د. مانع سعيد العتيبة 27 يوليو 2018
أميرتي.. سيّدة الحروفِ.. أدعوكِ في ضَراعةٍ أن تفهمي ظروفي..
الصمتُ لَيْسَ صاحبي وليسَ مِن وُصوفي..
لكِنَّني أحْتاجُهُ في عالَم الإرهابِ.. وفيه أخفي كل ما سجّلت في كتابي..
أخفي لَدَيْهِ دَمْعَتي.. وَلَوْعَتي.. عَذابي..
حتَّى السُّؤالُ لا أرَى لَدَيْهِ مِنْ جَوابِ
الصَّمْتُ يا أميرتي سياسة.. طوقُ النَّجاةِ في قَضَايَا أُمَّي الحَسَّاسة..
والقول فيه دائماً أميرتي انتكاسَة..
لكِنّني قررتُ أَنْ أبوحا.. وأهجرُ الوِدْيَانَ والسُّفوحَا.. وَأَنْكَأُ الجُروحَا..
فالحبُّ في صَحْرائنا يُعاني.. مِن ظالمٍ وَجاني.. وَلَيْسَ في إِمكاني..
أَنْ أَلْجُمَ الحُروفا.. وَأُغلقَ الصُّفوفَا.. كَيْ أتَّقي الرِّماحَ وَالسُّيوفا..
أميرتي.. تَكلَّمي.. تَأَلَّمي.. تَعَلَّمي الصَّراحَة..
فَإنّها مِنَ الأسَى اسْتِراحَة.. وَإنها أمامنا أميرتي مُتاحَة..
الحُبُّ يُنادِي حُرَّاسَه
لَيْلُ الإرْهابِ يُحيطُ بهِ
لا يَمْلِكُ سَيْفاً وَسِناناً
لا يَمْلكُ إِلَّا مِعْوَلَهُ
الحُبُّ يُنادِي لَكِنَّا
وَنَقولُ: تَمَهَّلْ لا تَصْرُخْ
لا تَحْسَبْ صَمْتَ حَناجِرنا
نَسْمَعُ صَوْتَ الحُبِّ يُنادي
مَعْ ذلِكَ نَصْمِتُ في ثِقَةٍ
في مَدْرَسَةِ الحُبِّ كَتَبْنَا:
وَبِخَوْفٍ يَقْرَعُ أَجْراسَه
وَالحِقْدُ يُحَاوِلُ إِخْرَاسَه
كَيْ يَحْمي بِهِمَا أقْدَاسَه
وَالمِعْوَلُ يَرْعَى أَغْراسَه
نَكْتُمُ في خَجَلٍ أَنْفاسَه
فَقَضايَا قَوْمِكَ حَسَّاسَه
خَوْفَاً بَلْ بَحْثاً وَدِراسَه
فالإِرْهابُ يَهْزُّ أَسَاسَه
أنَّ الصَّمْتَ يَظلُّ سِيَاسَه
مَنْ يَصْمِتْ يُعْلِنْ إِفْلاسَه