واسيني الأعرج 21 فبراير 2019
قصة بدأت بصدفة، ثم بورقة صغيرة عليها رقم تليفونها، زحلقتها مارلين مونرو في يدي السيناتور الشاب، زير النساء، ج. ف. كيندي، وانتهت بأغنية عاشقة Happy Birthday Mister President بمناسبة عيد ميلاده، ثم موتهما الغامض، هي قتل في لباس انتحار، وهو اغتيال أمام الجميع. قد تكون قصتهما ملفوفة في الكثير من السرية، لكن لا أحد يستطيع اليوم نكرانها. كل الشهادات تؤكدها بما في ذلك المخابرات. وهناك من يحمل ج. ف. كيندي مسؤولية انتحار حبيبته. فقد كانت مارلين مونرو نجمة صاعدة، وكيندي سيناتوراً نشيطاً ومرئياً ومرشحاً منافساً لنيكسون. علاقاتهما دامت سنوات كثيرة في سرية قبل أن يتم الكشف عنها، وتتحول إلى أسطورة شغلت جيلاً بكامله.
نحن في سنة 1954، لوس أنجلوس تحتفل بنهاية المكارثية، وتستقبل الـ«روك أند رول»، كفن مستحدث معبر عن الحرية بامتلاء. كانت مارلين مونرو متزوجة من لاعب البيسبول المعروف جو دي مادجيو الذي تحول إلى معيق لنجوميتها. يغار من كل ما يحيط بها. يقال إنها كانت، كلما مرت على مجموعة بشرية أدهشتها بخيط عطر «ديور» الذي تخلفه وراءها.
كل شيء بدأ عندما سحبها دجو وراءه، إذ لم يستطع تحمل نظرات الحاضرين لها، وتغزلهم بجمالها. كان يكره التجمعات واللقاءات وابتسامات الغواية، هو الذي يمضي الساعات الطوال في العزلة، وقراءة الكتب المصورة. رحلتها إلى اليابان وغناؤها أمام الجيش الأميركي حققا لها نجاحاً كبيراً، ومنحاها ثقة كبيرة بنفسها، الأمر الذي عجل بفراقها مع زوجها، واستعادة حريتها.
كان معروفاً على السيناتور كيندي أنه رجل نسائي، وكان يقضي جل وقته في سفينته الشراعية، مع جينيلا فون بوست، عشيقته الإسكندنافية. كما كان يزور هوليوود من حين إلى آخر، ويلتقي الممثلات الجميلات ومنهن مارلين مونرو. بعد أن وضعت في كفه الورقة الصغيرة في نهاية السهرة، لم يتأخر عن مكالمتها. يلتقيان لأول مرة في ساحل ماليبو، في بيت أحد أصدقائه، على حافة البحر.
يصعد في الوقت نجمها، فتصبح محبوبة الجماهير الشبابية الواسعة والمعبرة عن انشغالاتهم وحريتهم مثل جيمس دين. ساعدها على الانتشار حبيبها السيناتور بعلاقاته الواسعة، الذي سيصبح رئيساً لأميركا الجديدة، في ظل حرب باردة قاسية. حتى بعد أن أصبح رئيساً مكلفاً بمصير أكبر دولة في العالم، لم يغير شيئاً من عاداته العشقية. كان يمر بانتظام إلى كاليفورنيا فقط ليرى مارلين التي كانت قد تزوجت من جديد بالكاتب آرثر ميلر. عاشا تجربة حب محفوفة بمخاطر الحياة وضوابط البيت الأبيض، لدرجة أن مدير إف. بي. آي FBI ج. إدغار هوفر، كان يحرسه عن قرب. وسجل ليالي الرئيس والممثلة الشقراء بكل تفاصيلها. في النهاية، وتحت كثرة الملاحظات، اضطر كيندي إلى الابتعاد عن حبيبته لأن أميركا كلها كانت في الميزان. أضف إلى ذلك، شكاوى زوجته جاكي التي بدأت تهدد بفضح هذا الجنون بالطلاق. كان مجبراً على التخلي عنها ولو لوقت.
لم تتحمل مارلين هذا الوضع الذي جعلها تواجه جاكي فأقرت لها بعلاقتها بزوجها، والبيت الأبيض الذي كان يعرف بالصور والتسجيلات الصوتية كل ما كان يدور في ماليبو، إلى أن جاء يوم 19 مايو 1962 عندما غنت في عيد ميلاد كيندي، في «الماديسون سكوير غاردن». بعد الاحتفال، قضيا معاً ليلة طويلة كانت هي ليلة الوداع، لأنه ما سيحدث بعدها سيكون تراجيديا. بعد شهرين من تلك الليلة، وجدت مارلين ميتة في بيتها، قتل في غلاف انتحار. بعد موتها بسنة، اغتيل كيندي في دالاس. وبذلك تنتهي علاقة حب كبيرة خارج كل النظم، بين رئيس أكبر دولة، وأجمل ممثلة سينمائية.