#صحة
زهرة الخليج - الأردن 19 سبتمبر 2022
تشكو معظم الأمهات ضعف شخصية أطفالهن، مقارنة بالأجيال السابقة.
وترد الأمهات السبب إلى اختلاف طريقة التنشئة حالياً مع اختلاف الزمن وتطوره، وزيادة مساحة انشغال الأطفال بعوامل اللهو الكثيرة، التي لم تكن متوفرة ومتاحة بهذه السهولة في أزمان سابقة، فضلاً عن تأثيرات جائحة "كورونا"، التي أصابت العالم لعامين متتاليين تقريباً، ما أجبر الأطفال على الانكفاء في بيوتهم خوفاً من الفيروس، لم يكن أمامهم سوى الأجهزة اللوحية لقضاء الوقت أمامها، ما ساهم في ضعف شخصياتهم، لعدم تواصلهم مع العالم الخارجي بشكل طبيعي.
وعادة، يتعلم الطفل من والديه التصرفات، فهو لن ينجذب إلى أسلوب التأثير المباشر، مثل: افعل هذا الشيء أو لا تفعله. فالطريقة المثلى لتعليم الطفل، هي رؤيته بشكل عام طريقة تعامل والديه في المنزل، فهو في سنواته الأولى يقلدهما في المشي والحركة والجلوس وطريقة التحدث، وهذا معروف.
ولا يجب علينا أن نظن أن الطفل محدود الإدراك، بل هو ذكي وقوي الملاحظة، وسيقلد كل تصرفاتك السلبية قبل الإيجابية. لذا، حتى يقوى عود طفلك؛ عليك أن تكوني طبيعة في تصرفاتك، وأن تقومي دائماً بالخيار الصحيح، لأن عين طفلك تحاصرك أينما ذهبت ومهما فعلت، فهو يتعلم ويقوم برد فعل بناء على ما يرى.
ودعونا نتفق جميعاً أن أبناء الجيل الحالي، الذين يعايشون التطور ولا يكتفون بتلقي المعلومة من البيت والمدرسة فقط، لا تستوعب عقولهم ما يخبرهم به الآباء أو مدرسوهم، فهم بفطرتهم يدركون أن الكثير من الأشياء يجب أن يكتشفوها بأنفسهم، وهي طريقة جيدة لتقوية شخصية الطفل وفصله عن العالم الافتراضي، الذي يفضل أن يعيش به، فتشجيع الأطفال على الاختلاط بزملائهم في المدرسة وإقامة علاقات صداقة معهم، وتسجيلهم في الأنشطة الرياضية والبدنية، وتخطيط برنامج غير منهجي موازٍ لدراستهم، كلها خطوات تساعد في تنشئتهم لمواجهة واقع الحياة رويداً رويداً.
جربوا مع أبنائكم طريقة الثناء والتشجيع على ما يقومون به من أفعال إيجابية.
ومن الممكن مكافأتهم على الحصول على علامات كاملة في الامتحانات المدرسية، وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم التي تنمي حواسهم، مثل: الرسم والموسيقى والرياضة والشطرنج، عبر توفير أدوات ملموسة وحسية، تساعدهم على التطور والإبداع من خلال الاختلاط بالآخرين.
فالأطفال يحبون سماع الثناء والإشادات وعبارات التشجيع، حتى لو أخفق مرة أو مرتين، فعليهم أن يدركوا أيضاً أن الحياة ليست وردية بالكامل، ففيها الأمور السعيدة والأمور السيئة كذلك.
وأهم ما يجب التنبيه إليه، هو ألا يشعر طفلك بالخوف من مواجهة ما لا يعرفه، فهذا الشعور يساهم في انغلاقه على نفسه وعلى شخصيته، لذلك يفضل دائماً الانزواء في غرفته مع جهازه اللوحي الذي يستطيع من خلاله تشكيل العالم الذي يرغب به. لذا، يجب تشجيع الطفل على التعرف على الأشياء التي يعرفها، وتعتبر جديدة بالنسبة إليه، ومن الضروري أن يحظى، دائماً، برعاية والديه.
إقرأ أيضاً: إهمال الأطفال.. خطر يحيط بهم وذنب يلاحق الآباء