أي فائدة.
إنه قهري:
التفكير الصحي أمر متعمَّد ومقصود، أي أنكِ تفكرين في الماضي؛ لسبب محدد ولفترة زمنية محددة. أما الاجترار غير الصحي، فهو شيء تجدين نفسكِ تفعلينه بشكلٍ متكرر.
لسوء الحظ، إضافةً إلى أنكِ تشعرين بالقلق والاكتئاب، فإن اجترار الأخطاء والإخفاقات الماضية، بشكل مزمن، يدرب عقلك أيضًا على اعتقاد أنك لست جديرةً بالثقة.
القلق بشأن المستقبل:
يقنع الناس أنفسهم بأن قلقهم المزمن أمر لا مفر منه، أو أنه ضروري، من أجل تجنب الأخطاء، وتحقيق الأهداف المستقبلية. لكن القلق يختلف، جوهرياً، عن التخطيط الفعال وحل المشكلات، حيث إنه تفكير غير مفيد في السلبيات بالمستقبل.
ويؤدي القلق إلى التوتر والقلق لحظياً، وانخفاض الثقة بالنفس، وانعدام الثقة على المدى الطويل، وهذا أمر منطقي إذا فكرتِ في الأمر، فما مقدار الثقة التي تولدينها في عقلكِ إذا كنتِ تقلقين باستمرار بشأن كل نتيجة سلبية محتملة في المستقبل؟
الثقة بعواطفك:
هناك فرق كبير بين الاستماع إلى مشاعركِ، والثقة بها بشكل أعمى.. إليكِ بعض الأمثلة السريعة:
عندما يقول لكِ شريكك تعليقاً ساخراً أثناء العشاء، فإن غضبكِ يرتفع، ويحاول إقناعكِ بقول شيءٍ بنفس القدر من السخرية، وهنا يكون السؤال: هل يجب أن تثقي بغضبكِ؟
عندما يعرض عليكِ رئيسكِ ترقية، فقد يبدأ قلقكِ على الفور بالصراخ عليكِ؛ لتقولي: (لا)؛ لأن ذلك سيتضمن المزيد من الضغط والمسؤولية، وقد لا تتمكنين من التعامل معها، لذا هل يجب أن تثقي بقلقك؟
من الناحية الثقافية، نميل إلى وضع العواطف في مقدمة الأمور، وإضفاء طابع رومانسي عليها، لكنها في الواقع مجرد جانب واحد من جوانب عدة للتجربة الإنسانية، وليست أكثر خصوصية أو موثوقية من أي قدرة عقلية أخرى، مثل: الإحساس أو الإدراك أو التفكير المنطقي.
أي بعبارةٍ أخرى، كيف يمكنكِ أن تثقي بنفسكِ في التركيز، وإنجاز العمل المهم؛ إذا كنتِ تثقين دائماً بقلقك، وتماطلين لتخفيفه؟
تجاهل فضولك:
يتخلى الناس عن أحلام الطفولة وعواطفهم؛ لأنه لم تتم الموافقة عليها من قبل الآباء أو الشخصيات التي تسيطر على حياتهم، فهناك العديد من الجراحين، الذين يكرهون مهنتهم سراً؛ لأنهم متحمسون للهندسة المعمارية، أو الأبحاث الأساسية، وهناك المحامون الذين يعانون الإرهاق المزمن في العمل؛ لأنهم مهتمون بالموسيقى، أو الصحة العقلية.
لذا، ماذا ستقولين لعقلكِ إذا قضيتِ عقوداً في قمع اهتماماتك الحقيقية وميولكِ لصالح ما يعتقد المجتمع أو عائلتك أنه مهم؟.. أي أنت تعلمين عقلكِ أن ما يريده، ويشعر بالفضول بشأنه، ليس مهماً، والأسوأ من ذلك أن رغبتك ليست بنفس أهمية رغبة الآخرين، ما يجعل ثقتكِ بنفسكِ تهتز.