#صحة
زهرة الخليج - الأردن 23 يوليو 2022
متلازمة كوفاد ليست حالة طبية، ولا تستلزم التدخل الطبي على الإطلاق، فقد تكون أقرب لحالة عاطفية، لا يمكن وصفها بالنادرة فهي شائعة حقاً، ويطلق عليها البعض اسم "ألم التعاطف"، ولهذا الألم أعراض جسدية ونفسية تصيب أحدهم عندما يشاهد انزعاج أو ألم شخص يحبه.
وتعتبر الحالة الأكثر شيوعاً في هذه المتلازمة هي حمل المرأة، إذ يشعر زوجها في بعض الحالات بأنه يتقاسم تعبها وألمها.
هل فعلاً نشعر بألم لم يصبنا؟
يشير بحث نشرته المجلة الأميركية لصحة الرجال أن نسبة كبيرة تصل لغاية 72% من الآباء يعانون "متلازمة كوفاد"، خاصة أولئك الذين ينتظرون مولودهم الأول.
وتطرق البحث كذلك للعديد من القصص الحقيقية، التي اعتقد فيها الأفراد أنهم يعانون الألم في مواقف مختلفة، وهو أمر يستحق التفكير في العلم، للمساعدة في تفسير هذه الظاهرة رغم أن هذا الألم لم يشكل أي خطر على أولئك الذين شعروا به.
وكما أسلفنا سابقاً، لا تصنف هذه المتلازمة بأنها حالة مرضية، إلا أن الطبيب النفسي قد يكون قادراً على المساعدة في التعامل مع هذه المشاعر التي تسبب آلام التعاطف.
وكانت جامعة برمنغهام البريطانية قد نشرت عدداً من الأبحاث عن هذه المتلازمة، وأشار معظمها إلى أنه من الممكن أن يشعر الآخرون بألم يتجاوز مجرد التعاطف عند الإصابة بتلك المتلازمة.
ونظراً إلى ارتباط الألم غالباً مع الحامل، وإصابة الأزواج بها، يكون هذا الانزعاج أكثر شيوعاً خلال الثلث الأول والثالث من الحمل. ويُعتقد أن مشاعر التوتر، وكذلك التعاطف، قد تلعب دوراً محورياً في ذلك.
رغم أن التعاطف مع المرأة الحامل شكل النسبة الكبرى للذين عانوا هذه المتلازمة، فإنه لا يمكن حصر هذه المتلازمة بالتعاطف مع الحمل والولادة، فالأشخاص الذين يمتلكون روابط عاطفية عميقة مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، الذين قد يمرون بتجربة غير سارة أو مؤلمة.
المفاجأة الكبرى أن هذه الآلام قد تحدث مع الغرباء، ومع أشخاص لا نعرفهم مثل أن ترى شخصاً يعاني ألماً جسدياً وتتعاطف معه بشده، وتصيبك أحاسيس ألم مشابهة لألمه، رغم عدم معرفتك به.
أسبابها؟
لاتزال أسباب الشعور بهذا الألم غير معروفة، ولا يوجد لها أي تفسير علمي دقيق وواضح، ويشير موقع Healthline للصحة والطب إلى أن متلازمة كوفاد، وأنواعاً أخرى من آلام التعاطف قد تكون نفسية، وأنها تكون أكثر وضوحاً لدى الأفراد الذين يمتلكون تاريخاً من اضطرابات المزاج والحالات النفسية الأخرى.
يُعتقد أن التعاطُف يلعب دوراً أساسياً في تطوير متلازمة كوفاد، وغيرها من حالات ألم التعاطف، فغالباً يكون الشخص الأكثر تعاطفاً بشكل طبيعي مع مجريات الأمور والأشخاص من حوله أكثر عرضة للشعور بآلام الآخرين الفعلية، عندما يشعرون بالألم أو عدم الارتياح البدني والنفسي.
وغالباً تزول أعراض هذه المتلازمة فور زوال مسببها. على سبيل المثال، ينتهي الشعور بالألم لدى شخص متعاطف مع آخر يعاني مرضاً معيناً فور شفائه منه، إلا أن الذين يعانون تكرار هذه المتلازمة بشكل كبير وغير مبرر، عليهم مراجعة الطبيب النفسي؛ لمعرفة أسباب هذا الشعور الدائم.
إقرأ أيضاً: هدايا الآباء قد تكون خطيرة على صغارهم.. فاحذروها!