#مجوهرات وساعات
غانيا عزام الخميس 1 يونيو 2023 09:21
تجيد الشابة الإماراتية، سارة المهيري، سرد قصصها البصرية، من خلال لغة إنشائية فريدة من نوعها، تقرأ الزمن مراراً وتكراراً؛ لاقتراح شكل آخر. هي فنانة بصرية مقيمة في أبوظبي، المدينة التي تستقي منها بعض موضوعاتها. ابنة الـ25 عاماً، فرضت نجاحاتها كفنانة تجريبية، وشاركت في معارض جماعية عدة، مثل: «إنتيميت دايمنشنز» بمعرض حافظ في جدة (2020)، و«استحواذ الشباب» بمركز فن جميل بدبي (2019). وأول عرض فردي لها «بين»، استضافه معرض كربون 12 بدبي (2019). هي، أيضاً، مؤسسة سلسلة «حوارات الفنان»، والشريك المؤسس لمجموعة «جارا الشعرية».. نستضيف الفنانة الإماراتية الموهوبة، التي تعيد تفسير بيئتها في فنها، كما تستلهم دار بولغري Bulgari، الإيطالية، روائع مجوهراتها من محيطها الفني الغني؛ فكان هذا الحوار:
• من أنت؟ وما لغتك الفنية؟
- أنا فنانة بصرية مقيمة في أبوظبي. من خلال التجربة، أحب العمل حول الموضوعات المادية والأنظمة والشكل واللغة، من خلال طرق الحدس والشعر والتجريد.
• من أين تستقين تجربتك الفنية والشعرية؟
- تلهمني بيئتي المباشرة؛ فمحيطك هو أكثر ما تألفه. بالنسبة لي، يتعلق الأمر بالبحث بشكل أعمق، و«عدم معرفة» ما تعتقد أنك تعرفه. وأستوحي أعمالي من التقليلدية، والتجريد الهندسي، وكتابات الفنانين.
فكرة الدائرة
• ما الذي جذبك إلى هذا الجانب من الفنون؟
- عندما نضجت؛ لطالما كنت مبدعة بشكل فضولي، والفنون تتضمن الكثير من النمو. أحب أن أكون قادرة على التحدي، والتعبير عن أفكاري وأسئلتي، من خلال إبداعات مادية.
• إلى أين قادك التفاعل مع الأرض والسماء والبنية الهندسية؟
- مؤخراً، دار أحد مواضيعي البحثية حول الأرض. إذ أجد أنه من المثير للاهتمام، أن يتم التغاضي عنه في معظم الأوقات، لكنه يحجب الكثير من المعلومات حول البيئة والحركة والفرص. إنه سطح يتغير باستمرار، والعديد من العناصر تعمل على إضافة ذلك. الهندسة المعمارية كانت، دائماً، ضمن اهتماماتي، وتظهر في عملي بشكل ملحوظ، من خلال الشكل والشبكة والدقة.
.
• ما الأفكار التي تتوالد وتتدفق بين التفكيك والترتيب والتماثل والتكرار؟
- أجد فكرة الدائرة مثيرة للاهتمام، لذلك - في عملي - أسمح لنفسي باستمرار بأن أستلهم من آخر قطعة صنعتها، وأن تكون القطعة الحالية التي أعمل عليها مرجعي للجزء التالي. من خلال التجديد، تحدث التحولات الدقيقة، التي تضيف إلى التقدم الطبيعي.
• ما الرسالة التي شكّلت رحلتك بين الفن والشعر؟
- يسير الشعر والفن معاً، لقد كان الأمر عبارة عن مزج طبيعي جداً بالنسبة لي مع نمو تجربتي. إحدى طرق بحثي هي الكتابة، وعادة تجد تلك اللغة المولَّدة طريقها مترجمةً في العمل المادي.
• ما الذي يحرّك الشاعرة التي بداخلك؟
- بصراحة، أعمال الفنانين والشعراء الآخرين، تؤثر فيَّ، وتلهمني الكتابات الشخصية، والقوائم، والجناس. وما يبرز الشاعرة في داخلي هو ذاته الذي يخرج الفنان مني، الأفكار المجردة، وترجمتها إلى شيء مادي.
• كيف يمتزج الواقع والخيال في ما تقدمينه من أعمال؟
- هناك الكثير من الازدواجية، التي يتم استكشافها في عملي، مثل التفاعل بين الحقيقة والخيال، إذ إنني أحب أن أكون قادرة على ابتكار شيء جديد باستخدام كلا الموضوعين، فهو سردٌ غير موجود تماماً، لكنه الآن ملكي، ويمنح مساحة للآخرين للتساؤل عنه في الوقت نفسه.
• الغموض، والوضوح.. بماذا يلهمانك؟
- يصنعان مساحة شيقة للحوار، ويسمحان بكشف أو إخفاء أكبر قدر من المعلومات كما يحلو لي. في عملي، يتعلق الأمر، دائماً، بالتحكم في هذين الجانبين، وإعطاء معلومات كافية فقط أثناء إنشاء مساحة للشعور بالدفع والسحب للعناصر الموجودة.
مدينة ملهمة
• كيف تنعكس مدينتك أبوظبي على ابتكاراتك؟
- في مجموعة أعمالي الأخيرة، التي كانت جزءاً من معرض «عندما كانت الأرض» في سبتمبر 2022، كنت أستكشف موضوع الأرض؛ باعتباره انعكاساً لتحركات المدينة، من خلال الأشياء التي غالباً يتم تجاهلها. فاستخراج أنماط وألوان الأرصفة من البيئة، ودراسة الظلال، كلها انعكاسات يومية دقيقة للمدينة.
• ما الذي ينشأ، عادة، من الحوارات والنقاشات بين الفنانين؟
- محادثات مثرية وكاملة للغاية، تراوح بين النقد والتجارب السابقة في هذا المجال، والإبداع المشترك والإلهام. دائماً، يتم ترك جزء جديد من المعلومات و/ أو المنظور.
• إلى أي مدى تعتبرين تجربتك فريدة وملهمة، وهل تبلورت رؤيتك الإبداعية؟
- رحلة كل شخص فريدة من نوعها، وهذا ما يجعلها خاصة وشخصية. والرحلة لايزال أمامها طريق طويل لنقطعه مع المزيد من النمو في المستقبل. لكن الجميل في المجال الإبداعي، هو أن الكثير من تجاربك تتم مشاركتها، وهي عبارة عن لحظات مع الآخرين. ومع استمرار مسيرتي المهنية، تنمو رؤيتي الإبداعية معها، وتتطور باستمرار، تماماً مثل المشهد الفني هنا أيضاً.
• ما أهمية الرياضة في حياتك، وهل تخصصين لها وقتاً؟
- بالنسبة لي، الحركة من أي نوع هي علاج، ومن المهم تخصيص وقت في يومك للانفصال، وهذا ما يعنيه التمرين البدني بالنسبة لي، خلال ساعة من يومي؛ لإيقاف أي ضوضاء خارجية، والتركيز على نفسي.
• ما أعمالك الأخيرة؟
- أحدث أعمالي هو تطور من سلسلة أعمالي المجمّعة على الورق، التي تم عرضها في «آرت دبي 2023». وهي عبارة عن ملصقات ورقية أحادية اللون، مكونة من أشكال مستخرجة من ألواح التقطيع بالليزر المهملة. تبني الأشكال بعضها بعضاً؛ لتخلق مناظر جمالية خاصة بها، غريبة الأطوار ومرحة بطبيعتها، تستكشف الشكل والتكوين واللون كلياً.