#ثقافة وفنون
لاما عزت السبت 25 نوفمبر 2023 08:45
باتت مدينة أبوظبي منصة عالمية للفنون والثقافة، وهذا ما يجسده «فن أبوظبي»، في نسخته الـ15، بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، على أرض السعديات، الجزيرة المضاءة بالمتاحف، والشواطئ، ليضيف إلى المشهد ثقافة لونية وبصرية، وهذا طبيعي ونحن أمام مشاركة نوعية، حيث تجتمع 92 صالة عرض عالمية، من 31 دولة، ويقام المعرض في الفترة من 22 إلى 26 نوفمبر 2023؛ ليكون تتويجاً للبرنامج الفني والثقافي للعاصمة الإماراتية.
وراء نجاح «فن أبوظبي» يقف فريق عمل يمتلك البعد الأكاديمي، ويعرف تماماً معنى الفن، وأهميته في دعم السياحة، إلى جانب تأسيس ونشر قيم الجمال في المجتمع، من هؤلاء: العنود الحمادي رئيس وحدة مشروع ومعرض فن أبوظبي، وحنين البلوشي أخصائي أول لبرامج «فن أبوظبي»، وعفراء المطيري أخصائي علاقات العارضين.. وقد التقتهن «زهرة الخليج»؛ فكان الحوار التالي:
العنـود الحمـادي :الفـن للجميـع
تمتلك العنود الحمادي رئيس وحدة مشروع ومعرض «فن أبوظبي»، خبرة بتنظيم المعارض، وتعتبر من أوائل الإماراتيات اللواتي عملن في مشروع «فن أبوظبي». ومعها نتحدث عن معرض «فن أبوظبي» 2023، وازدهاره على مدى 15 عاماً:
ما قصة نجاحك في عالم الفن، وكيف وصلتِ إلى مكانتك الحالية كرئيس مشروع «فن أبوظبي»؟
بدأت مسيرتي بانضمامي إلى فريق منارة السعديات في بداياته عام 2010، وقبل افتتاح أي مركز ثقافي آخر في السعديات. انضممت، بعد عام، إلى فريق «فن أبوظبي»، كأول إماراتية تعمل للمشروع بشكل متخصص، وكنت مع فريق علاقات العارضين، ثم تطور دوري على مر السنين لاستلام مهام أخرى، منها: الإشراف على عمليات الفعاليات، والنشر، والتسويق، والاتصال، وإدارة المشاريع.
«فن أبوظبي» من أبرز المشاريع الثقافية بالإمارات.. ما التحديات التي واجهتك خلال هذا المشروع، وكيف تغلبت عليها؟
هناك العديد من التحديات، أهمها: مواكبة التغيرات المستمرة والسريعة في عالم الفن، ومعرفة خصوصية الفنون وأقسامها، وإدراك الحداثي وما بعد الحداثي، حيث تجتمع اللغات البصرية، والمفاهيمية، كل هذا من أجل إيصال رسالة، مفادها - بالدرجة الأولى - أن الفن للجميع، وليس لفئة متخصصة في دراسة الفن واقتناء الفنون. هل هناك أجمل من أن يلتفت إلى هذا الحدث المهتمون، والهواة، وطلبة الجامعات، وكل شرائح المجتمع، من أجل التقاط الجمال، ومد جسور بين الحضارات؟!
ما دور المشروعات الفنية في تعزيز الحضور الثقافي والفني لأبوظبي خاصة، والإمارات عامة؟
«فن أبوظبي 2023» معرض لفنون عالمية تلتقي على أرض الإبداع، فتنعكس على دولتنا الحبيبة، وبالتالي تضيف وجهاً متجدداً للسياحة الثقافية، لاسيما أن البرنامج متنوع، وغني؛ فالفنون سرد إبداعي لتاريخ وثقافة الفنان ومجتمعه.
ما الأنشطة، التي تعتقدين أنها تلقى تأثيراً وتفاعلاً كبيرين من الجمهور؟
تسلط نسخة المعرض، هذا العام، الضوءَ على مناطق جغرافية جديدة ومتنوِّعة، إلى جانب إبراز عدد من المعارض والأعمال الفنية ذات القيمة المتميزة؛ ليكون المعرض مساحة لاكتشاف تاريخ الفنون العالمية، إلى جانب الأنشطة التفاعلية، من عروض الأداء، وورش العمل الفنية، المستوحاة من المعرض.
حدثينا عن بعض المشاريع أو الفعاليات المتميزة، التي يمكن ترقبها في «فن أبوظبي»؟
لدينا برنامج حافل من المسابقات، وورش العمل، والحوارات، وعروض الأداء والأعمال التركيبية الضخمة طوال العام، إلى جانب المعرض الرئيسي، الذي يقام بشكل سنوي في شهر نوفمبر، ونسخة هذا العام تضم 92 صالة عرض من 31 دولة، وتعتبر الأكبر بالنسبة لنا حتى الآن.
حنيـن البلـوشـي :افن أبوظبـيب ينسـجم مع قِيَم الاستدامة والبيئة
لاشك في أن نجاح «فن أبوظبي» يقف وراءه فريق كبير من النقاد والأكاديميين، وهواة الفن، ومن لديهم دراية بالبرامج المرافقة للمعرض، ومن بين هؤلاء حنين البلوشي، أخصائي أول لبرامج «فن أبوظبي»، والتي تمتلك خبرة كبيرة بالصالات المحلية والعالمية، وبالتالي التنسيق بينها.. حول دورها وخصوصية تجربتها، تقول:
بدأت مسيرتي المهنية، عام 2017، كأخصائي علاقات العارضين في «فن أبوظبي»، ما منحني القدرة على تنسيق مشاركة العارضين المحليين والعالميين، كما قمت بالإشراف على نسخ عدة من أسابيع الفنون في معرض (421)، ومنارة السعديات، حيث دعونا صالات عرض مختارة؛ لعرض أعمال فنية بأسعار معقولة؛ لتشجيع الزوار على اقتناء الأعمال الفنية.
في بداية «كوفيد - 19»، شجعتني مديرة «فن أبوظبي»، وزملائي، على الانتقال إلى قسم البرامج، الذي سمح لي بالتعامل المباشر مع الفنانين، والنقاد، وأصحاب الصالات، والعارضين، ما جعلني أدرك قيمة الفنون، وأهميتها لكل دولة، كونها الوجه الحضاري لها. من هنا تأتي أهمية اقتناء الأعمال الفنية في تطوير الذائقة الجمالية، بالإضافة إلى تطوير البرامج المختلفة، وهذا أوصلني إلى دوري الحالي كأخصائي أوّل لبرامج «فن أبوظبي»، فحينما ندخل أي مكان، مثل: المتاحف، والصالات، فإن أكثر ما يلفتنا هو الفن، كما نلتفت إلى الفنون التراثية والحديثة أيضاً، التي تعكس المدارس الفنية المختلفة، بالإضافة إلى الخصوصية المكانية، أو الهوية الخاصة بكل فن.
كأخصائي برامج في هذا المشروع.. ما المهام والمسؤوليات التي تقومين بها؟
دوري هو الإشراف على تطوير وإنتاج برامج وفعاليات متنوعة، تشمل برنامج تكليف الفنانين في المواقع التاريخية، ومعرض آفاق الفنانين الناشئين، وبرامج الحوارات وعروض الأداء. وتشمل مهامي، أيضاً، التواصل مع مختلف الفنانين، والقيمين الفنيين، والشركاء الفنيين، في الدولة وعالمياً.
ما دور أخصائيي برامج الفن في تطوير وتنفيذ الأنشطة والفعاليات الفنية، في إطار مشروع «فن أبوظبي»؟
لدينا دور مهم في تطوير الساحة المحلية الفنية، مع الحفاظ على تراث المجتمع، وهويته الثقافية، بالإضافة إلى التعاون مع الفنانين المحليين والعالميين من صالات العرض المختلفة، وعرض أعمالهم في معرض «فن أبوظبي»، أو في المواقع التاريخية؛ لبناء جسور من الحوارات والتعاون عن طريق الفن والثقافة. مشروع «فن أبوظبي» يُقدم مجموعة متنوعة من الفعاليات، والأنشطة الفنية.
أخبرينا ببعض الأحداث والبرامج المتميزة، التي تعملين عليها حالياً، أو تخططين لتنظيمها مستقبلاً!
في هذه النسخة، تمّ تكليف الفنانين في المواقع التاريخية، ومنهم الفنان محمد أحمد إبراهيم، بإنشاء عمله الفني في واحة العين، والفنانة نجوم الغانم في قلعة الجاهلي. أيضاً، قمنا بدعوة الفنانين: لطيفة سعيد، والمها جار الله، وسامو شلبي؛ للانضمام إلى برنامج «آفاق الفنانين الناشئين»، حيث يعملون تحت إشراف القيم الفني مراد منتظمي على تحقيق مشروع تركيبي في منارة السعديات، وهناك تعرض أعمالهم من نوفمبر إلى يناير 2024. أما برنامج الحوارات، فقمنا هذه السنة بالتركيز على الاستدامة والبيئة، في بعض برامجنا الحوارية، التي ستقام في منارة السعديات، وستعرض لاحقاً على موقعنا الإلكتروني.
ما التحديات الرئيسية، التي قد تواجه فريق البرامج في «فن أبوظبي»، وكيف تتعاملون معها؟
الساحة الفنية في تطور سريع ومستمر، ونسعى في «فن أبوظبي» لمجاراة المعارض الفنية والبرامج الدولية، إذ يمثل ذلك تحدياً حقيقياً لنا. نتعامل مع التحديات عن طريق زيارة المعارض الفنية الدولية باستمرار، والتواصل مع زملائنا في مختلف المتاحف بأبوظبي؛ لإنتاج برامج فنية، تواكب الساحة الفنية العالمية.
هل يمكنك مشاركتنا قصص نجاح أو تجارب ملهمة، حدثت خلال عملك كأخصائي برامج في هذا المجال؟
إحدى تجاربي الملهمة هي العمل على برنامج «آفاق الفنانين الناشئين»، في نسخته الدولية بمدينة البندقية، حيث عرضنا أعمال الفنانين: هاشل اللمكي، وميثا عبدالله، وكريستوفر بنتون في «بالازو فرانكيتي»، بالتزامن مع معرض بينالي البندقية. سعدت، جداً، برؤية الزوار وردود أفعالهم على أعمال الفنانين من الإمارات، وقوة أعمالهم، وثرائها بالتفاصيل.
عفراء المطيري :االسعدياتب تجمع الفنون
«فن أبوظبي»، خلال دوراته السابقة، قدم برنامجاً متنوعاً وحافلاً بالفعاليات، ليكون الفن منصّة للمبيعات الفنية لصالات العرض المشاركة، وعرض أعمال تركيبية طموحة من إبداع الفنانين المختلفين. ويتواصل النجاح في دورته الحالية، التي يقف وراءها من يتقنون فن التواصل، والمعرفة بالعارضين، وخصوصية الصالات أيضاً، من هؤلاء عفراء المطيري، أخصائي علاقات العارضين.
ما دورك كأخصائية علاقات العارضين، وكيف التحقت بهذا المجال؟
علاقتي بالفن ربما بدأت منذ طفولتي، وحينما كبرت؛ وأدركت معنى المهرجانات والمناسبات، عرفت معنى التنظيم، وخصوصية ودقة أي عمل، لاسيما أننا ننظم حدثاً عالمياً على أرض إمارة أبوظبي، فمنذ طفولتي كنت أحب تنظيم المناسبات، وكبرت هذه الهواية معي، فلابد أن نعي خصوصية أي عمل، لاسيما أننا نتعامل مع ثقافات عدة، وأظن أن المتابعة، والشخصية، والثقافة، أهلتني لأكون في الموقع الذي أنا فيه اليوم، فنحن وجوه إماراتية، نحاول أن نكون دائماً وجهاً حضارياً متابعاً لأحدث تقنيات الفن.
ما مهامك الأساسية في «فن أبوظبي»، وكيف تساعدين في تنظيم العروض والفعاليات الفنية؟
مهمتي هي التواصل مع العارضين من مختلف دول العالم، ويكون هذا على مدار السنة، وحتى خارج مواسم المعارض، وأقوم بتنظيم العلاقات مع العارضين المشاركين في معرض «فن أبوظبي»، والتواصل والتنسيق مع أصحاب صالات العرض.. محلياً ودولياً.
كيف تقومين باختيار العارضين المناسبين لكل فعالية، وما العوامل التي تأخذينها بعين الاعتبار؟
نحن نفتح باب التسجيل، ونستقبل طلبات المشاركة من صالات العرض، بعدها تقوم لجنة الاختيار بمراجعة الطلبات، وبناء على المعطيات المقدمة يتم الاختيار. ومن ضمن العوامل، التي تؤخذ بعين الاعتبار: عمر صالة العرض، وعدد المعارض الدولية، ونوعية الفن الذي تم اقتراحه.
كيف تصفين جمهور نسخة هذا العام من «فن أبوظبي»؟
في كل دورة، هناك إضافات تنسجم مع قِيَم الاستدامة والبيئة، إذ إن وجود هذا الكم من الصالات الجديدة في المعرض يؤكد ديناميكية مشهد الفنون المحلية والإقليمية، وازدهارها على مدى 15 عاماً. الفن حضارة، للمكان والإنسان، ويكفي أن يقول مَنْ مرَّ بأبوظبي: لقد زرت «فن أبوظبي» في منارة السعديات حيث يجتمع الفن العالمي، والجنسيات المتنوعة، ومقتنو الفن. هكذا تتربى الأجيال على جمال المدن، وتعرف المعنى الثقافي لغنى الروح.