#ثقافة وفنون
إشراقة النور 26 مارس 2019
لا ينحصر سحر «مكتبة ترينيتي» التابعة لـ«جامعة دبلن»، وتعود لأوائل القرن الـ18، في تاريخها العريق، ولا ثراء رفوفها بكنوز الكتب الثمينة التي تبدو كفردوس لمحبّي القراءة، لكن أيضاً هندستها المتميزة التي تسافر بك عبر الزمن، حيث جمال تصميمها المتناسق مع حقبة التنوير.
تقع «مكتبة ترينيتي» الجامعية في مدينة دبلن الأيرلندية، ضمن «جامعة ترينيتي كوليدج»، التي أسستها إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا في عام 1592، كمصدر إشعاع، وشُيّد مبنى المكتبة التي تُعرف باسم «مكتبة الثالوث»، في عام 800 ميلادية من قبل بعض الرهبان، وقد تجاوزت الجامعة مكتبتها الأصلية، مما ألزم بتخطيط بناء جديد صمّمه توماس بارا. ويُعرف هذا البناء بـ«المكتبة القديمة»، وبدأ العمل به 1712 وانتهى 1732. وتُعتبر المكتبة الأكبر في أيرلندا، حيث تحتوي على أكثر من 6.2 مليون مُجلّد، ومجموعة واسعة من المخطوطات والكتب القديمة النادرة، وقد مرت بمراحل وتغييرات عديدة لتُناسب الأوقات المختلفة.
تماثيل
تُعتبر الغرفة الطويلة أشهر صالات المكتبة، ويبلغ طولها (64 متراً)، وتحتوي على 200 ألف كتاب قديم. تُشكّل التماثيل الحجرية الرخامية للفلاسفة والكتّاب الشهيرين والداعمين للجامعة الممشى المركزي، والتي أنشأها النحّات بيتر شكيمرز، وبين التماثيل النصفية لكبار الشخصيات الأدبية في المكتبة، يُطالع الزائر تمثالي «أوسكار وايلد» و«صامويل بيكيت»، الكاتبين اللذين ارتادا المكتبة يوماً. وقد تم استبدال السقف الأصلي المسطح للحجرة بارتفاع طابق واحد عام 1860، وذلك في القبّة البلوطية المتميزة والجميلة الموجودة اليوم، لإتاحة مساحة لمزيد من الأعمال عندما تصبح الرفوف الموجودة ممتلئة.
كيلز
تحوي «الغرفة الطويلة» أيضاً آخر النسخ الموجودة لإعلان استقلال جمهورية أيرلندا عام 1916، وقيثارة «جامعة ترينيتي» الخشبية، التي تعود للقرن الـ15، وكتاب «كيلز» أهم آثار الفن الديني الذي يجذب نحو مليون زائر سنوياً من جميع أنحاء العالم، فيقفون في طابور طويل لإلقاء النظر على «كيلز»، والتعرف إلى المراحل التي مر بها، وهو كتاب مُصوّر تم نسخه يدوياً على الرَّقّ (جلد رقيق) بطريقة مخطوطة، يحمل رسوماً زُيّنت تصاميمها المتميزة برسوم مسيحية رائعة، تُجسّد ما ذكرته الأناجيل الأربعة ويعود للقرن الثامن. ومن كنوز المكتبة كتاب دارو (650 - 700 ميلادية) وهناك أيضاً، كتاب «هووث».
مكتبات مصغرة
تتبع لـ«مكتبة ترينيتي» مكتبات مصغّرة عديدة، تحوي إحداها الكتب القديمة المطبوعة، المجموعات الخاصة التي تضم مخطوطات نادرة وأبحاثاً ومحفوظات قيّمة، مكتبات الفنون المعقدة والمكتبة الرئيسية العريقة، مكتبة جيمس آشر (1625 - 1656)، رئيس أساقفة أرما، المطلة على حديقة الكلية، إضافة إلى مكتبة خريطة «غلوكسمان»، مكتبة هاميلتون للعلوم والهندسة مكتبة جون ستيرن الطبية، وغرفة قراءة خاصة للدراسات العليا.
وتغطي الكتب والمخطوطات كل حقول الفكر، الثقافة، العلوم، الجغرافيا وحضارات الأرض. وتتميز بأنها المكتبة الوحيدة التي توفر حرّية نسخ المؤلفات، إذ يمكن العثور على كل النسخ المجانية للكتب المنشورة في أيرلندا.