لاما عزت 5 يونيو 2018
آمنة، وموزة، ومهـرة، وعائشة الزعابي شقيقات شكل لهن عالم الفضــاء بغموضه وآفاقه الرحبة موضوعاً يستلهمن منه أعمالاً فنية رائعة، حيث استطعن أن ينقلن هذه الأجواء إلى لوحات وتذكارات من خلال تصاميم مبتكرة ومستوحاة من عالم الكواكب والمجرات. نتعرف إلى المزيد من تجربتهن من خلال هذا الحوار: عاشت الأخوات طفولة فنية متأثرة بوالديهن اللذين كانا من هواة الرسم وممارسيه، ومن عمق هذه البيئة المحفزة بدأ اهتمامهن بالفنون، وعلى الرغم من انشغالهن بالدراسة، إذ إن عائشة ومهرة لا تزالان تدرسان في الجامعة، أما آمنة وموزة فقد تخرجتا فيها وتعملان، إلا أنهن واصلن شغفهن بالفنون المتعلقة بالفضاء، فجمعيهن يبدعن في مجال التلوين بالطلاء ويرسمن لوحات بالألوان الزيتية والإكريلك والألوان المائية، عائشة تركز على التلوين، خاصة في مجال الفضاء الخارجي وتجيد التصميم الجرافيكي، مهرة تعشق التصوير والتلوين بطريقة دقيقة بالألوان الخشبية وموزة تصور فيديوهات مسرعة بتلوينها بوسائل عدة وترسم شخصيات بطريقة معبرة، ومن أنامل آمنة تولد تصاميم مبدعة للهدايا والتذكارات، إذ تجيد الأعمال اليدوية كالكروشيه وتنسيق الهدايا الذي أتقنته منذ طفولتها. عشق تقول آمنة: «منذ طفولتنا ونحن نعشق الفضاء، ولقد التقينا جميعاً نحن الأخوات على هذا الشغف، فكثيراً ما كنا ننتهز الفرص للتحديق في الفضاء، ومتابعة النجوم والتعرف إلى الأسماء والتشكيلات المختلفة لها، وانعكس ذلك على هواية الرسم والتصوير التي كنا نمارسها». اهتمام نادر تنفي موزة أن يكون اهتمامهن بالفلك والفضاء غريباً ولكنها تؤكد: «لطالما كان الفضاء مصدر إبهار وتساؤل للبشر منذ عصور قديمة، قد يكون تناوله في مواضيع فنية نادراً، لكنه بلا شك مصدر إلهام للكثير من الفنانين، وعلى الرغم من أننا لم ندرس الفنون بصورة أكاديمية، فقد تركزت دراستنا الجامعية على علوم الجيولوجيا والهندسة، إلا أننا قمنا بتطوير هذه الهواية وصقلها من خلال التعلم المستمر لفنياته من خلال الدورات المتاحة ومشاركتنا في بعض المعارض». فهم الكون أما عائشة فتوضح: «يتركز المشروع على فكرة أن الفضاء الخارجي بالنسبة إلى كياننا هو العالم بأكمله، الطبيعة من حولنا، الأشخاص، القمر والنجوم، ورأينا أن نسهم برسومات تُسهّل على عامة الناس فهم الكون وظواهره وأسراره وتصميم نماذج جديدة في الشكل واللون كتذكارات وهدايا تجذب أي شخص محب للفضاء». تلتقط مهرة أطراف الحديث لتضيف: «هدفنا من خلال هذه الأعمال أن نشارك الناس حبنا للفن والفضاء وجمال العالم من حولنا من ناحية تناغم الألوان والأشكال والظلال وإعطاء الناس فرصة للنظر إلى العالم من وجهة نظر مختلفة، إضافة إلى إيصال المشاهد الفلكية إلى عيونهم، كالنجوم، والمجرات، والكواكب». تحدِّ وطموح وعن التحدي الذي يقابله الفنان في تنفيذ أعمال فنية تُجسد مشاهد الكون وظواهره العديدة تقول آمنة: «هذا النوع من الرسم كغيره يحتاج إلى كثير من الدقة والاهتمام بالتفاصيل، لكنه ليس بالسهل، خاصة أننا نستخدم فيه طرق الرسم التقليدية». لن تقف الأخوات عند هذا الحد فهن يطمحن للوصول إلى العالمية ويحصلن على العضوية كـ«رسام فلكي» في الرابطة الدولية للرسامين الفلكيين، وهي مؤسسة دولية تجمع بين الفن وعلم الفلك، كما يأملن أن تمكن هذه الأعمال الفنية التي ينتجنها عشاق الفلك من التمتع بمشاهد الفضاء فيما يرسمنه، كذلك الذين يبحثون دوماً عما يروي شغفهم عن الظواهر الطبيعية، إضافة إلى تعزيز حب الكون في قلوب الناس عامة.