#صحة
زهرة الخليج - الأردن 19 أكتوبر 2022
يجهد جميع الآباء والأمهات في الحفاظ على صحة أبنائهم ووقايتهم من الإصابة بأي مرض، ولا يبخل أي منهم في بذل الغالي والنفيس لعلاج فلذات اكبادهم وانقاذهم من أي مرض.
ولكن وبكل آسى فإن بعض الأمراض يشكل مجرد ذكر اسمها رعباً كبيراً ويخافها الجميع، ومن هذه الأمراض التي قد لا يعرفها الكثيرون، ما يسمى بـ "متلازمة موبيوس" التي ترافق الأطفال ويصابون بها منذ الولادة وتسبب شللاً كاملاً للوجه ولا يستطيع الطفل المصاب بها تحريك أي جزء منه.
ورغم أنها تعتبر من الأمراض النادرة٬ إذ أنها تصيب ما بين طفلين إلى عشرين طفلاً من كل مليون٬ إلا أنها تبقى من تلك الأمراض التي تشغل بال الأهل ويخشون إصابة أبنائهم بها كونها تعتبر من الأمراض المؤلمة التي قد لا يوصف علاج لها أبداً.
ومن أكثر الأعراض إيلاماً التي تتسبب بها هذه المتلازمة هي أن المصابون بها عاجزون تماماً عن تحريك أي عضلة أو جزء من وجوههم، وهو ما يجعل الآخرون يشعرون بأنهم غير طبيعيون، أو أنهم يعانون من أمراض عقلية ونفسية، رغم أن قدراتهم العقلية تعتبر كاملة، وهو الأمر الذي يسبب اثراً سلبياً لديهم ولدى ذويهم، وقد يؤدي بذويهم لعزلهم وعدم إظهارهم أمام الناس خوفاً من تنمر الآخرين واستهزائهم بهم.
اكتشاف المرض وأسبابه
يعزي الطبيب الألماني "بول جوليوس موبيوس" الذي اكتشف هذا المرض منذ زمن طويل، وتحديداً في العام 1888، سببها لعدم اكتمال نمو الأعصاب التي تتحكم بحركة العينين والجفنين والفم٬ مشيراً إلى أن أغلب المصابون بهذه المتلازمة عاجزون عن البلع ايضاً.
ويقول الطبيب الألماني أن عدم نمو العصبين السادس أو السابع هم السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بـ"موبيوس"، إذن أن العصب السابع يعتبر مسؤولاً عن تعبيرات الوجه بشكل عام فيما يختص العصب السادس بتحريك العينين.
ومن النتائج السلبية لهذه المتلازمة أن الطفل لن يستطيع الرضاعة، ولا البلع، ويبقى عاجزاً عن إغلاق عينيه كما أن الأهالي لن يعرفوا وقت بكائه أو ضحكه فجميع التعابير واحدة منذ لحظة الولادة.
كما يسبب هذا المرض نمو الأسنان بطريقة متداخلة وغير صحية، ويبقى الطفل عاجزاً عن النطق بشكل كامل بسبب عجزه على تحريك فكيه.
ولهذه المتلازمة آثار أخرى تنتج عنها٬ فالعجز عن فتح الفك والتحكم به يؤدي لتسوس الأسنان وتلفها وتآكلها، وغالباً من تعاني قرنية العين من الجفاف كون الضوء يدخلها باستمرار٬ كما أنها قد تؤدي إلى الجفاف بسبب عدم القدرة على المضغ او الرضاعة وغالباً ما يستعان عن ذلك بالمغذيات التي يتم منحها للطفل.
ليس هذا فحسب٬ فالمصابون بهذه المتلازمة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بمتلازمة أخرى تدعى "متلازمة بولاند" تؤدي لتشوهات كبيرة في الأصابع ومنطقة الكتفين والصدر.
إلا أن الكارثة الأكبر أنه لم يتم اكتشاف أي علاج لـ"متلازمة موبيوس" ويستعان عنه بمنح المريض بها بعض العلاجات الجانبية وإجراء بعض العمليات التي من شأنها تصحيح البصر وإيلاء الطفل عناية خاصة جداً كونه يعتبر بحالة عجز كاملة.
إقرأ أيضاً: واجهيه بكلمة: «أنا الأقوى»