#صحة
رحاب الشيخ 18 يونيو 2020
فرض وباء كورونا المستجد «كوفيد 19» على الناس حول العالم المكوث في منازلهم، للحد من انتشار العدوى بالفيروس. وقد يصعب على المرء أن يرى كل هذه الأحداث تتكشف أمامه من دون أن يتملكه الحزن وتتقلب حالته المزاجية والنفسية.
الدكتورة فيدرانا ملادينا، أخصائية علم النفس السريري وقائدة فريق الاستشارة في المركز الصحي بجامعة نيويورك أبوظبي، والمرخصة من وزارة الصحة النمساوية ودائرة الصحة – أبوظبي، تحدد لـ «زهرة الخليج» أسباب التقلب المزاجي وكيفية تجنبه.
التغير المفاجئ
توضح فيدرانا المقصود بـ«التقلبات المزاجية»، قائلة: «التقلبات المزاجية هي التغير المفاجئ والكبير في المزاج خلال فترة زمنية قصيرة، ومن دون وجود محفز واضح، كأن ينتقل الشخص من الشعور بالفرح الشديد إلى الحزن الشديد أو من الهدوء الشديد إلى الشعور بالاضطراب الشديد».
وعن أسباب التقلبات المزاجية، وكيف تؤثر العزلة في تلك الحالة، توضح: «في الوقت الحالي أصبحنا جميعاً أكثر إدراكاً لذواتنا ولحالتنا المزاجية، إذ إن حياتنا أصبحت أقل ديناميكية، ولم يعد لدينا الكثير من عوامل التشتيت لإبعادنا عن التركيز على حالتنا المزاجية، الأمر الذي يجعل من التركيز الإضافي على المزاج وحده عاملاً أساسياً يحفز شعورنا بتقلبات المزاج، خلال هذه الظروف الحالية من العزلة الذاتية. كما أننا في الوقت الحالي نحاول التعامل مع حالة من عدم الاستقرار العالمي بسبب «كوفيد 19» الذي يجعلنا نعيش في انتظار المجهول، الأمر الذي يزيد من الاضطراب العاطفي ويؤدي إلى تقلبات المزاج».
السعادة والحزن
هل يمكن للشخص التعرف إلى تقلبات المزاج؟ تجيب فيدرانا: «ملاحظة حدوث تغير مفاجئ وحاد في الحالة المزاجية.. ممكن، كأن يشعر الشخص بالسعادة الشديدة، لتتبدل بعد ذلك حالته المزاجية ليشعر بالحزن الشديد في فترة زمنية قصيرة، من دون وجود سبب محدد، هو مؤشر إلى أن الشخص يعاني تقلبات المزاج.
الشعور بالغضب
ترى فيدرانا أن الشعور بالغضب أو الانزعاج الشديد أمر طبيعي في ظل الظروف الحالية، مضيفة: «يجب أن نسمح بحدوثه أيضاً، حيث إن المشاعر السلبية مثل الغضب والإحباط، هي رد فعل طبيعي على الأزمة الراهنة والظروف التي يمر بها العالم حالياً. وذلك يرجع في الأساس إلى عجز الشخص المستمر لمحاولة السيطرة على حياته والظروف التي يمر بها، وكذلك بسبب عدم القدرة على وضع الخطط والشعور بالعجز بشكل عام».
المشاعر مسموحة
عن الوصفة المناسبة للتعامل بشكل أفضل مع تقلبات المزاج، تقول فيدرانا: «يجب أن نعمل على ملاحظة وتصنيف مشاعرنا وأن نسمح لأنفسنا بالشعور بها مهما كانت، حيث إن كل أنواع المشاعر مسموحة في هذا الوقت».
وتؤكد أهمية أخذ استراحة قصيرة والتركيز وممارسة تمارين التنفس وإعادة الهدوء والسلام الداخلي للنفس، والعمل على استعادة الاستقرار العاطفي وتنظيم المزاج هو إجراء مفيد يمكننا القيام به للحد من تقلبات المزاج.
حالة الهدوء
توجه فيدرانا رسالة إلى الناس الذين يعانون نوبات شديدة من السعادة أو الحزن أو الغضب، قائلة: «المشاعر جزء لا يتجزأ من نسيجنا البشري، وهي مؤشرات ومرايا تعكس ما يحدث حولنا وداخلنا، وفي مثل هذه الظروف غير الاعتيادية، فإنه من الممكن أن تنتابنا المشاعر بأقصى درجاتها، ويجب علينا عدم تجاهل مشاعرنا والسماح لأنفسنا بالشعور بها بجميع مستوياتها وأنواعها، وبغض النظر عن مدى الاضطراب النفسي، يجب أن نتأكد دائماً من قدرتنا على العودة لحالة الهدوء».