ضحى السعفي 9 ابريل 2021
رسمت الحياة للإعلامية والممثلة التونسية ثريا العمري دروباً كثيرة، أجادت في السير فيها، حتى وصلت بـ(الكاريزما) والذكاء إلى قلوب الجمهور. وإلى جانب تألقها وازنت بين واجباتها الفنية والإعلامية والاهتمام بعائلتها، فورث طفلاها، قصي وفطيمة، منها بذور الإبداع فنمتها هي بالرعاية والاهتمام. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» نتعرف أكثر على رؤيتها لما تقدمه، والدور الذي كانت تتمنى تجسيده، وكيف توزع وقتها على أدوارها المختلفة في الحياة، كما تكشف لنا عن خطواتها المقبلة.
• انطلقت من برامج المنوعات لتقديم برامج اجتماعية وأسرية، أين تجدين نفسك؟
- أجد نفسي في البرامج التي تقدم محتوى مفيداً للجمهور، مهما كانت توجهاتها، فخلال تجربتي مثلاً في برنامج (كل الناس)، لاحظ الجمهور أنني أسعى لتقديم الفائدة بجانب الترفيه، وهذه سياستي التي يعرفها عني الجميع. وكوني متمهلة في اتخاذ خطواتي، دائماً ما أسعى لأن تكون الخطوة المقبلة أكثر احترافية من جميع النواحي، لذلك تجدونني متنقلة بين الإعلام والفن، فهما وجهان لعملة واحدة تعني الإبداع.
• تشكلين مع طفليك قصي وفطيمة، مثلث فني متقارب، فغالباً ما نراكم معاً، فهل يحتميان بخبرتك أم بشهرتك؟
- إذا كان القصد من السؤال أنهما يمثلان معي بلا موهبة، فهذا شيء غير صحيح، والدليل أن (قصي) مثلاً دخل الساحة الفنية كممثل قبلي، ونال عن دوره في فيلم (يمين يسار)، عدة جوائز في المهرجانات التي شارك فيها الفيلم، في العالمين العربي والأوروبي، لكنني لا أنكر أنني من الأساس كنت راغبة في دخوله وشقيقته فطيمة في درب الفن، لأنني كأم وصاحبة خبرة فنية وإعلامية وجدت بهما، القدرات التي تؤهلهما للنجاح، ولذلك بدأت بهما عن طريق الإعلانات التجارية، بعد اجتازهما اختبارات الأداء والقبول، وبالتأكيد شركة الإنتاج لا تنتج إعلانات تصرف عليها مبالغ طائلة بالواسطة، بل تنتج لأصحاب المواهب.
• كيف تنسقين بين دورك كأم، وحياتك الفنية؟
- أحاول بكل ما أوتيت من قوة التوفيق بين عائلتي وعملي في مجال التقديم التلفزيوني، خاصة أن المسؤوليات كبيرة والتوفيق بينهما هو من أكبر التحديات اليومية التي تعترضني، فالأمومة مثل أي عمل إبداعي، لكنني أحظى بدعم من عائلتي الذين يساندونني.
نجاح ونقد
• يلاقي البرنامج التاريخي الديني (آية وحكاية) نجاحاً لدى الجمهور، فعلى ماذا تقوم فكرته؟
- نتناول في كل حلقة قصة حياة أحد الرسل والأنبياء بطريقة سردية معلوماتية، ويرافقني في التقديم ابناي قصي وفطيمة، ودورهما في الحلقة طرح الأسئلة التي قد تتبادر إلى ذهن المشاهدين، والتوقف عند المواقف الملهمة لشرحها وتسليط الضوء عليها.
• كيف تحضرين القصص التي تلقينها في البرنامج؟
- نبدأ ببحث معمق حول قصة النبي الذي ستتناوله الحلقة، لأن تناول حياة وقصص الأنبياء والرسل ليست بالأمر السهل أو الهين، بل يتطلب دقة كبيرة في طرح المعلومات، ولذلك كل حلقة تتطلب مني أكثر من 100 ساعة عمل وبحث، خاصة أنني أحاول جذب الصغار والكبار في آن واحد لمشاهدة البرنامج، وأتطلع إلى أن يكون المحتوى عميق ويحمل الكثير من المعلومات والقصص الملهمة التي يمكن أن تشكل مرجعاً للمشاهد.
• ما سبب تعرض البرنامج للنقد؟
- بصراحة يزعجني اعتراض بعض الناس على مظهري في البرنامج، فالكثير من المشاهدين ينتقدون عدم ارتدائي للباس الشرعي، ومع احترامي الشديد لآراء المتابعين، أنا أطلب منهم التركيز على المعلومات الواردة في الحلقة، وسماع القصة ومحاولة الاستفادة منها، أكثر من التركيز على المظهر الذي أجد أنه يتماشى مع ما نقدمه.
• هل من أعمال تحضرونها لموسم شهر رمضان؟
- يقوم قصي حالياً بتصوير دوره في الجزء الثاني من المسلسل التونسي الجزائري (مشاعر)، الذي نال شهرة واسعة ولاقى استحسان كبير من المشاهدين في موسم رمضان الماضي، والمفاجأة أنني سأظهر في العمل هذا العام، كما أن فطيمة ستشارك أيضاً في عمل تلفزيوني آخر سيعرض في شهر رمضان المبارك.
• قصي نال جائزة أفضل ممثل طفل في تونس، فهل هذا يحملكم مسؤولية أكبر مستقبلاً؟
- بالتأكيد، فالاستمرار في النجاح هو أصعب من النجاح بحد ذاته، وقصي ممثل مجتهد، ورغم صغر سنه إلا أنه يحرص على تطوير أدواته في التمثيل وحريص على حفظ دوره والالتزام بتوقيت الحضور وهي صفات تقود للنجاح حتماً.
شهرة ونجومية
• كيف ترتبين وقتك بين دراسة أولادك النجوم وبين وعملهم؟ ومتى تزعجك نجوميتك ونجومية أطفالك؟
- الدراسة تتصدر سلم أولوياتي وأحاول دائماً ألا أهدر أي ساعة من ساعات اليوم من دون عمل معين، فكتب أولادي يرافقونني أينما ذهبت، وفي أي وقت مستقطع أثناء التصوير نقوم بحل الدروس والحفظ، وأساعدهما في ذلك كلما سمحت الفرصة. أما بالنسبة للنجومية فهي في الحقيقة لم تصل إلى حد الإزعاج، فقط ما يزعجني أحياناً هو محاولة البعض اقتحام حياتي الشخصية، من ناحية أخرى الشهرة ساعدتني في الكثير من الأشياء الحياتية العادية.
اقرأ أيضاً: هنادي مهنا تطلب الدعاء لأسرتها
• ما الأعمال التي حلمت بأن تؤديها؟
- لا أخفي أنني كنـــــت أحلم بتقديم دور (هيام) فــــــي مســـــلسل «حريم السلطان» حيث سحرني الدور، وتمنيت أن أكون أنا بطلته، تأثرت بشخصيتها إلى حد كبير، وأعتبرها ملهمتي.
• كونك نجمة برامج منوعات في تونس، ما تقييمك لبرامج المنوعات الموجودة على الساحة العربية حالياً؟
- تحاكي معظم برامج المنوعات العربية تطلعات المشاهد العربي، وأنا متابعة وفيه للكثير من البرامج وخاصة برامج مثل (هذا أنا) على قناة أبوظبي، كما أن قصي وفطيمة مغرمان بمشاهدة ناشيونال جيوغرافيك العربية.
• أخيراً.. هل من شخصية فنية أو إعلامية لعبت دوراً في تغيير مسار حياتك أو تقدمك؟
- منذ صغري أتابع الإعلامية الكبيرة صفاء أبو السعود، فأنا أعشقها وأتابعها فهي إعلامية وفنانة شاملة تحمل كل معاني الإنسانية وتبث الطاقة الإيجابية أينما حلت، وشرف لي عندما يلقبونني في بلدي بأنني «صفاء تونس».