#ثقافة وفنون
وام 19 يونيو 2019
وفتح المسرح أبوابه للجمهور مجدداً بعد انتهاء أعمال الترميم والتجديد الشاملة التي استمرت لسنوات بتمويل من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي. فيما أطلقت الحكومة الفرنسية اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على المسرح تقديراً وعرفاناً بمساهمة دولة الإمارات في إحياء هذا الصرح التاريخي العريق.
تأتي أعمال ترميم المسرح وإعادة الحياة لهذا الجزء المهم من تاريخ فرنسا في إطار اتفاقية تعاون ثقافي بين إمارة أبوظبي والحكومة الفرنسية تم توقيعها عام 2007 وتضمنت إنشاء اللوفر أبوظبي ومبادرات دولية منها انعقاد المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر عام 2016 في أبوظبي وتأسيس التحالف الدولي لحماية التراث الثقافي في مناطق النزاع "ألف".
واكتملت المرحلة الأولى من أعمال الترميم في شهر أبريل 2014 وشهدت تجديد قاعة المسرح الرئيسية بمشاركة 25 خبيراً و135 حرفياً عملوا على استعادة تصميماته الداخلية وديكوراته الأصلية. بدأت المرحلة الثانية خلال شهر يونيو 2017 وشملت تركيب وتثبيت الآلات والأنظمة التشغيلية وصيانة الأرضيات وتجديد زخارف المقصورات العلوية وخشبة المسرح التي أقيم فوقها أهم الأعمال المسرحية وعروض الأداء الفرنسية.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن "افتتاح هذا المسرح التاريخي في قصر "فونتينبلو" الذي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" يعد تجسيداً حقيقياً للتعاون الوطيد بين المؤسسات الثقافية من أجل الحفاظ على التراث وهي ركيزة علمنا إياها مؤسس دولة الإمارات المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ويترجم أيضاً عمق العلاقات الدبلوماسية التي تربطنا بأكثر من 187 دولة حول العالم نجحت خلالها الإمارات في بناء منظومة متكاملة لمستقبل واعد. كما يعكس حرص دولة الإمارات على صون المواقع التراثية والثقافية حول العالم".
ويعتبر مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - "مسرح قصر فونتينبلو الإمبراطوري" في باريس، الذي صممه هيكتور ليفيول للعائلة الحاكمة بين عامي 1853 و1856، أحد روائع العمارة في عهد الإمبراطورية الفرنسية الثانية. ولم يستخدمه الإمبراطور نابليون الثالث سوى بضع مرات فقط ثم أغلق أبوابه لما يزيد عن قرن من الزمان وهو ما حافظ على حالته الأصلية. ومع افتتاحه للجمهور عقب أعمال الترميم والتجديد، يمثل "مسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان" اليوم متحفاً لفنون الأداء والفنون الزخرفية في عصر الإمبراطورية الفرنسية الثانية.
وسكن قصر فونتينبلو، الذي أدرجته اليونسكو على قائمتها لمواقع التراث العالمي، 34 ملكاً وإمبراطوراً فرنسياً ويحتضن 1530 قطعة أثرية وفنية وأثاثاً نادراً.
وشهد القصر لحظات تاريخية فارقة أبرزها توديع نابليون الأول حرسه وحاشيته قبل ذهابه إلى المنفى. وعبر إدخال تعديلات على هيكل القصر بما في ذلك توسيع المدخل المرصوف بالحصى بحيث يتسع لمرور عربته الإمبراطورية، ساعد نابليون على رسم ملامح صورة القصر الحالية.
وكان قصر فونتينبلو أيضاً مقراً لبلاط ابن أخيه نابليون الثالث في الإمبراطورية الفرنسية الثانية ويضم حالياً الأكاديمية الفنية الأميركية لتعليم الفنون والهندسة المعمارية والموسيقى.