#رياضة
ياسمين العطار 11 فبراير 2024
منذ إطلاقها قبل أكثر من عشرة أعوام من دولة الإمارات، حققت دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات مكانة مرموقة في المشهد الرياضي النسائي العربي، وقدمت نماذج عربية مشرفة من اللاعبات؛ لتصبح منصة رياضية عربية فريدة من نوعها، تجمع الأندية والفرق العربية للسيدات، وتحتفي بإنجازاتهن، ومواهبهن، في مختلف الألعاب.
وراء هذه الدورة الرائدة، تقف امرأة متميزة، تحمل رؤية واضحة ورسالة قوية، وتسعى إلى تعزيز دور المرأة العربية في الرياضة، وتمكينها من تحقيق طموحاتها وأحلامها، إنها نورة علي الشامسي، مديرة النسخة السابعة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، التي تنظمها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة. وفي هذا الحوار مع مجلة «زهرة الخليج»، تتحدث نورة الشامسي عن تجربتها في تنظيم هذه الدورة العربية الكبرى، والتحديات التي واجهتها، والمكتسبات التي حققتها، على مدار النسخ السابقة، حيث تؤكد أن دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات إنجاز حضاري إماراتي، إذ تُبرز دور الإمارات في دعم رياضة المرأة، وتسهيل وصولها إلى ساحات المنافسة، والإنجاز العالمي.
وأشارت الشامسي إلى أن التحديات جزء لا يتجزأ من أي مشروع أو مبادرة، وهي تزيد قيمة الإنجازات، لافتةً إلى أنه من وحي الإنجازات الكبيرة، التي حققتها الدورة على مدى أعوامها السابقة، استلهمت اللجنة المنظمة شعار نسخة هذا العام «لكل بطلة حكاية ترويها الملاعب»، للدلالة على أن التنافس الشريف لا هزيمة فيه، فكل منافسة انتصار، والبطولة تتجاوز كونها لعباً ومنافسة بين فرق عدة، إلى كونها بيئة متكاملة تحتضن قصص اللاعبات، التي ترويها الملاعب، وساحات المنافسة.. وتالياً تفاصيل الحوار:
بدايةً.. ما جديد النسخة السابعة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات؟
قررت اللجنة العليا المنظمة للدورة توزيع مباريات وتدريبات النسخة السابعة على مختلف الأندية والملاعب، التي تحتضنها مختلف مدن ومناطق إمارة الشارقة، بداية من مدينة الشارقة إلى المنطقة الشرقية، مروراً بالمنطقة الوسطى، بهدف تعريف ضيوف الدورة والجمهور بجمال وتنوع وثراء الشارقة، ومناطق الجذب السياحي والثقافي والتراثي والطبيعي في الإمارة. كما يساهم هذا التوزيع في تعزيز مكانة الشارقة وجهةً سياحيةً من خلال زيادة الإشغال الفندقي في الإمارة من قِبَل الزوار والجمهور، وتحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للإمارة، وتعريف الفرق والأندية العربية بالشارقة وتاريخها وحضارتها وثقافتها.
دعم.. وتشجيع
ما الرسالة، التي ترغبون في إيصالها من خلال إقامة الدورة؟
نسعى، في كل نسخة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، إلى تعميم رسالة الشارقة الحضارية والثقافية في العالم العربي، تلك الرسالة التي تحمل قيم الثقافة والضيافة العربية، وتكرس إرث الإمارة الثقافي بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ يؤكد سموه أهمية التواصل والتضامن العربي في مختلف المجالات والقطاعات، ويأتي القطاع الرياضي من أبرزها وأهمها. ومن خلال الدورة، نحتفي بالمرأة الرياضية العربية، ونضع منجزاتها في دائرة الضوء، ونحفز مشاعر الفخر المجتمعي والوطني بالقدرات والمواهب الرياضية النسائية على مستوى دولة الإمارات، والوطن العربي الكبير، ونشجع المزيد من النساء والفتيات على ممارسة الرياضة كجزء من نمط حياة صحي ومتوازن، كما نبرز دور ومكانة دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات في دعم قطاع الرياضة العربي عامة، ورياضة المرأة خاصة.
ماذا عن التحديات، التي واجهتكم على مدار نسخ الدورة؟
التحديات جزء لا يتجزأ من أي مشروع أو مبادرة، فهي تزيد قيمة الإنجازات التي نحققها. في دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، نواجه تحديات عدة على مستوى الأفراد والمجتمع، ومستوى التنظيم. على مستوى الأفراد والمجتمع، نسعى إلى ترسيخ قيمة الرياضة في الوسط النسائي، ونعمل على إثبات أن المرأة العربية قادرة على المشاركة في الرياضة بكفاءة وإبداع، دون الإخلال بالعادات والتقاليد. ولهذا الغرض، نستفيد من الدعم والتشجيع، اللذين تقدمهما دولة الإمارات العربية المتحدة عامة، والشارقة خاصة، إلى رياضة المرأة، بتوفير الملاعب والمرافق الخاصة بالسيدات، والمؤسسات والنوادي التي تعمل على تعزيز ثقافة الرياضة النسائية، وتطوير مهارات اللاعبات. أما على مستوى التنظيم، فإننا في دورة الألعاب كنا نواجه تحدياً كبيراً في التواصل مع الأندية العربية المختلفة، التي تمثل مختلف الدول والمستويات الرياضية. ولتجاوز هذا التحدي، اعتمدنا على التنسيق الفعال مع اللجان الأولمبية في الدول العربية، التي تلعب دوراً مهماً في الوصول إلى الأندية والفرق المؤهلة للمشاركة في الدورة، وتقديم المعلومات والشروط اللازمة؛ لضمان سير الدورة بنجاح وانسيابية. وبهذه الطريقة، تغلبنا على التحديات بالتعاون مع الاتحادات العربية، التي نراها شريكة في نجاح واستدامة الدورة.
كل منافسة انتصار
ما أبرز المكتسبات، التي حققتها مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة بتنظيم هذه الدورة العربية؟
إن المكتسبات، التي تحققت على أرض الواقع، تتجاوز التتويج والفوز، إلى حالة من التواصل والتعارف والوئام تشهدها كل دورة بين لاعبات وفرق وأندية الوطن العربي. وقد ألهمنا هذا الإنجاز الكبير الذي تحقق على الأرض شعار دورة هذا العام «لكل بطلة حكاية ترويها الملاعب»، وشعار اللاعبات «كل منافسة.. انتصار»؛ للدلالة على أن التنافس الشريف لا هزيمة فيه، فكل منافسة انتصار. ونحن نقول من خلال هذا الشعار: إن البطولة تتجاوز كونها لعباً ومنافسة بين فرق عدة، إلى بيئة متكاملة تحتضن قصص اللاعبات، التي ترويها الملاعب وساحات المنافسة. ويمكن القول بأن المكتسبات، التي حققتها «المؤسسة» بتنظيم الدورة العربية، رياضية وثقافية واجتماعية، وتعكس الرؤية والرسالة اللتين تحملهما الدورة. فعلى المستوى الرياضي، قدمت الدورة مستوى عالياً من المنافسة والتميز بين الأندية العربية للسيدات، ورسخت الروح الرياضية والتنافس الشريف بين اللاعبات، وكرمت البطلات اللواتي أثبتن قدرتهن على التفوق والإبداع في مختلف الألعاب الرياضية. وعلى المستويين الثقافي والاجتماعي، أسهمت الدورة في تعزيز ثقافة الرياضة النسائية بالوطن العربي، وتحسين الصورة الذهنية للمرأة العربية كرياضية محترفة ومبدعة، وحفزت المرأة العربية على تحقيق الإنجاز في المجالات كافة، كما وطدت روابط التضامن بين الأندية والفرق العربية، وقدمت صورة مشرفة عن المرأة العربية إلى العالم.
عربياً.. ما الفوائد التي عادت على اللاعبات من إقامة الدورة العربية كلَّ عامين؟
إن إقامة الدورة العربية كلَّ عامين فرصة ثمينة للاعبات على مستوى الوطن العربي لتحقيق فوائد عدة، فقد أسهمت الدورة في تحسين مستواهن الرياضي والفني والبدني، من خلال التدريبات والمباريات والتجارب الرياضية المتنوعة والمتطورة. كما وسعت اللقاءات آفاقهن الثقافية والاجتماعية، وعززت قيم التعارف والتبادل الحضاري والإنساني بينهن. ورسخت الدورة، على مدى نسخها الماضية، ثقة اللاعبات العربيات بقدراتهن، وأكدت أنهن قادرات على مواجهة التحديات والصعوبات في مجال الرياضة، كما أنها شجعت المرأة العربية على الانخراط في الرياضة، والمشاركة في الحياة العامة، والتأثير في المجتمعات العربية بإيجابية.
ما طموحات المسؤولين عن تنظيم الدورة؟
كمسؤولين عن تنظيم دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، نحمل طموحات كبيرة ومتجددة، نستلهمها من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، الراعية والملهمة للدورة، وتتمثل طموحاتنا في البناء على التقدم والريادة، اللذين تشهدهما رياضة المرأة في الإمارات؛ للوصول بها إلى مستويات عالمية. أيضاً، نسعى إلى توسيع قاعدة الرياضة النسائية الإماراتية، وتأسيس المزيد من البطلات الإماراتيات، اللاتي سيشرفن وطننا الغالي، وسيواصلن مسيرة التميز الرياضي، التي تحفل بها دولة الإمارات، لتحقيق المزيد من الإنجازات، والحصول على الميداليات والألقاب العالمية. كما نسعى إلى المزيد من التواصل والتعاون والتكامل بين الاتحادات والمؤسسات والأندية الرياضية العربية، لتبادل الخبرات والمعارف والمهارات، وتوحيد الجهود والموارد لتطوير الرياضة النسائية في العالم العربي أكثر وأكثر. من هنا، فإننا نؤمن بأن دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات، ونتطلع إلى تأسيس المزيد من البطلات العربيات، اللاتي سيشرفن أوطانهن في البطولات العالمية كافة.