سناء ثابت 29 أكتوبر 2019
المكان عبارة عن أنفاق تحت أرض دائمة التجمد، استعملت مخزناً كبيراً لحفظ الأغذية، لتتحول اليوم إلى متحف جليدي شهير، يعبر عن موروث المنطقة وثقافة سكانها، يعرف باسم «مملكة البرد الدائم».
يقع «متحف مملكة البرد الدائم» على بعد سبعة كيلومترات من مدينة ياكوتسكافي، في جمهورية ياكوتيا التي تُسمى أيضاً جمهورية ساخا في سيبيريا، وهي جزء من روسيا الاتحادية، وتبعد مدينة ياكوتسكافي مسافة 4885 كيلومتراً عن العاصمة موسكو. والمكان عبارة عن أنفاق تحت الأرض، تم حفرها في الحقبة السوفييتية بهدف تخزين كميات كبيرة من الطعام، فالحرارة في هذه الأنفاق تبقى تحت الصفر صيفاً وشتاء.
في عام 2008، تم تحويل الأنفاق إلى متحف ومزار سياحي فريد من نوعه، كل ما بداخله مصنوع من الجليد. فبدأ السياح يتقاطرون عليه مكتشفين تجربة سياحية فريدة من نوعها، لم يسبق أن عاشوها في أي مكان في العالم.
برودة مستقرة
يمكن للسياح أن يزوروا «متحف مملكة البرد الدائم» في أي شهر من شهور السنة، فتماثيله الجليدية لا تذوب أبداً حتى في فصل الصيف. وإذا كانت درجة الحرارة تنخفض في فصل الشتاء إلى (ناقص 10)، فإنها في فصل الصيف لا تزيد على (ناقص أربعة). ويعتبر هذا الأمر مدعاة فخر لأهل المنطقة، لأنه عندما تبلغ درجة الحرارة خارج الكهف (ناقص 50)، يمكن للمرء أن يأتي إلى الأنفاق للحصول على بعض الدفء في درجة حرارة تبلغ (ناقص 10) فقط.
سيد الجليد
يتألف «متحف مملكة البرد الدائم» من أنفاق تربط بين عدة صالات تعرض بها تماثيل جليدية ومقتنيات نادرة. يعرف المتحف بالتقاليد المحلية وتراث أهالي ياكوتيا، بما فيها الآلات الموسيقية، والطعام والأواني التي يستعملونها لطهوه، مقدمة في شكل منحوتات جليدية. بالإضافة إلى منحوتات أخرى تحكي قصة القنص وصيد الأسماك، وعربات التزحلق التي تجرها الكلاب والأيائل.في القاعة الأولى من المتحف يجد الزوار في استقبالهم «شيشخان» سيد الجليد، صاحب كرسي العرش المغطى بفرو الدببة، يلقي التحية عليهم، وأحياناً يقدم لهم مشروبات ساخنة بنفسه.
سيد الشمال
تعتبر القاعة الثانية أرض سيد الشمال، حيث تقول أسطورة محلية أن سيد الشمال نحت الكائنات الحية انطلاقا من الجليد، ثم بث فيها الحياة. في هذه القاعة، تتدلى من الجدران كتل جليد بلّورية مختلفة الأحجام والأشكال، هي في الأصل عبارة عن مياه جوفية، ومع تعرضها لأضواء مصابيح مختلفة الألوان تتحول هذه البلّورات إلى ديكورات رائعة تعطي رونقاً خاصاً للمكان.
قاعة الاحتفالات
تم تصميم قاعة الاحتفالات خصيصاً لتكون مكان إقامة الطقوس الدينية التي يعتقد أنها تطهر الإنسان وتباركه. وتتزين هذه القاعة ببجعات جليدية بيضاء، فهي ترمز إلى النقاء والطهارة في معتقدات أهل ياكوتيا، وإلى الإخلاص في الحياة الزوجية لدى بعض الثقافات الأوروبية.