د. سعاد محمد المرزوقي 3 سبتمبر 2018
إنك مهم..
كثيراً ما نستمع لبعض الأشخاص من حولنا وهم يشتكون ويتذمرون من أوضاعهم الاجتماعية والمهنية، ويشعروننا بأن الحياة غير مهمة، وأن ليس لديهم أي معنى لحياتهم على الرغم من أننا نرى بأنهم يمتلكون الكثير من الإيجابيات ولديهم الكثير مما يتمناه غيرهم لتكون حياتهم أفضل حالاً. والسؤال لماذا لا يركزون على تلك الأشياء وكيف يمكنهم التغيير لتكون حياتهم أفضل وذات معنى؟
معظم الأشخاص يعتبرون نجاحهم وتميزهم، النجاح والتميز بالعمل والمناصب التي يسعون إلى تحقيقها، وكأن العمل هو الذي يجلب لهم الأهمية والتميز، لذا يبقون لسنوات طويلة وهم يتعلمون ويحددون أهدافهم للوصول إلى النجاح المقصود، وفي الحقيقة هناك جوانب كثيرة ومتعددة تجعل لحياتك معنى، ولكن بطرق مختلفة يمكنك إيجاد أهمية لحياتك بأمور قد تبدو بسيطة ومتاحة، ولكن قياسنا لها قد يكون أقل من توقعاتنا.
• نبدأها بالصحبة:
احذر أن تكون وحيداً في معظم الأوقات لتركز على أهدافك الخاصة وتبذل الجهود المكثفة للنجاح في تحقيق هدف وتخسر الكثير، كن محيطاً بالأصدقاء طوال الوقت، لا تقوم بالأنشطة الفردية فقط، هناك طرق متعددة حتى تحافظ على علاقاتك، كتحديد أوقات للقاء الأصدقاء أو أفراد العائلة، وقم بممارسة الأنشطة الرياضية أو الرسم أو الرحلات مع الأصدقاء وكررها، وحينها ستشعر بالفرق وبأنك مهم كما أنهم يعنون لك الكثير.
• العطاء:
أن تسهم في تغيير حياة أحدهم للأفضل، وعلى سبيل المثال مادياً بالصدقة مثلاً، أو بالمساهمة بتغيير إيجابي صغير، كإجراء مكالمة مع أحد المقربين في أوقات معينة ومن دون أسباب لتصنع الفرق، كما يمكنك المساهمة في تغيير إيجابي لأحد زملائك أو عملائك من دون طلب منهم. وقد تستطيع أيضاً المساهمة في تغيير المجتمع كالاشتراك في المجموعات التي تقدم الأعمال التطوعية، ويمكنك أن تتبرع بالدم أو بالمال أو بالوقت، حينها ستشعر بمشاعر الفرح والسعادة.
• قدر ما لديك:
هل أنت سعيد بما لديك حقاً أم أنك تريد المزيد، وذلك على جميع المستويات كالعمل والمقتنيات والعلاقات، عندما تشعر بأنك في حاجة ركز على إيجابيات ما لديك والجانب المضيء فيه. وإذا قدرت ما لديك بالفعل فلن تشعر بقلق الرغبة في المزيد، «القناعة» وليس المقصود هنا التوقف عن وضع الأهداف الجديدة وتحقيقها، ولكن القصد التمتع بالموجود والمتاح والعمل على التغيير للأفضل لتسهم وتؤثر بشكل مفيد على رفاهيتك.
• اخلق الذكريات:
يمكنك إعادة التفكير في بعض الأعياد والرحلات التي قمت بها والتجارب التي لا تنسى، وعندما تتذكر تلك اللحظات ستلاحظ الفرحة التي تستمدها من استذكار الوقت الذي قضيته مع من تهتم بهم كأفراد العائلة أو الأصدقاء، وأفضل التجارب تخلق أفضل الذكريات التي تخلق السعادة. وحاذر أن تجعل فرحك مرتبطاً بسيارة أو مقتنيات قد تدوم لفترة وإن زرعت بك الفرح فهو مؤقت.
• وفي النهاية أجب عن الأسئلة التالي:
ما دورك في تحقيق وخلق حياة أفضل للآخرين؟ كيف يمكنك المساهمة في تحسين الواقع والمجتمع والعالم؟ ما التأثير اليومي الذي يمكنك أن تقوم به في التفاعلات والعلاقات مع الأهل والأصدقاء والزملاء؟ ولا شك في أن هناك الكثير من الإيجابيات وإن لم تلاحظ الكثير منها فإذا هي فرصة للتغيير ومراجعة الذات.
استشارة..
لاحظت مؤخراً عزوف ابنتي، 16 عاماً، عن الطعام وقد حاولت معها مراراً بأن تتناول الطعام ولكن من دون جدوى، فقدت وعيها مرات عدة، وعند مراجعة الطبيب، اكتشف بأن لديها فقر دم (أنيميا) وسوء تغذية، وبعد الفحوصات المتكررة، نصحني باستشارة اختصاصي نفسي، لأنها تعاني اضطراب الطعام، انصحيني.
• اضطرابات الأكل تأتي بأشكال مختلفة، منها الامتناع عن تناول الطعام أو تناول كميات قليلة جداً «فقدان الشهية».
• وهناك نوع آخر حيث يتناول الشخص كمية من الطعام، ولكن يحرص على أن يكون طعاماً ليناً حتى يسهل التخلص منه بالأدوية، كالمسهلات، أو محاولة استرجاع الطعام بطرق مختلفة «الشره العصبي».
• الآثار السلبية متعددة، منها نفسي، ومنها جسدي، في الحقيقة العلاج يجب أن يكون تحت إشراف فريق طبي مكون من الطبيب المتخصص أو العام، والطبيب النفسي والاختصاصي النفسي واختصاصي التغذية والممرضة، والاختصاصي الاجتماعي، ويفضل دخول ابنتك للمستشفى في الفترة الأولى، لمعرفة الأسباب، والتعامل معها، ويمكن التركيز من قبل الاختصاصي النفسي على العلاج المعرفي والسلوكي، وقد يضطر لتقنيات التحليل النفسي حسب التقييم والتشخيص.