#صحة عامة
زهرة الخليج - الأردن 31 أغسطس 2022
يميل الكثير من الناس للنوم لوقت أقل، بسبب رغبتهم بالسهر لأوقات متأخرة دون مراعاة احتياجات أجسامهم للراحة، خاصة أولئك الذين يستيقظون مبكراً للذهاب إلى أعمالهم.
كما يتشارك في عادة السهر أكثر والنوم أقل، طلاب المدارس والجامعات الذين يقضون ساعات طويلة أمام أجهزتهم اللوحية، مفضلين السهر على النوم، حتى إن كانت تنتظرهم مهام عليهم إتمامها في صباح اليوم التالي.
لكن دراسة نشرتها مجلة "PLOS Biology"، تؤكد أن قلة النوم تسبب انخفاض نشاط الدماغ، وتصعب مهمة الإدراك، حيث يضعف الحرمان من النوم نشاط شبكة الدماغ الإدراكية الاجتماعية، المعروفة بأنها أكثر نشاطاً أثناء السلوكيات الاجتماعية المؤيدة.
وضعف الإدراك الإيجابي للدماغ ينعكس سلباً على الرغبة بمساعدة الآخرين من جانب، ويجعلهم أكثر شراسة في التعامل وتقدير الأمور من جانب آخر.
كما أشارت الدراسة إلى أن قلة النوم مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب والسكري وارتفاع ضغط الدم، والوفيات بشكل عام. وتظهر هذه النتائج الجديدة أن قلة النوم تضعف، أيضاً، ضميرنا الاجتماعي، ما يجعلنا نتراجع عن رغبتنا في مساعدة الآخرين. وتضيف نتائج الدراسة الجديدة مجموعة متزايدة من الأدلة، التي تثبت أن النوم غير الكافي لا يضر فقط بالصحة العقلية والجسدية للفرد، لكن أيضاً يعرض للخطر الروابط بين الأفراد، وحتى مشاعر الإيثار لأمة بأكملها.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، إيتي بن سيمون، أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، إنه على مدار العشرين عاماً الماضية، اكتشف هو وفريقه ارتباطاً وثيقاً للغاية بين صحة نومنا، وصحتنا العقلية، ويقول بن سيمون: "في الواقع، لم نتمكن من اكتشاف حالة نفسية رئيسية واحدة، يكون فيها النوم أمراً طبيعياً".
ونتائج الدراسة الجديدة توضح أن قلة النوم لا تلحق الضرر بصحة الفرد فحسب، بل تقوض التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد. علاوة على ذلك، تقوض نسيج المجتمع البشري نفسه.
وقيمت الدراسة تأثير قلة النوم على استعداد الناس لمساعدة الآخرين. ووضع العلماء 24 متطوعاً، يتمتعون بصحة جيدة في جهاز تصوير وظيفي بالرنين المغناطيسي (fMRI)، لفحص أدمغتهم بعد ثماني ساعات من النوم، وبعد ليلة من عدم النوم. ووجدوا أن مناطق الدماغ التي تشكل شبكة العقل، والتي تتفاعل عندما يتعاطف الناس مع الآخرين، أو يحاولون فهم رغبات واحتياجات الآخرين، كانت أقل نشاطاً بعد ليلة بلا نوم. وفي مرحلة لاحقة، تتبع الباحثون أكثر من 100 شخص عبر الإنترنت، خلال ثلاث أو أربع ليالٍ. وخلال ذلك الوقت، قاس الباحثون جودة نومهم، وكم من الوقت ينامون، وكم مرة استيقظوا، ثم قيموا رغبتهم في مساعدة الآخرين، مثل: فتح باب المصعد لشخص آخر، أو التطوع، أو مساعدة جريح غريب في الشارع.
وخلصت الدراسة إلى أن انخفاض جودة نوم شخص ما من ليلة إلى أخرى ينبئ بانخفاض كبير في الرغبة بمساعدة الآخرين. وأولئك الذين يعانون قلة النوم في الليلة السابقة هم من أفادوا بأنهم أقل استعداداً وحرصاً على مساعدة الآخرين في اليوم التالي.
إقرأ أيضاً: الشاي.. مذاق شهي ولذيذ ومفيد للصحة