#مشاهير العرب
ضحى السعفي 11 يناير 2023
بعد سلسلة من النجاحات المبهرة في العالم العربي، قررت الممثلة اللبنانية تقلا شمعون اقتحام السينما التونسية بدور جديد، حيث قدمت شخصية «كارلا»، المرأة الشريرة، التي أحبها الجمهور، وصفق للقطات التي ظهرت فيها طويلاً، ولا نعرف إن كان السر في ذلك الكاريزما العالية التي تمتلكها تقلا، أم الحرفية الشديدة التي قدمت بها الشخصية. تقلا شمعون قالت إنها بفيلم «قدر» حققت أمنية قديمة، تتمثل في خوض تجربة الأعمال التونسية.. «زهرة فن» حضرت العرض الأول لفيلم «قدر»، وكان لنا مع بطلته تقلا شمعون هذا الحوار:
* حدثينا عن تجربتك في فيلم «قدر»، ودورك فيه!
- قدمت في الفيلم شخصية «كارلا»، وهي امرأة تعمل في منظمة دولية سرية بمجال السياسة، وتعيش مرحلة متقدمة من العمر. وبعد فترة من العمل، تصبح في صراع بين دورها كآلة تحركها أيادٍ خفية، وتمارس الشر المطلق، وبين كونها تقدمت بالعمر، وأصبحت المنظمة التي تعمل بها ترى أن وجودها لم يعد مجدياً، وتبحث عن شباب جدد لتسلمهم الراية. والفيلم يروي قصصاً عدة، من خلال الشخصيات الموجودة فيه; فنرى شخصية المرأة المتسلطة، والرجل الذي عاش الفقر المدقع; ليتحول إلى وحش بشري لاحقاً يبيع ضميره، والطفل الذي عانى الفقر والقمع، وكان حلمه أن يمتلك حذاء، والعشيقة التي تحمل الكثير من الطموح، الذي يسوقها إلى كشف الحقائق.
* كيف كانت تجربتك مع مخرجة شابة، ومن بلد غير بلدك؟
- كانت تجربة جميلة جداً; ويجب أن يكون الفنان متجدداً وشجاعاً في اختياراته. شعرت بأن المخرجة إيمان بن حسين لديها العديد من القضايا التي تود التطرق إليها; إذ إنها تحمل الكثير من الأفكار والتجارب الجديدة، وتفاعلت مع قصة الفيلم الذي يحمل الكثير من الوجع، وشعرت بالفرح الشديد بعد عرض الفيلم، وبعد أن لمست تفاعل الجمهور مع القصة.
* الفيلم حقق نجاحاً كبيراً أثناء عرضه في تونس، فهل تتوقعين أن يحظى بالنجاح ذاته خارجها؟
- السينما التونسية متقدمة، والجمهور التونسي تربى على مشاهدة الأفلام، ويتمتع برؤية عميقة وذكية، وهذا الشيء لمسته أثناء عرض «قدر» في تونس، وأظن أنه سيلقى النجاح ذاته في بقية الدول، فهو يمس كل شعوب المنطقة، والشيء الجيد في كل هذا أن اللهجة التونسية ستصبح قريباً موجودة، كما اللهجات الأخرى، مثل: السورية، واللبنانية، والمصرية، والخليجية.
* كيف تعاملت مع اللهجة التونسية؟
- أحببت تحدي اللهجة، ووجدت في البداية صعوبةً، إلا أنني أحببت اللهجة وموسيقاها، وأحببت كوني أتكلم بها، وأعتبر نفسي نجحت في ذلك.
* حدثينا عن النقاط الإيجابية في الفيلم!
- هناك نقاط إيجابية عدة، أولاها: الأسلوب الدرامي الذي قدمته المخرجة إيمان بن حسين، إذ إن القصة فيها أزمنة متداخلة عدة، وهذا الشيء يتطلب جهداً من المشاهد، إلا أن المخرجة استطاعت أن تتقن ذلك، كما أن الحوارات سلسة وإيجابية، والفريق كان موفقاً; فكل شخص أدى دوره باقتدار.
* الفيلم تطرق إلى جوانب سياسية، فهل أقلقك ذلك؟
- الممثل بصفة عامة يخاف من التجربة الجريئة والتي تتخطى المألوف. لكن بالنسبة لي، يجب على الممثل أن يتعاطى مع كل الأدوار، وأن تكون لديه القدرة على تبني كل القضايا، فليس كل ما نمثله يشبهنا، والممثل إنسان حر يتبنى أي شخصية، ويقدمها من كل الزوايا، ويضع نفسه مكان الشخصية، ويتبنى قضيتها، وأنا ضد أن نضع الممثل في إطار واحد.
* بعد نجاحك اللافت في «عروس بيروت»، هل أصبحت اختياراتك للأدوار صعبة بعض الشيء؟
- بعد أن يحقق الفنان النجاح في مرحلة ما; يصبح مسؤولاً عن اختياراته بشكل أكبر، وأنا حريصة على اختياراتي بالتأكيد، لكن ذلك لا يمنع أن أخوض تجارب جديدة، وبعيدة عن التي قدمتها من قبل.
* كيف تعاملت مع النجم ظافر العابدين، وما تقييمك لأدائه باللهجة اللبنانية؟
- سبق أن قلت إن من أجمل ما حدث لي في مسلسل «عروس بيروت»، هو تعرفي إلى ظافر العابدين، فهو متمكن ومتعاون وكريم وخلوق في «البلاتوه»، وهي صفات دائماً أبحث عنها في الممثل الذي سيكون معي بالعمل، وقد كانت تجربة مميزة، وأعتبر نفسي قد كسبت صديقاً.
* هل يقلقك الهوس العربي بالدراما التركية؟
- أظن أن هذا الهوس بدأ يخفت، وربما هو الذي أدى إلى ظهور أعمال عربية مقتبسة من الدراما التركية، وأظن أن الدراما العربية المستوحاة من التركية بدأت تأخذ مكان الدراما التركية.
* استلهام القصص من الدراما التركية هل يعزز الوجود العربي، أم هو دليل على شح الأفكار العربية؟
- هذا الجانب وجد الكثير من النقد في العالم العربي، إلا أن الأعمال التركية لاقت نجاحاً بين الناس، لكن ذلك لا ينفي أهمية النصوص التي كتبت بأفكار عربية، وكل الأفكار موجودة، ولكل فكرة جمهورها، وفي النهاية العمل الناجح الذي توجد فيه كل مقومات النجاح سيلقى نجاحاً ورواجاً، سواء كان مستلهماً من الدراما التركية أو كان كاتبه عربياً.
* قلت إن نجوميتك بدأت بين عمر الـ30 و40.. لماذا تأخرت شهرتك رغم أنك دخلت الفن منذ صغرك؟
- ليس للشهرة عمر معين، ولا أحد يعرف متى يمكن أن يحقق النجومية. وهناك كثير من الفنانين حققوا النجومية في سن متأخر. المهم أن الجمهور العربي أحبني، وقدر أعمالي، بغض النظر عن العمر.