لاما عزت 15 يونيو 2018
أدّت الثقافات المكتسبة مؤخراً إلى انتشار الوشم بين النساء العربيات، بل أصبح عند البعض أمراً ضرورياً. وتدفع النساء مبالغ كبيرة لوضع الوشم على أجسادهن ووجوههن، إمّا لسبب تجميلي كعمل مكياج دائم وللزينة، أو لتغطية الندوب وآثار الحروق على الجسم. فعلى أي أساس يتم اختيار الرسومات أو العبارات لنقشها على الجسم؟ وهل هناك طرق حديثة لإزالة الوشم غير المرغوب فيه بعد فترة؟ تعتبر موظفة البنك مي هنداوي الوشم أو الـ«تاتو»، من وسائل التجميل الدائمة التي توفر الوقت والجهد في رسم الحاجبين، كما أنه يعطي مظهراً جذاباً ومرتّباً حتى من دون وضع مكياج. وعن «تاتو» الجسم تقول: «لا أفكر في عمل وشم دائم، لكن هذا لا ينفي أنني أقوم بعمل نقوش على الذراع أو الكتف باستخدام الحنّاء، كونها مؤقتة ويمكن تغييرها وتجديدها». دليل جرأة بدورها، ترى الطالبة الجامعية سهير النابلسي الوشم الدائم موضة لا تزول، وله جاذبيته وخصوصيته، تقول النابلسي: «رسمت على الرّسغ فراشة والحرف الأول من اسم أمي، وأعتقد أن الفتاة التي تشم على جسدها تتمتع بشخصية ثابتة وجريئة». تجربة مؤلمة تُخبر ربّة المنزل نورهان عن تجربتها المغايرة مع الوشم شارحة: «وشمت على كتفي عندما كنت في الجامعة شعاراً لحزب سياسي كنت ناشطة فيه. وبعد تخرّجي تغيّرت مواقفي السياسية تماماً، وعانيت كثيراً حتى تخلصت من هذا الوشم، مع أن آثاره لم تُمْحَ تماماً». لذلك تنصح نورهان الفتيات بعدم اللجوء إلى الـ«تاتو» الدائم حتى إن كان لتحديد الحواجب، فالموضة تتغير، وأيضاً الأفكار. أنواع الوشم ينصح الزعبي الراغبات في عمل «تاتو» دائم بالتفكير مليّاً في اختيار الرسم أو الرمز أو الكتابة، لأن الوشم يُعبّر عن الشخصية والتوجه، وبالتالي سيبقى مُرافق صاحبه طيلة العمر، ولن يكون من السهل إزالته فيما لو غيّر الشخص رأيه وتبدّلت أهواؤه. وعن أنواع الوشم يقول الزعبي: «يرتبط نوع الوشم بالمكان الذي سيُرسم فيه. فمثلاً هناك خمسة أنواع من الوشم: Band Tattoos يُرسم حول الذراع، والرِّجْل أو الرّسْغ، وSleeve Tattoos يرسم على كامل الذراع، وHalf Sleeve يرسم على الكتف أو جزء من الذراع، وCover Up Tattoos يرسم لتغطية الندوب وآثار الحروق أو أي علامات غير مستحبة، وأخيراً Tribal Tattoos يرسم في أي مكان في الجسم، ويكون عبارة عن رسم له معانٍ ثقافية أو اجتماعية. ويختتم الزعبي حديثه، مشيراً إلى أن «أكثر أشكال الـ«تاتو» المطلوبة من قبل الفتيات هي الأزهار والفراشات والزخارف التي تعبّر عن الطبيعة، في حين أن الشباب يفضلن نقش العبارات أو أسماء أشخاص». اضطراب نفسي وعن أسباب تَوجّه البعض إلى نقش الـ«تاتو» على أجسادهم ووجوههم، يَعْزو استشاري الطب النفسي الدكتور كربيد زكريان الأمر إلى عوامل عدة: «كالعوامل المرضيّة والعوامل النفسية وعوامل جمالية، فضلاً عن عامل الإثارة». ويشرح زكريان، مشيراً إلى أن «بعض الراغبين في وضع الوشم من الفتيات والشبّان، ممكن أن يكونوا مضطربين نفسياً ولديهم مشكلات ترتبط باضطرابات في شخصياتهم، إذ لكل رمز أو نقش معنى معيّن في علم النفس، ويميل كل من الجنسين إلى اختيار النقش الذي يعبّر عن مكنوناته الخفيّة، أو عن الجانب الذي يريد إبرازه في شخصيته». ويضيف قائلاً: «هناك فتيات يرغبن في لفت النظر عن طريق اختيار بعض النقوش التي لها دلالات خاصة، وتوشم في أماكن معينة لجذب الانتباه والاستئثار به دون غيرها من الفتيات الأخريات، وهذا يؤشر إلى معاناتها صراعات نفسية». غير أن رسم الوشم لا يخلو أحياناً من جانب مشرق، بحسب تعبير الدكتور زكريان، إذ يشير إلى أن عدداً لا بأس به من الفتيات ينقشن فراشة صغيرة أو زهرة جميلة، أو أي رسم طبيعي مُريح للدلالة على الجمال والرقة.