#مشاهير العرب
ربيع هنيدي 4 ابريل 2019
نصف قرن من الإبداع والعطاء، و(51 عاماً) لا تنسى فيها نجمة المغرب «الدِّيفا» سميرة سعيد، رحلتها مع النجاح والتألق، ويكفيها فخراً أنها شاهدة على ثلاثة أجيال غنائية، حتى غدت آخر عمالقة الفن العربي، المتجددة بفكرها وموسيقاها مع أبناء الجيل، وربما لهذا جمعت بين (الأبيض والأسود)، وما هو «مودرن» في إطلالتها خلال جلسة التصوير الحصرية لـ«زهرة الخليج»، ودمجت بين الماضي والحاضر في أحدث حواراتها.
• تُزيّنين غلاف «زهرة الخليج» بالأبيض والأسود، ويُعيدنا هذا (اللوك) بالذاكرة لنماذج عالمية قدمت الفكرة ذاتها تقريباً، أمثال مارلين مونرو ومادونا.. فهل ترين نفسك مثل هذه الشخصيات؟
لم أفكر بهذه الطريقة، ولا أحب أن أقارَن بأحد، وكل هدفي أن أقدم أشياء مختلفة عن الآخرين، بالتالي عندما يكون للواحد منا تاريخ كبير، هنا يبحث عن التجديد في طريقة الظهور على صعيد الملابس والصور، ومن خلال أفكار مَن أعمل معهم، أمثال مدير أعمالي نضال، وطاقم العمل المحب لي، ولدت فكرة جلسة التصوير؛ لا سيما أنه تستهويني الأشياء القديمة التي تعود لزمن الأربعينات، الخمسينات، الستينات والسبعينات، من تصرّف وثقافة وطريقة ارتداء اللّباس.
• أنت مشوار (51 عاماً) من النجاح الفني.. فهل ترين أنك ستعيشين في ذاكرة الناس؟
لو سأتكلم عن نفسي، سأقول: بالتأكيد الفترة التي عشتها فنياً ستظل تجعلني بعد مماتي باقية في ذاكرة الناس ووجدانهم، وسيتذكرونها بأشكالها المختلفة، خاصة أني كنت مخلصة لمهنتي ولجمهوري، وعملت جاهدة لأحافظ على اسمي واحترامي.
نقطة التحول
• ذكرت أن فترة الأربعينات وحتى السبعينات كانت تستهويك. لكن، يُلاحَظ أن الذي تقدمينه الآن أقرب من حيث الشكل الموسيقي إلى ذائقة أبناء الجيل الحالي.. فكيف تكون ميولك في وادٍ وأعمالك في وادٍ آخر؟
لا يعني حُبّي للقديم ألا أكون مُعاصرة أو حديثة الفكر. فميولي شيء ورغبتي وحرصي على التطور الموسيقي شيء آخر، خاصة أني أشعر بأن لدي الطاقة والمخزون الكافيين لتقديم كل جديد ومختلف.
• هل كانت نقطة التحول في حياتك الفنية، بأن جلست وصارحت نفسك بالتوجه من لون «الكلاسيك» إلى «البوب»، واستبدال الجيل القديم بالجيل الحالي؟
هي ليست نقطة تحوّل؛ فالموضوع جاء مُتزامناً، أي عندما كنت أقدم «الكلاسيك»، كانت عيني على الجديد أيضاً.. فمثلاً لو اعتبرنا أغنيتي (جاني بعد يومين) من «الكلاسيكيات»، كنتُ إلى جانبها أقدم أغنيات أخرى لونها «روك» و«جاز»، في وقت لم تتجرأ فيه كثيرات من زميلاتي على خوض هذا الطريق، وربما لو أن أعمالي القديمة سُجّلت حينها بالإمكانات الراهنة، لبدت وكأنها وليدة الحاضر.
ضياع جيل
• نسمع عن مصطلحين: الأول يتمثل في (جيل العمالقة والزمن الجميل)، أمثال: أم كلثوم، عبد الوهاب، عبد الحليم، وديع الصافي، فيروز، وردة. أما الثاني فهو (جيل الشباب)، ويُمثله من يقدمون الأغنية الحديثة الدارجة حالياً.. وبين الجيلين هناك مطربون يمثلون جيلاً، أمثالك أنت، ماجدة الرومي، كاظم الساهر.. فهل ترين أن جيلك ضاع بين جيلين؟ وهل أنتم محسوبون على (جيل العمالقة) أم (جيل الشباب)؟
«مَفيش حَدّ بيضيع في الأجيال»، وكل جيل تستطيع أن تُقيّم تجربته بعد فترة من رحيله، ونحن لا نزال على قيد الحياة ونجتهد ونعمل، بالتالي بعد (30 عاماً) من رحيلنا، ستُدركون إذا كان لنا أثر في الأغنية أم أننا مررنا مرور الكرام، وفي نظري سنكون زمناً جميلاً لمن هم بعدنا، كما هو حال القدماء بالنسبة إلينا الآن. عُموماً، من تبقّى من الأصوات القديمة هنّ مطربات قليلات، لأن هناك من اعتزلن، ومن لم يستطعن إكمال المشوار، ومَن هن غير قادرات على مواكبة التطور الموسيقي.
• هل تعتبرين نفسك مطربة «الزمن الجميل» أم «الزمن الحديث»؟
لي أعمال من «الزمن الجميل»، من ضمنها «علّمناه الحب»، «مش حتنازل عنّك» و«جاني بعد يومين».. كما لي أعمال لا تزال إلى وقتنا الحالي.. فالجمهور من جيلي ومن هُم أصغر سنّاً يستمعون لها.
• ألا توجد تسمية مُباشرة لجيلك؟
أنا بدأت أواخر الستينات، وانطلقت أواخر السبعينات، ولا أزال موجودة حتى الآن، وأقدّم أشكالاً مختلفة من الغناء، وقد جئت بعد المطرب هاني شاكر «بشوَيّة»، وكنت في الفترة ذاتها تقريباً مع علي الحجّار، ميادة الحناوي وعزيزة جلال، وبعدي بثلاث سنوات بدأ عمرو دياب.. ومن خلال هذه المقابلة، أطلب من الجمهور وقرّاء «زهرة الخليج» اختيار اسم لجيلنا.
الدوكالي أبي
• هل نفهم أن عمرو دياب من جيلك؟
طبعاً من جيلي، فقد بدأ في الثمانينات، وأنا جئت إلى القاهرة عام 1977، وأول لقاء لي مع الجمهور المصري كان في برنامج «ليالي القمر».
• معنى ذلك أن كاظم الساهر، ماجدة الرومي ولطيفة من جيلك؟
هذا صحيح.. نحن جميعاً تقريباً من الجيل ذاته، ومعنا أيضاً محمد عبده، عبد الله الرويشد، عبادي الجوهر، عبد المجيد عبد الله، نبيل شعيل وأسماء أخرى مهمة جداً، وليس شرطاً أن نكون جميعنا في العمر نفسه، لكننا من جيل واحد تقريباً.
• هناك عبد الوهاب الدوكالي!
لا. الدوكالي أعتبره بمثابة أبي، وهو من عصر آخر.. عصر عبد الحليم حافظ، وقد غنّيت معه عندما كان عمري (12 عاماً)، وأذكر أيضاً في هذا السن، أنني قابلت عبد الحليم وغنيت معه، وهذا أمر أعتز به، وليس هذا فقط.. بل حظيت بلقاء كل نجوم الجيل الماضي، أمثال محمد عبد الوهاب، فايزة أحمد، فريد الأطرش وآخرين. ويشرفني أني شاهدتهم عن قرب، وتعرفت إلى كيفية معيشتهم وتصرفاتهم وحديثهم.
• وماذا تعلمت منهم؟
أنا وأبناء جيلي تعلّمنا من الجيل الذي سبقنا أموراً عديدة.. سواء كان ذلك في طريقة الغناء، أو كيف نختتم حفلاً لنا، ومن لم يتعلم من عبد الحليم حافظ تعلم من عبد الوهاب، ومن لم يتعلم من عبد الوهاب تعلم من أم كلثوم، كارم محمود، الموجي، بليغ حمدي، القصَبْجي وسيد درويش.. فكل هؤلاء هم مَن صنعوا شكل الأغنية العربية، لكن كل واحد منا تعلم بقدر ما يستوعبه عقله، وكل منا قدم بصمة وأعطى إحساسه الخاص به.
أحب الصعب
• أليس غريباً مع كثرة أبناء جيلك الغنائي، إنما حتى الآن الغلبة في (برامج اكتشاف المواهب الغنائية)، هي لأغاني مطربي (جيل العمالقة)، إذ نجد المتسابقين يقدمون أمام لجان التحكيم الأغاني القديمة، وما إن يتخرّجوا إلى مسرح الحياة، يبحثون عن الأغاني الإيقاعية؟
لأن الأغاني القديمة تُظهر مساحة الصوت وتُبرزه أكثر.. فأغانينا الشرقية الكلاسيكية فيها مقامات مختلفة، مثل «الرّاسْت» و«البَيَاتي» وغيرهما، فأم كلثوم تغني من مقام لمقام، وهكذا عبد الحليم وعبد الوهاب وآخرون.
• هل معنى كلامك أن الأغاني القديمة التي كنت تقدمينها، تبرز صوت سميرة سعيد بشكل أفضل من أغانيك الحديثة، مثل «سوبرمان» وغيرها؟
الأغاني القديمة فيها «سلطنة» أكثر، ومساحة أكبر للمطرب ليُبرز صوته. أما الأغاني الحديثة فتعتمد على أن يكون الـ«بَني آدم» إيقاعياً ويقول جُملاً قصيرة، ومن خلال هذا الإيقاع المحدد لا تتضح الإمكانات التي يمتلكها المغني. وبالنسبة إلي، الأغنية القديمة كانت أسهل بكثير مما أقدمه حالياً، لا سيما أني مطالبة في الأغاني الحديثة بتقديم أغنية جملتها الموسيقية محدودة، و«العُرْبَة» فيها عليّ أن «أخطفها خطفاً». وكم هناك أصوات رائعة وشاطرة في تقديم «الكلاسيكيات»، لكنهم عندما يقدمون الأغاني الحديثة «يقعوا».
• ما دام الأمر هكذا.. ما الذي قادك إلى الأغنية الحديثة الصعبة، على حساب براعتك في تقديم الأغنية «الكلاسيك» السهلة بالنسبة إليك؟
لأني أحب الصعب ولا أحب السهل، وهدفي أن أضيف إلى ما أقدمه وأكسب جيلاً جديداً.. فلو استمررت أغني مثل وردة وفايزة أحمد والعمالقة كلهم.. فما الإضافة التي سأقدمها كمطربة؟!
• كونك شاهدة على (جيل العمالقة) و(جيل الشباب).. أيهما ترينه الأجمل؟
على فكرة كلا الجيلين الحكاية نفسها، أي أن الصراعات والأشياء التي كانت موجودة أيام زمان موجودة الآن، والفرق هو أن عددنا كمطربين زاد الآن عن السابق، إنما زمان أيضاً كانت هناك غيرة وتنافس، وناس تحب بعض وناس تكره بعض، وكنت ألاحظ كل هذا، لكن الدنيا «كانت أرْوَق من دلوقت».
• لو أن مطربي «الزمن الجميل» أمثال أم كلثوم، عبد الوهاب، عبد الحليم يعيشون بيننا اليوم.. فهل كنّا سنلمس تقدير الناس لهم من خلال وسائل «التواصل الاجتماعي»؟ أم كانت ستصيبهم سهام التعليقات والألفاظ الجارحة، كما يحدث حالياً في الـ«سوشيال ميديا» مع العديد من الفنانين والكبار؟
لو كان عبد الحليم على قيد الحياة ويستخدم أدواته الفنية نفسها، بحكم أنه كان مشهوراً له بالذكاء ووضعه هذا ضمن الصفوف الأولى، لكان هو ونجوم «الزمن الجميل» كلهم، سينالهم ما ينالنا من تعليقات سلبية أو إيجابية.
إنسان آلي
• أعلم أنك مشغولة حالياً بتسجيل أغاني ألبومك الجديد الذي سيُطرح هذا الصيف.. فما الجديد الذي تقدمينه؟
أسير على الطريقة ذاتها التي اخترتها لنفسي في البحث عن أفكار جديدة لأعمال تجمع بين الجماهيرية، وفي الوقت ذاته مختلفة وشكل المزّيكا فيها متطورة، أي لون الـ«بوب ميوزك». وفي الأسطوانة الجديدة موضوع أتكلم فيه عن ضغوطات الحياة بعيداً عن الجانب العاطفي، والأغنية بعنوان «إنسان آلي». وهناك أغنية لفتاة تتغزل بحبيبها وتقول له أنت حلو.. وأسلوبك وكلامك حلو. وأغنية تتكلم عن يوميات امرأة تشك في زوجها إلى أن تصل إلى مرحلة اليقين. وهذه المرّة جرعة المواضيع الجريئة «زيادة شوية». والألبوم يتضمن أغنيات مصرية ومغربية.
• بالمناسبة، هل المواضيع الجريئة التي يكتبها الشعراء، من الممكن أن تقدمها مطربات أخريات، لا سيما أنه بات معروفاً عنك أنك تفضلين الأغاني التي تقفين فيها ندّاً للرجل وكثيراً ما تتحدّينه، وقد أخذت بعض الفنانات السير على نهجك كما فعلت نوال الزغبي في أغنيتها الأخيرة «كده باي»؟ وهل ترين نفسك مؤثرة في المطربات؟
نعم. من الممكن أن تغني المطربات المواضيع ذاتها التي أقدمها، لكن الذي يختلف بين غناء مطربة وأخرى طريقة التناول، والـ«كاركتر» الذي تم الغناء به، لذا هذه الأغاني من الممكن أن تنجح مع سميرة سعيد ولا تنجح مع مطربة أخرى. عموماً، كلام الأغاني بشكل عام هو إمّا حُب أو كراهية أو غيرة أو شك، أو تقول للطرف الآخر «مع السلامة.. أنا مش عايزاك». بالتالي هذه هي كل أحاسيس الحب، سواء أكانت إيجابية أم سلبية منذ أن بدأت الحياة بين الرجل والمرأة، إنما هناك مطربات لسن من أنصار الصيغة الجريئة وملتزمات بالصياغات التقليدية الكلاسيكية. أما أنا فكل مرّة أتعامل بصيغة جديدة، قد أدلّع الرجل كما في أغنية «أوقات كتيرة»، وقد «أناكفه». وردّاً على الشق الآخر من السؤال: نعم، سمعت «كده باي» لنوال، ولا أريد القول إن فنانات جيل الوقت الحالي يفعلن ما أفعله، لكن الصياغة التي يقدمنها سبق أن قدمتها قبل أكثر من (35 عاماً)، كما في أغنيتي مع الشاعر بهاء الدين محمد، حيث تقول امرأة لرجل بما معناه: «أنا مش عايزة أقابلك تاني.. روح شفلك زمان غير ده.. الأرض ما تشيلناش سَوَا».. إلى أن وصلت لأغاني «ما حصلش حاجة» و«سوبرمان»، وما شابههما من معانٍ بصوت أخريات.. أي هناك من يُغنّين طريقتي نفسها.
باركت لأنغام
• هل باركت لزميلتك المطربة أنغام زواجها من الموزع الموسيقي أحمد إبراهيم؟
طبعاً. كما باركت لها بألبومها الأخير «حالة خاصة جداً»، وهي كالعادة فنانة متفرّدة.
• ومتى سنُبارك لك زواجك من جديد؟
موضوع الزواج بالنسبة إليّ مُقفل تماماً عندي.. أي لن أتزوج من جديد.
• هكذا قالت قبلك المطربة أنغام، لكنها عادت وتزوجت للمرة الرابعة؟
هي حرّة، إنما أنا اعتدت حياتي اليومية بصورتها الحالية. ويمكن لو أن ابني شادي سافر أو تزوج وغادرني، وشعرت حينها بأني بحاجة إلى (ونيس)، عندها سأفكر في أمر الزواج وأعلن أني محتاجة إلى (ونيس) في حياتي أخرج وأسافر معه، أي إلى زوج يحلّيلي حياتي.
التضامن مع شيرين
• أطلق مؤخراً مجموعة من الفنانين والمحبين للمطربة شيرين عبد الوهاب، حملة تضامُن معها ضد قرار إيقافها عن الغناء من جانب (نقابة الموسيقيين) في وطنها، جرّاء اتهامهما من جديد بالتطاول على مصر، واتهامها بأن كلامها الأخير في حفلها في البحرين يمس الأمن القومي لبلدها.. فما رأيك؟ وهل تضامنت معها؟
بالطبع. وأنا كنت موجودة في لبنان أصوّر حلقة في برنامج «توأم روحي» مع نيشان عندما حصلت المشكلة، وما إن عدت حاولت الاتصال بها. بصراحة، لا أحب أن يحصل مع شيرين أي شكل من أشكال التّخوين بوطنيّتها، لأنها إضافة إلى كونها «حبيبة قلبي» وصوتاً رائعاً، عفوية وتتصرف بتلقائية، الأمر الذي يفسر كلامها وأفعالها بطريقة لم تكن تقصدها، وهي ذكرت بنفسها في أزمتها الأخيرة، أن الأشياء حُرّفت بما لا ترتضيه أو تقصده.
• بمناسبة الحديث عن شيرين، أليس غريباً أنه في الوقت الذي تعود فيه كل من شيرين، نجوى كرم، نوال الزغبي وأصالة لـ«روتانا» أن نجدك تُغادرين الشركة؟
الاتفاق بيننا انتهى، و«روتانا» لم تطرح أي طلب لتجديد العقد، وفي الوقت ذاته لم أتكلم معهم في أي تجديد. وحالياً أعمل بشكل منفصل، وألبومي المقبل من إنتاجي، حيث لم أوقّع مع أي شركة إنتاج للآن.
• تشهد السعودية حالياً نشاطاً ملحوظاً على صعيد الحفلات الغنائية.. أين أنت منها؟
أتمنّى أن يكون لي نصيب في حفلات المملكة المقبلة، وأنا عندما كنت متعاقدة مع «روتانا» أخبروني بأنه سيكون لي حفلات في السعودية، إنما حتى الآن لم يحدث نصيب.
• وأين ستكون حفلاتك المقبلة؟
لديّ جولة غنائية هذا الشهر في المغرب، حيث سأحيي ثلاث حفلات هناك، هي: يوم (23 إبريل) في كازبلانكا. يوم (27 إبريل) في طنجة. يوم (30 إبريل) في الجديدة، وتعاقدت على إحياء حفل هذا الصيف في أمستردام.
• أخيراً، هل أنت راضية عن الأغنية المغربية؟
أنا راضية عنها من زمان، لأنها أغنية مختلفة عن الأغنية الخليجية واللبنانية والمصرية، ولها خصوصيتها. وهي من أيام الكبيرين عبد الوهاب الدوكالي وعبد الهادي بلخياط، الناس تحبها وتحمل تأثيراً فيهم، والآن في ظل الـ«سوشيال ميديا»، بدأت الأغنية المغربية تأخذ حقها ومكانتها عربياً. وأنا قبل فترة قدمت أغنية «ما زال» حصدت نجاحاً، وأعود لها في أسطوانتي الجديدة التي تتضمن أغنيتين أو ثلاث أغانٍ مغربية.
«ألبوم» خليجي لم يكتمل
كشفت سميرة سعيد على هامش حوارنا معها، أنها كانت بصدد إنجاز «ألبوم» خليجي، لكن المشروع لم يكتمل وتوقف، موضحة السبب: «لم أستطع السيطرة على أدوات الألبوم، إذ كنت بحاجة على الأقل إلى ثمانية أو 10 أعمال، ولم أحصل عليها بالشكل الذي يُرضيني». وتضيف سميرة أنها في ختام عقدها مع «روتانا»، اتفقا على تقديم أغنية خليجية تصدر قريباً، من كلمات الشاعر خالد البذّال، وألحان أحمد الهرمي، وتوزيع سيروس، تُطرح (Single). وقالت لنا سميرة إنها ستدعمها بأغنية ثانية عراقية من ألحان علي صابر، تصدر أيضاً منفردة بعد أغنيتها الخليجية.
كنّا ثلاثاً.. وأصبحنا اثنتين
معروف أن سميرة سعيد تربطها صداقة وطيدة بالمطربتين أصالة نصري وأنغام، حتى إن الثلاث اجتمعن كثيراً وغرّدن عبر الـ«سوشيال ميديا» عن أهمية ومفاهيم الصداقة، مُثنيات على بعضهن بعضاً، بل إن (صُولا) من حبها لصديقتيها أعلنت رغبتها في تزويجهما، عندما كنّ يجتمعن ويتناقشن في مواضيع الحب والزواج، لكن ما إن أعلنت أنغام مؤخراً زواجها من أحمد إبراهيم، المتزوج من ابنة شقيقة المخرج طارق العريان، زوج أصالة، ولديه منها طفلان، حتى وقفت (صولا) في صف عائلة زوجها واتخذت قراراً بمقاطعة أنغام. وفي هذا السياق تؤكد سميرة: «كنا ثلاث صديقات.. وأصبحنا اثنتين، لكني على قناعة بأن الأمور تتغيّر، وما دام كما يُقال: «أنت طبّال.. وأنا زمّار»، معنى ذلك أن أصالة وأنغام ستتقابلان وتعودان صديقتين من جديد.. فأي مشكلة في بدايتها تكون كبيرة، ثم بعد ذلك تأخذ حجمها الطبيعي». ونسألها: لماذا لم تتدخلي لاحتواء الأزمة بين أصالة وأنغام ومصالحتهما؟ فتُجيب: «لو قدرت سأفعل، خاصة أني أحترمهما على المستوى الإنساني، ويهمني أن تكونا على علاقة طيبة، وعندي قناعة بأن المياه ستعود إلى مجاريها بينهما».